أعلن مؤسس ورئيس "مجموعة طلال ابو غزالة الدولية" طلال ابو غزالة ان هدف إطلاق "موسوعة طلال أبو غزالة الإلكترونية" هو إنشاء مرجع موثوق لكل باحث يريد معلومة عربية حقيقية في ظل قلّة المحتوى العربي على شبكة الإنترنت وعدم صحتة معظم المعلومات الموجودة، وكذلك بناء اساس للجيل العربي الجديد الذي من حقه ان يأخذ معلومات صحيحة عن تاريخه ولغته العربية.

جاء ذلك خلال مؤتمر عقده ابو غزالة  في نقابة الصحافة اللبنانية في بيروت بوجود نقيب الصحافيين اللبنانيين محمد بعلبكي ومديرة الوكالة الوطنية للإعلام لور سليمان والنائب جان أوغاسابيان والوزير السابق كريم بقردوني، والعديد من وسائل الإعلام المحلية، وذلك لشرح أهداف إنشاء "موسوعة طلال أبو غزالة الإلكترونية" ومنافعها للعالم العربي ككل.

واضاف أبو غزالة أن المحتوى العربي هو مشكلة عربية كبيرة، وانه "من واجبنا كمؤسسة ان نقوم بتحسين المحتوى العربي"، مشيرا الى ان  "هذا المشروع لا يمكن إلا ان تقوم به مؤسسة خاصة، وأنا لا ألوم الحكومات لان الموضوع لا يجوز أن يكون مشروع حكومي لانه سيفتقد إستقلاليته، فهو بحاجة الى هيئة تجتمع فيها صفات عدة، وهي أن تكون مستقلة ومهنية وان يكون لديها مصداقية وتقنية وقدرة كبيرة، وأن تستطيع أن تحافظ على إستمراريتها لان الموضوع ليس فقط ان نقوم ببناء قاعدة معلومات ، وإنما الإستمرار في تطويرها".

ولفت أبو غزالة الى ان "اهم المراجع الموجودة للمحتوى العربي هي الـ"ويكيبيديا" وهناك مراجع اخرى ايضا، ولكن هناك مشاكل في  الـ"ويكيبيديا" لان المحتوى العربي فيها، لا يتناسب مع حجم الامة العربية لا عددا ولا تاريخا ولا حضارة، فنحن اللغة رقم 28 في "ويكيبيديا" وهذا معيب".

"فهذه اللغة العريقة والعظيمة والتي لديها ألآف السنين من الإبداع والإنجاز لا يجوز أن تقارن بلغات لا يمكن مقارنتنا بها أساسا، فنحن أكثر من 400  مليون عربي لا يمكن مقارنتنا من حيث حجم المحتوى بلغات لا يتحدثها اكثر من 4 او 5 ملايين شخص".

و"ويكيبيديا موسوعة حرة يستطيع اي شخص ان يدخل إليها ما يريده، بما معناه أنه يمكننا ان ندخل أي شيء الى "ويكيبيديا" حتى لو كان شتما او معلومة غير صحيحة، وبالتالي هي ليست مرجعا موثّقا. واغلب ما فيها من معلومات هي غير موثقة وغير صحيحة، والدليل هو انا مثلا طلال ابو غزالة ولدت في فلسطين في يافا، بينما في "ويكيبيديا" المعلومات الموجودة تشير الى انني ولدت في "تل أبيب"، وعجزت كي اغير هذا الخطأ، ووضع مولدي الحقيقي، ولم استطع".

"من هنا جاءت الفكرة باننا نحن بحاجة الى مرجعية مختلفة عن "ويكيبيديا"، فانا لا احب ان أقارن موسوعتنا بـ"ويكيبيديا"، لان أسلوب الحلول الإلكترونية لا علاقة له بـ"ويكيبيديا"، فشركة تقنية المعلومات في مجموعتنا هي التي وضعت البرنامج الخاص بالموسوعة او الحلول الإلكترونية الخاصة، والتي لا علاقة لها ولا تشبه ويكيبيديا".

وقال أبو غزالة "نحن لا ندخل الى موسوعتنا اي معلومة الا إذا تحقق انها صحيحة لمن تنسب إليه، وأن تكون مفيدة، والتي لا تمس لا بالدين ولا بمبادىء المجتمع ولا بالأشخاص، فهذه موسوعة مدققة الهدف منها الفائدة وليس حرية الرأي".

"فهدف الموسوعة هو إيجاد قاعدة معلومات باللغة العربية، يستطيع ان يرجع إليها أبناءنا، لأن الجيل الجديد الذي لا يستطيع التعامل مع الكتب والمراجع، وكل حياته متعلقة بالإنترنت من حقه ان ياخذ معلومات صحيحة عن تاريخه ولغته العربية، والمراجع في الموسوعة تتعلق في كل مجالات الحياة، من أدب وطب وإقتصاد وإعلام وسياسة.... الخ، ونحن نعمل الان بثلاث فرق، الفرقة الاولى تستخرج المعلومة والثانية تدققها من حيث صحتها وسلامتها، والثالثة تدققها من حيث عدم إساءتها للدين والمجتمع والاشخاص".

و"نحن حتى الان حصلنا على اكثر من 500 الف موضوع مدقق وموثق ومفيد، ونتوجه لنصل الى مليون موضوع قبل نهاية هذا العام، مما سيجعل لغتنا العربية واحدة من أربع لغات أساسية على الإنترنت".

- تكلفة المشروع تخطت الـ30 مليون دولار والإطلاق سيكون في كانون الثاني من عام 2014

وردا على اسئلة الصحافيين عن كلفة هذا المشروع وتاريخ إطلاقه أجاب أبو غزالة بأنه لا يمكن حصر التكلفة برقم معين لكن الرقم تخطى الـ30 مليون دولار، والإطلاق سيكون في كانون الثاني من عام 2014، حيث سيكون الفريق المتخصص قد أنهى كل العمل المطلوب لإطلاق الموسوعة للناس.

وخنم أبو غزالة: " الهدف الرئيس هو ان نعود كأمة لنقود العالم من خلال المعرفة، لأنه لا يوجد فرق بين الاجيال العربية الصاعدة، والاجيال الصاعدة الاخرى في العالم، وهناك مساواة على شبكة الإنترنت بين كل دول العالم، ونحن لدينا فرصة من خلال هذه المساواة لنستعيد قيادتنا ودورنا في العالم من خلال المعرفة. وهذه الموسوعة هي إحدى الادوات التي يمكن ان تربّي اجيالنا القادمة على المعلومة الصحيحة، وستكون مرجع لكل من يريد معلومة عربية حقيقية".

وعلى هامش المؤتمر أشار نقيب الصحافيين في لبنان محمد بعلبكي الى ان هذا المشروع هو مشروع جميل جدا في مجال المعرفة، ونحن بحاجة للإنطلاق في ميدان المعرفة في لبنان وفي العالم العربي ككل، بما يؤمن لنا مواكبة تقدم الحضارة في العصر الجديد، وهذه المهمة التاريخية التي وضع طلال ابو غزالة نفسه ومؤسسته لتحقيقها، هي من اعلى مستويات المعرفة، وهذه موسوعة إلكترونية تصدر لأول مرة في العالم العربي كله، وهي الان تنطلق من لبنان الذي كان وسيبقى قائد العالم العربي في ميدان المعرفة الى الأبد".