اشار وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال ​نقولا صحناوي​ الى "أن ​الاقتصاد الرقمي​ يحتاج لمسيرة متكاملة من التطوير لكي يصبح بالإمكان التحدث بثقة عن قضية التسويق الرقمي وغيرها من الخدمات والأدوات التي لا يمكن أن تنتشر من دون شبكات سريعة منخفضة التكلفة بالنسبة للمستخدم، فردا كان أم شركة أو مؤسسة رسمية". وذلك خلال مؤتمر "ديجيتال يو" المتخصص في التسويق الرقمي الذي عقد صباح اليوم الخميس 7 تشرين الثاني في فندق "الموفنبيك". و الذي تنظمه مجموعة الاقتصاد والأعمال للعام الثاني على التوالي.

وقدم صحناوي تفاصيل عن تقرير الاتحاد الدولي للاتصالات، فقال: "لقد انتقلنا من المركز السابع عالميا من حيث التقدم في عملية تطوير البنية التحتية عام2011  إلى المركز الأول في تقرير 2012. وقد لمس اللبنانيون هذا التقديم من خلال سرعة الانترنت من خلال الهاتف الخلوي ومن خلال خطوط الشبكة الثابتة DSL. وقد تحقق ذلك رغم كل الصعوبات التي سببتها "أوجيرو" لعملية التحديث والتطوير بوجود عبد المنعم يوسف. ولا تقتصر الصعوبات على "أوجيرو"، إذ أن غياب مجلس وزراء فاعل يحد أيضا من سرعة تطوير القطاع. على سبيل المثال لم نتمكن من إطلاق مشروع الألياف البصرية إلى المنازل Fiber to the home (FTTH) كذلك لا نستطيع تنفيذ مشروع تخفيض تعرفات اشتراكات الاتصالات من دون مجلس وزراء".

واضاف صحناوي: " تلقى قطاع الاتصالات والمعلوماتية  في لبنان دعما غير مسبوق من جانب مصرف لبنان بسبب وعي حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لأهمية القطاع. وتمثّل الدعم الذي تلقاه القطاع من مصرف لبنان بنحو 400 مليون دولار (Equity Funds) مخصصة للشركات الجديدة Startups. وغني عن القول أن الشق الخاص بالتمويل هو من أهم عناصر نشوء قطاع اتصالات ومعلوماتية مزدهر وحافل بالأفكار الجديدة الشابة.

واكد أنه إذا كان لدينا اليوم 100 شركة جديدة، نستطيع من خلال سياسة صحيحة أن نصل إلى 10 آلاف شركة لاحقا، لكن علينا كلنا كأطراف سياسية أن نتابع معا عملية التحوّل إلى الاقتصاد الرقمي. وبهذه الطريقة يتحوّل لبنان إلى منصة رقمية لا للشرق الأوسط فقط، بل لكل العالم. وهكذا نستطيع أن نأخذ مكاننا على خريطة المعلوماتية العالمية. إن لبنان خلاق بمواطنيه الذين يتمتعون بمستويات علمية عالية، وبدل الهجرة يستطيع اللبناني إطلاق أفكار لشركات جديدة ومن خلالها تصل خدماته ومنتجاته إلى كل العالم بفضل شبكات الاتصالات المتطورة".

و في حديث خاص للنشرة الاقتصادية اكد الرئيس التنفيذي لمجموعة الاقتصاد والأعمال رؤوف بوزكي على ان تكرار المؤتمر هو دليل على نجاحه، مشيرا الى ان التطورات التقنية والتكنولوجية تساهم بتسهيل عملية التسويق التي تلجأ اليها مختلف المؤسسات و بالتالي حضور هكذا مؤتمر يغني التجارب و الافكار و يساعد كافة المؤسسات و خاصة من هم في القطاع التقني، في حقل التسويق، على تحسين ادائهم و تفعيل انتاجيتهم في مجالات التسويق و الترويج.

واضاف بوزكي ان انعقاد هذا المؤتمر او اي مؤتمر في لبنان بظل هكذا ظروف يعتبر تحد كبير و يدل على مدى الثقة بالمؤسسة وبمستقبل البلد.

وفي سؤال عن سبب اتجاه مؤسسة الاقتصاد و الاعمال الى اقامة مؤتمرات متعلقة بالتكنولوجيا الرقمية و عما اذا كانت ستستمر في هذا العمل اكد بوزكي ان مجموعة الاقتصاد و الاعمال هي مؤسسة تعنى بكل القضايا المتصلة بالشؤون التنموية و الاقتصادية، حتى لو كان الاستثمار يأتي دائما كأولوية لأنه مفتاح للنمو و مفتاح لخلق فرص عمل.  غير ان الاقتصاد و الاعمال نظمت مؤتمرات عديدة بمجالات السياحة، و النقل بالسكك الحديد في قطر، وكذلك عملت في ميادين التأمين و البنوك.

واشار الى ان المؤسسة ستقيم مؤتمرا عن المقاولات في الرياض بعد اسبوعين، لافتا الى انهم سيستمرون بمتابعة "​DGTL#U​" و سيكون لهم مؤتمر آخر في حقل التكنولوجيا بقطر خلال شهر شباط المقبل عن "الامن الرقمي" و ذلك بتكليف من الحكومة القطرية.

و خلال المؤتمر تحدث نائب رئيس مجلة الاقتصاد و الاعمال بهيج ابوغانم للنشرة الاقتصادية مشيرا الى انه "من الطبيعي ان يكون للاقتصاد و الاعمال ضمن موقعها في عالم الاستثمار، اطلالة على التكنولوجيا التي اصبحت جزء لا يتجزأ من عمل المؤسسات بغض النظر عن طبيعة عمل هذه الاخيرة."

واضاف ان "DGTL#U" يعقد للمرة الثانية لأنه اثبت انه يلامس امورا مهمة جدا في مجال التسويق و التمويل و الادارة و غيرها، خاصة للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة و لرواد الاعمال. و "نحن مقتنعون ان هذا المؤتمر سيكون له الصفة الدورية و سينعقد سنويا تحت مستويات مختلفة ولكنها تصب جميعها بكيفية تطوير الاعمال بعصر التكنولوجيا و الاعمال".

و تجدرالاشارة الى ان مؤتمر "DGTL#U"  سيستمر الى يوم غد الجمعة 8 تشرين الثاني، وستتمحور المواضيع لهذا العام حول مسائل متعددة مثل ضمان الوجود الرقمي، وتأثيرات وسائل الإعلام الاجتماعية على مستقبل المنظمات، وفعالية المحتوى المرئي، والاتجاهات والفرص على صعيد المدفوعات الاستهلاكية، وتمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة والوسائل الآيلة إلى تنمية الموارد والتقنيات. وسيشهد الحدث أيضاً ورش عمل معمقة حول العلامة التجارية واستراتيجيات التدوين.

اشارة الى ان المؤتمر المتخصص استقطب عدداً كبيراً من ممثلي الشركات المتخصصة في قطاع تكنولوجيا المعلومات، ومن المصارف والشركات الساعية إلى دمج فوائد المعلوماتية والاتصالات في صلب أعمالها المختلفة.