بحمدون التي تعد احب مناطق الاصطياف في لبنان الى قلوب السياح العرب تحديداً، هجرها احبائها فتحول صخب الفرح وضحكات المصطافيين فيها وحركة الزبائن التي كانت تعج بها المحال التجرية وفنادقها الى هدوء مزعج يخيل الى ناظرها وكانها بلدة مهجورة ابى روادها العودة اليها ، فالحركة في شوارعها الرئيسية والاسواق  لا توحي بأن ثمة صيفاً ابداً، في ما عدا الوجود الخجول في  بعض المطاعم لمصطافين لبنانيين أو عرب من سوريا والعراق  ، فالعابرون من امام فنادقها الكبيرة ما باتوا يرون سوى سلاسل حديدية توحي بان الفنادق مغلقة وغير مستعدة لاستقبال نزلائها بعدما كانت هذه الفنادق تعج بالزبائن والحجوزات تكون كاملة قبل بداية موسم الصيف بفترات كبيرة ، كما بات الناظر الى محالها وابنيتها لا يرى سوى لافتات تحمل عبارة " شقق وعقارات للبيع " وأخرى "للإيجار" وهذه الإعلانات ما كانت ترصد في زمن اصطياف سابق، هي حالة  تستفز العابر والناظر الى البلدة  وتدفعه الى التساؤل عن اسباب الحالة التي وصلت اليها جنة الاصطياف بحمدون.

وفي حديث للنشرة الاقتصادية مع رئيس بلدية محطة بحمدون اسطة بو رجيلي اشار الى ان القطاع  الاصطيافي في البلدة تراجع هذا العام بنسبة 100%الامر الذي ادى الى فقدان حوالي 5 الاف فرصة عمل لفئة الشباب،  وان القطاع الاصطيافي والسياحي ملغى كليا وذلك بسب الحظر الذي مارسته دول الخليج على لبنان نظرا الى ان بحمدون منطقة اصطيافية تعتمد بشكل اساسي على الخليجين والمغتربين بالاضافة الى عدد من الاجانب كما ان الظروف الاقليمية التي تمر بها البلاد العربية وعدم الاستقرار الامني والسياسي في لبنان تداخلت واثرت على الحركة السياحية في البلاد ككل وعلى حركة الاصطياف بشكل خاص وادى الى جمودها .

واشار بو رجيلي الى ان البلدية طلبت من الفنادق والمطاعم الكبيرة في البلدة عدم فتح ابوابها هذا العام والتروي بأخذ القرار نظرا لتراجع الحركة السياحية لتفادي الخسائر ، كما توقع بان الحركة السياحة في محطة بحمدون لن تتحسن بمناسبة عيد الفطر مشيرا الى انه في العام الماضي جميع الفنادق والمطاعم تهيأت وجهزت نفسها لاستقبال الشهر الكريم وكان هناك حجوزات كبيرة ولكن بسبب الاحداث الامنية في البلاد تم الغاء هذه الحجوزات وجاءت النتيجة مخيبة للامال لذلك نحن لا نتوقع ولا نراهن على شيئ مجهول بل على وقائع وحقائق على الارض ولغاية اليوم ليس هناك حجوزات ولذلك نتوقع ان لا تتحسن الحركة بمناسبة حلول عيد الفطر .

واضاف بو رجيلي ان لبنان لا يعيش بجزيرة بعيدة بل يتأثر دائما بالمحيط والاحداث الدائرة وهو يسير من دون تخطيط وحسب القضاء والقدر فالحكومة اليوم موجودة وغير موجودة مسؤولة وغير مسؤولة وان رئيس الجمهورية ميشال سليمان يبذل جهودا حثيثة لاعادة ثقة دول الخليج بلبنان وعودة الخليجين اليه كما كانوا في السابق ونحن على امل ان نلمس بعض الاثار الايجابية من جهود الرئيس بعد عيد الفطر ولكن كل ذلك مرهون بتشكيل حكومة من شأنها ان تعيد ثقة السياح والمستثمرين بلبنان حكومة مسؤولة تستطيع الامساك بذمام الامور لان كل شيئ في البلد مبني على الثقة .

