وسط التأزم الداخلي الذي يعيشه لبنان المتمثل بعدم الاستقرار الامني والاحداث التي اعتاد اللبناني سماعها وغياب حكومة فعلية من شانها ان تحمل راية الاصلاح وانقاذ البلاد من براثم الركود الذي يعاني منه منذ حوالي السنتين خرج المسؤولون عن ادارة السياسة الاقتصادية في لبنان في الرابع من الشهر الحالي للمطالبة بوقف النزيف الاقتصادي والعمل على تشكيل حكومة، فمدت الهيئات الاقتصادية  يدها للضغط فنفذت اضرابا ناجحا ولاقت تضامنا من قبل الاتحادات والنقابات  على ان يستكمل هذا التحرك بتحركات مستقبيلة يتم الاعلان عنها لاحقا وفي هذا الاطار اجرت النشرة الاقتصادية حوارا خاصا مع ​رئيس تجمع رجال الاعمال فؤاد زمكحل​للاطلاع على خطوات الهيئات الاقتصادية المستقبيلة بعد التحرك الذي قامت به بالاضافة الى موضوع اللاجئين السوريين ومؤتمر نيويورك .

بداية ما هو الموعد المقبل لتحرك الهيئات الاقتصادية بعد تحرك الرابع من ايلول الحالي ؟

اريد ان اؤكد ان التحرك الذي قامت به الهيئات الاقتصادية في الرابع من ايلول الجاري كان بمثابة رسالة ولم يكن ابدا تهديدا او بهدف التخريب وهو يعتبر اول تحرك جامع من اجل حماية الوطن ونحن لم نقم بتحركات استكمالية لهذه الخطوة في الايام الماضية لاننا كنا بانتظار المبادرات السياسية وانا اؤكد ان عدم تشكيل الحكومة وعدم الاستقرار الامني بسب التجاذبات السياسية وكان هناك مبادرات من قبل الرئيس سليمان ورئيس المكلف تمام سلام وغريهم وهذه المبادرات ايجابية ونتمنى ان توصل الى نتائج ايجابية ونحن ندرس تحركاتنا المستقبيلية بشكل جيد وبتأن لاننا لا نريد ان نزيد الامور سوءا ونطالب بحكومة تستطيع من ان تحكم البلد .

والهيئات الاقتصادية تعقد اجتماعات وهناك افكار متعددة ونحن كتجمع رجال الاعمال لسنا مع الخطوات التصعيدية في هذا الوقت لان الاضراب المفتوح او العصيان المدني سيؤثر على الاقتصاد والقطاع العام ويجب قبل كل تحرك معرفة الهدف من هذا التحرك والى من سنتوجه وانا افضل ان يكون هناك اجتماع موسع للنقابات والهيئات والعمال للتشاور والوصول الى قرار جماعي وتبادل الافكار .

والهيئات الاقتصادية ستعقد اجتماعا يوم الاربعاء المقبل دعا اليه رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق عدنان القصار والهيئات الاقتصادية كما قلت تتواصل فيما بينها للوصول الى الصيغة الافضل التي من شأنها ان تنجح هذا التحرك المرتقب كما نجح التحرك السابق .

بعد حوالي الـ20 يوما برايك ما هو النجاح التي حققه تحرك الهيئات الاقتصادية خاصة انه لم يتم تشكيل حكومة حتى اليوم ؟

التحرك حقق نجاحا كبيرا تمثل في ايصال صوتنا الى الجهات المسؤولة والى الجهات المعنية وكل السياسين ولم يتم تشكيل حكومة لانه ولسوء الحظ تشكيل حكومة في لبنان لا يقتصر على الاوساط الداخلية ولدينا حلم وهدف الوصول الى نضج لتشكيل حكومة لبنانية بامتياز كما ان لبنان يتأثر وبشكل كبير بالمشاكل الاقليمية .

