شهدت جميع الاسواق اللبنانية في الفترة الماضية استعدادات كثيرة لاستقبال ​عيد الفطر​فلبست هذه الاسواق حلة العيد وعمدت الى تخفيض اسعارها علها بذلك تجذب ولو جزء بسيط من روادها لشراء حاجيات العيد ولكن هذه الخطوات جميعها باءت بالفشل فالناظر الى المحال التجارية يعلم ان القطاع السياحي في لبنان دخل منذ فترة في موت سريري غير معروف نهايته، فالحركة التي كانت تواكب موسم الاعياد قد اختفت هذا العام فاسحة المجال امام الهدوء واليأس الذي اعترى العديد من اصحاب المحال التجارية ودفعهم الى اغلاق ابوابهم نظرا لغياب زبائنهم بينما البعض الاخر ما زال لديه بصيص امل في ان تتحسن الاوضاع في الايام المقبلة، ولكن الجميع يتفقون على ان العام الحالي هو من اسوأ الاعوام التي مرت على لبنان من الناحية السياحية وان الازمة التي تعاني منها البلاد اليوم طالت عمق القطاع التجاري .

اسواق خلت من روادها ومطاعم فرغت من احبتها هكذا تبدو الصورة اليوم عشية عيد الفطر، العيد الذي كان يعتمد عليه الكثيرين لتحريك العجلة الاقتصادية والتجار بشكل خاص، فوسط الحالة الاقتصادية المتردية التي نعيش فيها اليوم وغياب السياح، والرسائل الامنية التي يتلقاها المواطن اللبناني بين الفترة والاخرى سواء من خلال التفجيرات او حالات الخطف المتكررة حالات تنذر بان الاتي اعظم وان المستقبل لن يبشر بالخير على ما يبدو، الامر الذي دفع باللبنانيين انفسهم يحجمون عن شراء حاجيات العيد انطلاقا من مقولة "خبّي قرشك الابيض ليومك الاسود ".

وانطلاقا من هذه المعطيات كان للنشرة الاقتصادية هذا الحوار مع اصحاب الشأن  للاطلاع على الحركة التجارية في لبنان عشية عيد الفطر :

* " الحركة التجارية عشية عيد الفطر خجولة جدا ومحبطة للامال" هذا ما اكد عليه رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس معتبرا انه  على هذا الحال منذ بداية الشهر الامر الذي ادى الى احباط الكثير من التجار الذين باتوا يعانون جميعا وبنسب متفاوتة من جفاف السيولة فبتنا نرى حالات من التعثر والافلاس وعدم القدرة على دفع الالتزامات المالية لدى بعض الشركات والمؤسسات وان لم يحدث اي خضة ايجابية هناك خوف من تعميم هذه الحالات في بيروت وفي المناطق اللبنانية الاخرى .

وعول شماس على الايام المقبلة لتشهد الاسواق التجارية انتعاشا  كما اشار الى ان حجوزات شركات الطيران والفنادق لا تبشر بوجود حركة سياحية من شانها ان تحرك الاسواق التجارية كما ان القدرة الشرائية للمواطن اللبناني منخفضة ولا تكفي .

واضاف كنا نقول ان العامين 2012 و 2013 هي من اسوأ الاعوام التي مرت على لبنان والرسميين اليوم باتوا يتبنون هذا الخطاب المبني على ارقام وفقا لمؤشر تجارة التجزئة الصادر عن جمعية تجار بيروت والذي اظهر تراجعا بنسبة 14.5%.

كما شدد شماس على 3 محطات يمكن للبنان ان يستفيد منها وان يحسن من خلالها الحركة التجارية وبالتالي تحسين النتائج في الفترة المتبقية من العام 2013 وهي المحطة الوشيكة  اي عيد الفطر ، وعيد الاضحى ، وثالثا عيد الميلاد ورأس السنة واذا فقدنا اي من هذه المحطات ستكون السنة سيئة والنتائج مخيبة للامال ، ودعا شماس الى ضرورة تشكيل الحكومة والتخفيف من حدة الخطاب السياسي كي لا نغرق  في مشاكل اقتصادية

يصعب القيام منها والاقتصاد اللبناني معروف عنه ان سريع الانتعاش ولكننا اذا وقعنا في مشاكل بنيوية فهنا تكمن المشكلة وصعوبة معاودة النمو .

* من ناحيته اشار رئيس جمعية تجار مال القبان ارسلان سنو الى انه في عيد الفطر هذا العام لم نشهد تراجعا في الحركة مقارنة مع العام الماضي لاننا في العام 2012 كنا نمر بحالة اقتصادية صعبة وشبيهة بالتي نمر بها اليوم نظرا الى ان الاصناف التي نطرحها في الاسواق هي اولية ولم يتراجع الطلب عليها بنسبة كبيرة كما ان وجود اللاجئين السوريين ادى الى تماسك السوق وعوض وجود الاجانب والسياح و ان انخفاض الاسعار العالمية ادى الى استقرار  الطلب والسوق اخذ

حجمه بل شهدنا في فترة رمضان الكريم وعيد الفطر زيادة في الطلب مقارنة بالاشهرالماضية ولكن تبقى هذه الحركة اقل مما تعودنا عليها في موسم الاعياد وخاصة الفطر في السنوات الماضية .

* اما  رئيس جمعية تجار الحمرا زهير عيتاني فاعتبر من ناحيته ان هذه السنة غريبة بكل المقاييس، ولم يشهد مثيلا لها في الاعوام الماضية ، حيث تراجعت الحركة التجارية في الحمرا بنسبة 40% في عيد الفطر مقارنة بالعام الماضي على الرغم من ان عام 2012 لم يكن جيدا من الناحية الاقتصادية وان الحركة الآن في سوق الحمرا ليست حركة عيد، فهي أقل من عادية، مبديا تخوفه من حصول اقفالات لاسيما بالنسبة للمؤسسات التجارية التي لديها عقود ايجار جديدة.

واشار عيتاني الى ان بعض المحال عمدت الى تخفيض اسعارها بنسب وصلت الى 70% لاغراء الزبون ودفعه الى الشراء ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، وعزا عيتاني هذا الوضع الى الاحتقان السياسي في البلاد وعدم وجود  الاستقرار الامني بالاضافة الى غياب الخدمات الاساسية مثل الكهرباء والمياه الامر الذي يدفع بالسائح الى التوجه الى بلدان اخرى تتوفر فيها هذه الخدمات مثل تركيا وغيرها ، مضيفا ان سياسة الحظر التي مارستها دول الخليج اثرت على سوق الحمرا كغيره من الاسواق لانه كان يعتمد بنسبة كبيرة على الاخوة العرب ، واعتبر ان الموسم السياحي هذا العام قد انتهى والتحسن في الايام المقبلة مرهونا بالاستقرار الامني وتشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة من شأنها ان تعيد ثقة الاجانب والعرب بلبنان .