في ظل الاحداث الامنية الاليمة التي تمر بها منطقة طرابلس والشمال والتي ارخت بظلالها على الاقتصاد اللبناني الأمر الذي  انعكس على حركة النقل البرّي، وبالتالي خلق تراجعاً كبيراً في نسب الصادرات اللبنانيّة ليزيد الامر صعوبة ويؤدي الى مزيد من تدهور اقتصاد البلاد الذي يمر بحالة من الركود والانكماش بسبب التجاذبات السياسيّة والأحداث الأمنيّة المتنقّلة والازمات التي تعيشها دول المنطقة وخاصة سوريا والتي كانت لها الاثر المباشر على الوضع الاقتصادي في لبنان وانطلاقا من معادلة ان توفير الامن يؤدي الى الرخاء وانتعاش الاقتصاد ولمقاربة الوضع في طرابلس وتأثيره على الاقتصاد كان  للنشرة الاقتصادية حوار خاص مع رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة بالتكليف توفيق دبوسي

بداية كيف تصف الوضع الاقتصادي في طرابلس اليوم ؟

العجلة الاقتصادية في طرابلس بسبب الاحداث الامنية شبه متوقفة، وهذا الامر يضع معظم مؤسسات الاعمال في المدينة على شفير الهاوية ، نظرا الى ان الوضع الامني ينعكس على الاقتصاد والوضع في طرابلس ليس عاديا بل المدينة تمر بحالة حرب وعدد الضحايا اصبح يتزايد والسكان يشعرون بالخوف وهذه الاحداث وغياب الامن والامان حرمت المدينة  من الزوار من المناطق المجاورة مثل عكار والضنيه الذين تعودوا شراء بضائعهم من اسواق طرابلس  بالاضافة الى غياب السياح.

وبحسب المعلومات التي ترد الينا اعتبر ان  الوضع الاقتصادي تراجع بنسبة 80% فالحركة الانتاجية شبه مشلولة في كل القطاعات وهناك صعوبة في ايصال المواد الغذائية والخضار بسبب عدم الامان على الطرقات المؤدية الى المدينة فطرابلس تمر اليوم  بوضع صعب جدا ، فمحاور الاقتتال هي في مناطق معينة ولكن تأثير هذه الاحداث تطال معظم مناطق المدينة، بالاضافة الى ان الموظفين في المؤسسات والادارات العاملة في طرابس قسم كبير منهم من المدينة والمناطق المجاورة لها وهم يعيشون في حالة خوف  وهذه الاحداث تحول دون وصولهم الى مراكز عملهم .

كيف اثرت الازمة السورية على الوضع الاقتصادي في طرابلس ؟

تعتبر سوريا جارا ملاصقا لطرابلس والعلاقات الاقتصادية بيننا طبيعية ومفيدة للطرفين ولكن اغلاق الحدود تضر بالاقتصاد اللبناني كما السوري ونحنا لجأنا الى خطوط بديلة كخط بحري لنقل البضائع والمواد الغذائية ولكن كلفتها كانت عالية وبالتالي رفعت التكلفة على التاجر .

بعيدا عن الاحداث التي تدور اليوم في عاصمة الشمال نجد ان طرابلس تفتقر كثيرا الى المشاريع الانمائية التي من شأنها ان تؤدي الى النمو في المدينة وخلق فرص العمل لماذا برأيك هذا الحرمان ؟ وما هي الخطوات الواجب على الدولة القيام بها من أجل إنماء منطقة الشمال عموماً وطرابلس خصوصاً؟

انا استغرب غياب الانماء في مدينة طرابلس التي تحتوي على مرافق اقتصادية هامة وكثيرة لا يتم تشغيلها والاستفادة منها الامر الذي يؤدي الى خلل في الحياة العامة وان تفعيل هذه المرافق من شأنه ان يغني اقتصاد المدينة والاقتصاد اللبناني ككل، ولكن مفتاح النهوض بالمدينة والشمال هو الاستقرار السياسي والامني.

هذا من ناحية القطاع العام ، ولكن من ناحية استثمارات القطاع الخاص ما هي برأيك العوائق التي تقف بوجه المستثمر وتحول دون توجهه الى مدينة طرابلس ؟

برأيي اعتبر انه ما من عوائق تقف بوجه المستثمرين في المدينة لان مثلا مشروع المنطقة الاقتصادية في قلب المرفأ لاستقبال البواخر الكبيرة بتكلفة بلغت حوالي 60 مليون دولار اظهرت الجدوى الاقتصادية الخاصة به انه يستطيع سد هذه التكاليف خلال 5 سنوات فقط .

ما تعليقك على المعلوات التي تشير الى ان اليد العاملة الاجنبية وخاصة السورية  تزاحم اليد العاملة اللبنانية، وهناك فوضى مستشرية في الأسواق التجارية ؟

هذا الواقع موجود ولكن  اليد العاملة السورية والفلسطينة تزاحم اليد العاملة اللبنانية ولكن في اعمال معينة لان اليد العاملة الاجنبية ارخص والعامل اللبناني طموحه كبير ولا يرضى بمعاش قليل لذلك يتم في بعض الاحيان بالاستعاضة عن العمال اللبنانيين باخرين من جنسيات سورية وغيرها .