واشار بو رجيلي الى ان وجود النازحيين السوريين حرك العجلة السياحية بشكل بسيط وخاصة في العام الماضي حيث ان عدد من هؤلاء عمدوا الى النزول في الفنادق والى استئجار الشقق المفروشة لكن هذا الامر يقتصر على فصل الصيف فقط وفي فصل الشتاء سيعمد هؤلاء الى السكن في بيروت .

ورفض أبو رجيلي، المعروف بسعيه لتنشيط موسم الاصطياف في بلدته، نعي الموسم لقناعته بأن لبنان قادر على التعالي فوق الجروح، وبأنه على مستوى التحدي.

ومن ناحيته اشار مدير فندق الصخرة حميد حداد الى ان نسبة الحجوزات في الفندق تراجعت هذا العام بنسبة 90% حيث ان الفندق يحتوي على 60 غرفة وجناح محجوز منها فقط غرفتين وانه على الرغم من تخفيض الاسعار الا ان الاقبال بقي معدوما حيث خفضت ادارة الفندق اسعارالغرف لشخصين من 100دولار الى 40 دولارفي اليوم الواحد كما خفضت اسعار الجناح من 150 دولار الى 60 دولار لكن دون نتيجة.

واشار حداد الى ان رواد الفندق كانوا من السياح العرب بشكل عام ومن الكويتين بشكل خاص ولكن هذا العام لم يأت احد من هؤلاء  وان الفندق فتح ابوابه امام النزلاء منذ حوالي الشهر ولكنه لم يستعن سوى بموظفين،  واحد على الاستعلامات والاخر موظف للتنظيف بعدما كان الفندق يوظف العشرات كما ان نسبة الحجوزات معدومة بمناسبة عيد الفطر بعدما كانت تصل الى 100% في الفترة نفسها من الاعوام الماضية .

اما مدير فندق (كارلتون) (4 نجوم) الذي يقع في قلب بلدة بحمدون المحطة  كرم بو رجيلي اشار الى نسبة التراجع في حجوزات الفندق وصلت الى 95% فالفندق الذي يحتوي على 55 غرفة و6 اجناحة هناك غرفتان فقط  شغلهما نزلاء في بداية شهر تموز  معتبرا انه منذ بداية الصيف والحجوزات معدومة وبعض الحجوزات تم الغاؤها بسبب الاوضاع التي يشهدها لبنان اليوم واعتبر بو رجيلي ان ابرز الاسباب التي تقف وراء هذا التراجع هي اسباب سياسية وابرزها ما خص الاحداث الدائرة في سوريا كما ان بعض السفارات منعت رعاياها من المجيئ الى لبنان هذا فضلا عن الحظر الخليجي التي تمارسه الدول العربية بالاضافة الى حلول  شهر رمضان حيث اثر بدوره على القطاع السياحي.

كما اكد بو رجيلي على ان الفندق الذي يعتمد بشكل اساسي على السياح العرب وخاصة الخليجين لجأ الى تخفيض الاسعار حوالي 50% لجذب الزبائن ولكن الحجوزات بقيت معدومة، كما ان الفندق لا يحتوي على صالات للافراح والمناسبات من شأنها ان تحسن الحركة فعمد الى التركيز على المطعم الذي لديه واسمه "اوليفو"  الذي يعتبر السبب الوحيد لاستمرار الفندق بفتح ابوابه حيث يشغّل اليوم حوالي 20 موظفا بين المطبخ والصالة في حين تم شطب حوالي 30% من اليد العاملة في الفندق .

كما اكد بو رجيلي على ان الفندق لم يستفد من النازحيين السوريين سوى في السنة الماضية وبنسبة بسيطة جدا لان النازحيين هم عائلات كبيرة ولا تناسبهم العيش في الفنادق بل يلزمهم شقق كبيرة .