يعتبر وجود اللاجئين السوريين من ابرز المشاكل التي يعاني منها لبنان اليوم والبنك  الدولي اشار في تقريره الى ان مجمل الخسائر المترتبة على الاقتصاد اللبناني من جراء الازمة السورية وتدفق اللاجئين ما بين 2011 و2014 بـ7.5 مليارات دولار ، واليوم يتم الحديث عن المؤتمر المقرر انعقاده في نيويورك لبحث موضوع اللاجئين السوريين برايك ما سيحققه هذا المؤتمر من فوائد على لبنان ؟

ان وجود اللاجئيبن السورين يعتبر من اكبرالمشاكل التي تواجه لبنان وهي اكبر بكثيرمن حجم هذا البلد الصغير على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي ونحن لسنا ضد المساعدات الانسانية وهذا واجب لكن لا نستطيع تقديم مساعدات اكثر من امكانياتنا ولبنان يعاني من مشاكل كثيرة قبل وجود اللاجئين وكيف اليوم مع وجود هذا العدد الهائل من اللاجئين فلبنان لم يستطيع من تحسين البنى التحتية منذ حوالي الـ25 سنة وهذه البنى لم تكن كافية للبنانين فكيف سيكون وضعها اليوم وسط هذه الزيادة السكانية التي وصلت الى حوالي 25% كما ان الحكومة اللبنانية لا تستطيع توفير الخدمات وخاصة الطبابة والتعليم الى هذه الاعداد الكبيرة حتى في ظل وجود المساعدات الانسانية التي لا تكفي وان اؤكد ان الازمة كبيرة جدا والصرخة بدأت في المستشفيات والمدارس وتأثيرها على الاقتصاد خطير جدا .

وانا اعتبر ان الامم المتحدة لم يكن لديها  تحرك جاد في موضوع اللاجئين السوريين بل كان هناك تحركات خجولة من قبل السفارات ولكن المطلوب اكبر بكثير من هذا وكان من الممكن ان تتحرك الامم المتحدة قبل اليوم وتساعد اللاجئين وتؤمن الحماية لهؤلاء وتأمين مستلزماتهم سواء على الاراضي السورية او على الحدود مثل ما حصل في الاردن  .

كما ان وجود اللاجئين السورين ادى الى مشكلة اجتماعية لان هؤلاء اصبحوا من ضمن المجتمع اللبناني وجزء من  الشعب اللبناني بحاجة الى مساعدات هو ايضا من الامم المتحدة لذلك يجب التحكم بهذه الامور ومنع تفاقهما كي لا يواجه لبنان خسائر كبيرة ونتائج لا يحمد عقباها .

كما اننا متخوفون من الفترة التي ستهدأ الامور حيث اللاجئين لن يعودوا الى بلادهم بين ليلة وضحاها بل سيستغرق ذلك وقتا لان البعض منهم مطلوب  من الجهات العسكرية والبعض الاخر تهدم منزله .

وانا اعتبر ان انعقاد هذا المؤتمر في نيويورك هو شيئ جيد لان يعني ان المجتمع الدولي عاد الى الاهتمام بالشأن اللبناني  بشكل جدي ولكن لا ننسى ان المنطقة تقف على فوهة بركان واننا نعيش في حرب باردة دوليا سواء من قبل البلدان العظمى او اقليميا حيث الكل يريد ان يمسك ذمام الامور ويتحكم بالسلطة والقرار .

في الحديث عن الازمة السورية ونظرا لارتباط اقتصاد لبنان باقتصاد البلد الجار ، برايك كيف اثر تاجيل الضربة الافتراضية على سوريا على الاقتصاد اللبناني ؟

ان تأثير السيكولوجي للضربة الذي كان من المقرر توجيهها لسوريا حصل على لبنان والمنطقة العربية ككل وادت الى خضة في الاسواق المالية والى جمود وخوف وترقب في السوق اللبناني والخليجي ولكن مرحلة ما بعد تأجيل الضربة شهدت ارتياحا على الصعيد الداخلي من الناحية التجارية والصناعية والمالية  وتاثير الضربة سيكولوجيا زال .