يوم يفصلنا عن بداية شهر رمضان الكريم حيث توقع الكثيرون ارتفاع اسعار السلع في حين راهن العديد من التاجر على هذا الشهر الفضيل لتحريك عجلة الاقتصاد وزيادة المبيعات وعودة المتبضعيين الى الاسواق التي بتنا نراها خالية من روادها بسبب الركود الاقتصادي الذي تعاني منه البلاد منذ حوالي السنتين، ر كود انعكس على الحياة الاقتصادية وارخى بظلاله على المواطن اللبناني بالاضافة الى وجود النازحيين السوريين الذي تجاوز عددهم المليون نسمة الامر الذي  تتسبب بالمزيد من الارتفاع في اسعار المواد الغذائية والسلع الاساسية في الشهر الفضيل .

ولمعرفة حجم زيادة الاسعار تزامنا مع بداية شهر رمضان والاسباب التي ادت الى هذه الزيادة كان للنشرة الاقتصادية هذا الحوار الخاص مع  مسؤولة  قسم المراقبة والسلامة الغذائية في جمعية حماية المستهلك في لبنان، ندى نعمة.

بداية بتنا نشهد في الاسواق الللبنانية ارتفاع اسعار السلع بشكل واضح، بالارقام ما هي نسبة هذه الزيادة ؟

ما بات واضحا للمستهلك اليوم ارتفاع اسعار السلع في الاسواق اللبنانية كافة مع قرب حلول شهر رمضان الكريم حيث اظهر مؤشر الاسعار عن الفصل الثاني من العام الحالي والمنتهي في حزيران الماضي ارتفاع الاسعار بنسبة 1.13% في حين ارتفعت  الاسعار هذا العام ومع حلول الشهر الفضيل 13.69 % مقارنة برمضان العام الماضي.

وما هي ابرز الاسباب التي ادت الى هذه الزيادة ؟

نعزو الاسباب الى الفوضى الاقتصادية  التي تجتاح الاسواق اللبنانية بالاضافة الى عدم وجود قرارات تحدد الارباح وتضع هامشا للربح بلا يوجد احتكار لان لبنان يعتبر نظام حر لا يوجد اية قوانين من شأنها ان تحدد هامش الربح فالقرارات التي تعتمدها وزارة الاقتصاد اليوم والتي يحاسب عليها التاجر هي وضع الاسعار على السلع ولا يحاسب على رفع والتلاعب بالاسعار  .

وهذه الزيادة التي شهدناها في الاسواق ليس لها اي مبرر لان الاسعار العالمية لم تشهد اي زيادة بل على العكس هناك بعض السلع تراجعت اسعارها وان ما نشهده اليوم من زيادة في الاسعار هي لعبة احتكارات بسبب اتفاق التجار فيما بينهم ونحن في اقتصاد  حر لا يوجد قوانين تنظم عملية المنافسة ، حيث ان التجار يستغلون  ارتفاع الطلب، ليرفعوا من جهتهم أسعار المواد الأساسية  وهذه المشكلة نعاني منها كل رمضان وفي مواسم الأعياد والمناسبات، تبدأ الاحتكارات تُخلق من قبل التجار لاستغلال ارتفاع الطلب، ليرفعوا من جهتهم أسعار المواد الأساسية، مستغلين حاجة الناس الى هذه السلع ليحققوا ارباحا طائلة .

وهل وجود النازحيين السوريين كان سببا في زيادة الاسعار  برأيك ؟

القاعدة التي يعتمدها التاجر في لبنان اذا زداد الطلب ارتفع معه السعر وهذا ليس منطقي فوجود النازحين السوريين ادى الى زيادة الطلب ولكن كل السلع متوفرة وبوفرة ولا مبرر لزيادة الاسعار  حيث يعمد لبنان اليوم الى استيراد حاجياته عن طريق البحر بسبب الاحداث الامنية في سوريا وانا اطمأن الناس الى ان كل السلع متوفرة ولن يحدث اي انقطاع لبعض السلع  في الاسواق المحلية.

ولكن هذه الزيادة بدأنا نلمسها في وقت سابق وقبل بداية الشهر الكريم، لماذا برأيك؟

التاجر وعند اقتراب موسم الاعياد وخاصة شهر رمضان الكريم يعمد الى زيادة الاسعار تدريجيا وتصل اسعار السلع الى القمة  في الاسبوع الاول للشهر الفضيل حيث يعمد الناس الى التهافت على شراء حاجيات الشهر ويؤدي ذلك الى مزيد من ارتفاع اسعار السلع .

كجمعية حماية المستهلك ما هي سبل والية العمل التي تطبقونها لحماية المواطنيين من جشع التجار ؟

نحن نقوم بزيارة اسبوعية لمراقبة حركة وتطور الاسعار ومتابعتها بالاطر القانونية ونحن كجمعية لدينا الحق في اتخاذ اي اجراء الا التنفيذ وسنلجأ الى نشر اسماء السلع التي طالها ارتفاع كبير في الاسعار وسنعمل مع الاعلام على القاء الضوء على زيادة الاسعار ولكننا لم نلمس اي الية حل من قبل المعنيين في وزارة الاقتصاد وكل هذه الامور تمن وبالتمني لا شيئ يتحقق .

وادعو المستهلكين الى  أن لا يشتروا جميع احتياجاتهم من الأسبوع الأول من شهر رمضان بل يشترونها تباعا واوجه صرخة للمسؤولين في الإدارات المعنية بقطاعات المراقبة، ليرفعوا من نسبة المراقبات والدوريات على الغذاء في شهر رمضان المبارك، كما ادعو  المعنيين، الى أن لا يُستغل وجود السوريين في لبنان، الذي يرافقهم ارتفاع في الطلب انعكاساً على الأسعار، لتضاف مشكلة اخرى إلى مشكلتهم الأساسية .