اعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ان "​التنمية المستدامة​ التي وضعها لبنان لنفسه تجد منبعا لها في ما ورد في مقدمة الدستور و ما تتضمنته وثيقة الائتلاف الوطنية جنبا الى جنب، مع وجوب اعتماد اللامركزية الادارية الموسعة ضمن خطة انمائية موحدة شاملة للبلاد، تتضمن تعزيز صلاحيات المحافظين و القائم مقامين، و تحسين موارد البلديات و تحقيق استقلالها الاداري و مع اعطاء الافضلية لإعادة تأهيل البنى التحتية و تحديثها كالمرافئ و المطارات" .

جاء ذلك خلال افتتاحه المرحلة الاولى من اعمال توسعة محطة الحاويات في ​مرفأ بيروت​، بحضور وزير الاشغال العامة في حكومة تصريف الاعمال غازي العريضي وعدد من السياسيين.

و اضاف سليمان ان "ما يميز هذا المشروع هو انه اتى ثمرة تعاون بين الدولة و القطاع الخاص، بالتكاتف و التضامن لإنجاز المرحلة الاولى من مشروع التوسعة في مرفأ بيروت ما يجعل منه مثالا يحتذى للشراكة بين القطاعين العام و الخاص، و تجربة يمكن تعميمها على العديد من المشاريع و الاستثمارات التي خططت لها الدولة و رسمتها في الخطة الشاملة لترتيب الاراضي اللبنانية التي اوجدت الحلول للمخاطر و المشكلات و التحديات التي تواجه لبنان في كل قطاعاته المنتجة منها و الخدماتية".

كما دعا في هذا المجال السلطتين التشرعية و الاجرائية الى "الاسراع بإنجاز قانون الشراكة بين القطاعين العام و الخاص و اقراره في اقرب فرصة لتوازي مع وضع الاصلاحات البنيوية و الادارية التي وافق عليها مجلس الوزراء عند اقراره سلسلة الرواتب في اطرها القانونية اللازمة، لوضعها موضع التنفيذ والعمل على وضع نظام ضريبي حديث يخفف عبء الضرائب غير المباشرة على المواطنين و يؤمن الايرادات للموازنة".

و تخلل الافتتاح كلمة لوزير الاشغال العامة غازي العريضي جاء فيها "كنت اتابع هذا المشروع منذ سنوات وكان هناك خلاف قائم حول اولوية التنفيذ في طرابلس او في بيروت، كان ايماننا من الاساس ان بإستطاعتنا انجاز المشروعين و ان التكامل بين هذين المرفئين سيعود بالنفع العام على لبنان. و على ذلك انطلق المشروع في طرابلس و انتهى و منذ ايام اعلنا الى جانب الرئيس ميقاتي رغم كل الصعوبات و التحديات، البدء بأعمال انجاز البنى التحتية في مرفأ طرابلس و ها نحن الآن امام اهم مشروع حضاري في المنطقة على مستوى الموانئ العربية و الاقليمية، و لبنان يتصدر الموقع الاساس في هذا المشروع الذي ينجز اليوم".

كما القى رئيس مجلس ادارة المرفأ حسن قريطم كلمة اوضح من خلالها ان المشروع ينقسم الى مرحلتين: الاولى توسيع المحطة شرقا و تزويدها بأهم المعدات و المرحلة الثانية هي التوسيع غربا. و قد اشار الى ان اصحاب العلاقة اصبح بإمكانهم "اجراء المعاملات المرفئية و تسجيل رسومها مباشرة من مكاتبهم عبر الانترنت دون الحضور شخصيا الى المرفأ، و بالنتيجة لقد ساهمت هذه الاجراءات في استحداث نمو في حركة المستوعبات المتداولة عبر المرفأ بحيث زاد عددها من 300 الف مستوعب عام 2004، الى مليون و 200 الف مستوعب في العام الحالي، و قد انعكس هذا النمو بزيادة الارباح مما مكن الادارة بالتمويل الذاتي دون تحميل الدولة اي اعباء في هذا المجال.

وعبر قريطم عن حرص الادارة على متابعة توسيع المرفأ و العمل على تطويره و تحسينه بدءا من استكمال المرحلة الثانية من توسيع الحاويات.

و اعلن عن المشرع الجاري اعداده لتشجيع حركة السياحة عبر هذا المرفأ، "و قد تم لهذه الغاية وضع مخطط توجيهي يتضمن انشاء مساحات في محاذاة الحوض الاول يجري تخصيصها كمحطة تلاقي، تعرض فيها و تتداول فيها الحرف و الصناعات اليدوية و التحف اللبنانية، و ذلك لإطلاع السواح عند وصولهم الى المرفأ بما يزخر في هذا البلد من تراث و فنون و ثقافة. و بذلك نكون اوفينا هذا المرفأ العريق حقه في متابعة دوره كمحور مركزي للإقتصاد الوطني".

و تخلل الحفل وثائقي عن اشغال المرحلة الاولى من مشروع التوسعة، تضمن شرحا عن مراحل العمل و تفاصيله.

و بنهاية الحفل سلم وزير الاشغال غازي العريضي و رئيس مجلس ادارة المرفأ حسن القريطم درعا تكريميا للرئيس سليمان .