تنشغل الاوسط العالمية بالضربة الافتراضية من قبل الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها على سوريا لا سيما مع تواتر الاخبار التي تنذر بان الضربة ستكون يوم غد الخميس، فساعات قليلة تفصلنا عن الحدث الابرز الحدث الذي انعكس على اسواق المال العالمية والعربية فارتفع الذهب والنفط في حين اتخذت البورصات العربية منحنى اخر فزينت باللون الاحمر ولعل ابرز الخاسرين كان يوم امس الثلاثاء بورصة دبي حيث فقدت 7% لتكر بذلك السبحة على باقي الاسواق العربية  .

فالذهب عزز مكاسبه اليوم الاربعاء ووصل الى اعلى مستوى فيما يزيد على 3 أسابيع بفضل الاقبال على شراء المعدن الأصفر كملاذ آمن نتيجة التوترات السياسية بشأن سوريا حيث ارتفع بنسبة 1% الى 1431.09 دولار للأوقية.

أما على صعيد النفط والتأثير القوي لدول الشرق الأوسط في أسعاره فإن خبراء يتوقعون ارتفاع سعر برميل النفط، ومن ناحيته اعلن بنك "سوستيه جنرال" انه يتوقع امكانية بلوغ خام برنت مستوى 150 دولار اذا تحركت الولايات المتحدة وقادت عملا عسكريا ضد سوريا أدى في النهاية إلى اضطرابات جيوسياسية واسعة وانقطاع امدادات النفط من الشرق الأوسط.

ونوه البنك إلى ان القيام بعمل عسكري ضد النظام الحاكم في سوريا من المرجح أن يكون الأسبوع القادم ، وهو ما يعني امكانية ارتفاع سعر خام برنت إلى 125 دولار خلال الأيام القادمة، مع امكانية بلوغه 150 دولار اذا توسع الصراع وأثر على انتاج العراق أو الدول الأخرى المنتجة في الشرق الأوسط.

حبيقة :

اعتبر الخبير الاقتصادي ان الضربة العسكرية الافتراضية من قبل الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها على سوريا ستؤثر على لبنان بشكل مباشر من ناحية  القصف الصاروخي نظرا الى ان البلدين قريبين جدا من الناحية الجغرافية  حيث ستتضرر المناطق الحدودية ومن الممكن ان تتعرض لاصابات مباشرة من هذا الهجوم الصاروخي وما يصطحب ذلك من اعباء على الاقتصاد وخسائر مادية اضافية الامر الذي من شأنه اي يزيد معاناة الاقتصاد ويكبده المزيد من الخسائر وخاصة ان الضربة هذه  لن تؤدي الى حسم المعركة الدائرة بل ان  اميركا تريد ضرب سوريا من دون اسقاط النظام او انهاء الازمة.

كما  سيتأثر الاقتصاد السوري وسيتكبد خسائر اضافية من دون الوصول الى حل وبالتالي ان هذه الخطوة تشكل خسارة وليس فيها اي منحى ايجابي على لبنان او سوريا .

كما اشار حبيقة الى ان الذهب والنفط سيرتفع نتيجة هذه الضربة الافتراضية كما ان البورصات العربية ستنخفض جميعها وهذا ما لاحظناه يوم امس الثلاثاء حيث هبط مؤشر بورصة دبي بنسبة 7% وبورصة السعودية هبطت حوالي الـ4% .

اما بالنسبة لبورصة بيروت فاكد حبيقة الى انها لن تتأثر كثيرا لانه لا يوجد بورصة فعلية بل تقتصر على اسهم "سوليدير" التي هي في الاصل منخفضة بالاضافة الى اسهم عدد من المصارف اللبنانية .

اما في شأن وضع الليرة اكد حبيقة الى انها لن تشهد تراجعا لان مصرف لبنان لديه احتياطي يقدر بحوالي الـ40 مليار دولار ولديه سياسة تثبيت الصرف وبالتالي الليرة ستظل متماسكة ولن تفقد قيمتها انما الخطر الحقيقي اليوم فهو على القطاع الزراعي والصناعي والتجاري بالاضافة الى البطالة .

ياغي:

من ناحيته اشار الخبير النفطي ربيع ياغي ان اسعار النفط ستتأثر بحدوث اي اضطراب امني او سياسي في اي بلد من الشرق الاوسط نظرا الى ان هذه المنطقة تعتبر مصدر اساسي لهذه المادة الحيوية واي حدث امني فيها سيؤدي الى مضاربات التي من شانها ان تؤدي الى ارتفاع اسعار النفط التي بدأنا نشهدها في الاونة الاخيرة فالنفط الاميركي ارتفع الى 111 دولار وهذه الاسعار لم نلاحظها منذ عام 2009 .

واضاف ياغي ان  لهذه الضربة الافتراضية لسوريا تأثيرا كبيرا على الاقتصاد اللبناني لان لبنان بلد مستورد لمعظم حاجاته وحتى الغذائية وان اي توتر  امني من شأنه ان يؤدي الى خلل في ميزان المدفوعات ، كما سيترافق ذلك زيادة الطلب على المواد الغذائية بسبب زيادة عدد النازحين السوريين الى لبنان ومن الممكن ان تنضب بعض السلع  الاساسية مثل الطحين والقمح بالاضافة الى زيادة الاعباء على الخدمات الكهربائية مثلا التي تعاني بالاصل من عجز وبالتالي ان الطلب عليها سيزداد وسيؤدي ذلك الى زيادة ساعات التقنين وهذه الضربة العسكرية سيكون لها اثر سلبي كبير على الاقتصاد اللبناني الذي ستزيد من هشاشته وخلله .