يشكل قطاع التأمين عامودا من عواميد الاقتصاد اللبناني ومجال العمل فيه واسعا حيث ان معدلات البطالة فيه تكاد تكون معدومة  لان كل تطور تشهده الحياة يترافق مع تطور المخاطر وبالتالي تزداد الحاجة الى اختصصات جديدة والى اشخاص لديهم المعرفة والخبرة اللازمة في التامين، ولكن المواطن العادي لا يملك هذه المعرفة ولا يعرف اهمية هذا القطاع لذلك نحن نعمل على تعريفه باهميته مركزين على عنصري التواصل والشفافية لالغاء من ذهن الناس ان بوليصة التامين هي عقد اذعان، لذلك كانت الجامعة اليسوعية السباقة في تأسيس فرع الضمان في العام 1977  الذي بات يعرف اليوم بالمعهد العالي لعلوم الضمان، اتى ذلك وفقا لما اشار اليه مدير المعهد الدكتور ملحم الكك الذي استلم ادارته في ايلول الماضي في لقاء خاص مع النشرة الاقتصادية للوقوف عند اهمية هذا الاختصاص والهدف من وراء انشائه واستراتيجية المعهد المستقبلية .

بداية متى تأسس فرع الضمان في الجامعة اليسوعية وما كانت الغاية من تأسيسه؟

الفرع موجود في الجامعة منذ عام 1977 والجامعة اليسوعية كانت السباقة في هذا المجال واسسه الدكتور شارل دحداح واستلمت رئاسة هذه القسم بعد ولاية نادي جزار التي استمرت لحوالي 12 سنة  واصبح هناك تشكيلات ادارية على صعيد الجامعة ونحن في حالة استمرارية ، وتم تشكيل هذا الفرع  نظرا للاهمية الكبيرة الذي يستحوذ عليها قطاع التأمين في اقتصاد اي بلد .

هل يشهد هذا الاختصاص طلب في السوق العمل اللبناني ؟

اعتبر ان هناك اقبال جيد على هذا الاختصاص حيث يضم هذا القسم اليوم حوالي 120 طالبا وهو عدد جيد لاختصاص دقيق الى هذا الحدّ ونحن بصدد تطوير البرامج واقامة نوع من الدعاية والبرامج الدعائية سواء من خلال طبع كتيبات تعرف بالمعهد او من خلال عقد لقاءات مع مجلات واذاعات متخصصة والطلاب يتوجهون الى هذا الاختصاص من تلقاء انفسهم لانه مهم ويفتح امامهم فرص عمل مهمة جدا ومتعددة الخيارات .

ونسعى بالتأكيد الى زيادة الاعداد الوافدة الى فرع التامين  ومن ضمن خطة العمل الانتقال الى المحافظات من خلال جذب الطلاب من مختلف المناطق اللبنانية خاصة فيما يتعلق بطلاب الدراسات العليا  لان هذا الاختصاص متوفر فقط في الجامعة اليسوعية فرع بيروت .

ويهمنا كثيرا ان نستقطب طلاب الدراسات العليا لاننا نستقبل الطلاب الذين حصلوا على شهادات في اختصصات مختلفة يمكنهم متابعة الدراسة في الجامعة ونيل شهادة الدراسة العليا "masters"  وبالتالي فتح للطلاب افق واسعة في سوق العمل لان ذلك من شانه ان يوسع نطاق علم الطالب وامتهانه لمجال معين بحرفية .

كجامعة ما هي العناصر التي تؤمنونها للطالب ليكون لديه الافضلية دون غيره في سوق العمل وتدفع بالشركات الى اختيار طلاب خريجي المعهد من الجامعة اليسوعية ؟

نحن على تنسيق دقيق جدا ومتواصل مع جمعية شركات الضمان والتي يرأسها اسعد ميرزا والتي تربطني فيه ايضا صداقة وعلاقة شخصية واكاديمية ونحن على تواصل وتناغم وهذه نقطة هامة سواء للطلاب او لسوق العمل .

وانا وميرزا على درجة عالية من الوعي لمصلحة الطلاب من هذه الناحية لذلك نعقد اجتماعات بشكل متواصل لايجاد للطلاب سوق عمل في الدرجة الاولى في لبنان لانها يهمنا ان يبقى شبابنا في وطنهم وان لا يغادروا كغيرهم الى الخارج ولكن اذا لم يتمكن السوق اللبناني من استيعاب الطلاب او الكفاءات الموجودة والتي يخرجها المعهد ليس لدينا مانع في ان ينتشروا في الشركات اللبنانية التي تمتلك فروعا في الخارج ، كما نحاول دائما تأمين فرص عمل لخريجي المعهد .

والجدير ذكره ان خريج معهد علوم الضمان عمله ليس محصور فقط في العمل بشركات التأمين بل يستطيع العمل في مصرف ومؤسسة دراسات او حتى في مكتب هندسة لان اليوم عنصر المخاطر يترافق مع العديد من النشاطات وكلها تتطلب التامين  وبالتالي فان الطالب لديه الفرصة في ان يعمل في مجال واسع من فرص العمل وهذا ما نعمل عليه لادخال هذه الفكرة في ذهن الطالب .

ومجالات العمل في قطاع التامين لا يوجد فيها بالاجمال بطالة لان كل تطور تشهده الحياة يترافق ذلك مع تطور المخاطر وبالتالي نحن بحاجة الى اختصصات جديدة والى اشخاص لديهم المعرفة والخبرة اللازمة في هذا المجال .

ما هي ابرز المناهج التي يوفرها المعهد العالي للضمان لطلابه؟

في الاساس منذ تأسيس هذا المعهد تم وضع خطة عمل وبرنامج مهم يعطي الطالب كل البعد الاكاديمي ليواجه متطلبات سوق العمل بالاضافة الى  الجانب العملي وانا احاول هذا العام مع اللجنة المشرفة على الدروس ان نخصص مجال اوسع للقضايا العملية مثلا ان نعلم الطالب كيفية كتابة بواليص التامين بالاضافة الى علم المفاوضات كما نحاول جلب اشخاص اخرين الى القطاع التأمين هم في الاساس من قطاع التأمين لكنهم يمارسون المهنة من دون خلفية علمية ولكننا بانتظار قرار ادارة الجامعة.

ما هي ابرز الخطوات المستقبلية التي ستتخذونها لتطوير هذا الاختصاص واستقطاب المزيد من الطلاب ؟

من اهم الخطوات في الفترة الراهنة هي التنسيق الذي يحدث بيننا وبين شركات الضمان لنرى في القريب المنظور حاجات سوق العمل واصبحت لدينا خطة عمل نبدأها ونلاحظ ان سوق العمل في لبنان يتطلب تقنيين اكثر وليس فقط المفهوم الاكاديمي بل بمفهوم التعاطي مع السوق لان قسم كبير من الموجبات والحقوق التي تترتب على العامل في قطاع التامين لا يعرفها ونحن نعمل على هذا الجانب كما لاحظنا انه حتى الجانب الحقوقي بالمعنى القضائي لا يركز مثلا على النصح وعلى موجب اعلان طالب الضمان  اي زبون شركة الضمان ويعلمه بحقوقه وواجباته وبالتالي ان يكون هناك تواصل وشفافية لالغاء من ذهن الناس ان بوليصة التامين هي عقد اذعان لذلك نسعى الى اعطاء افاق واسعة لطالب الضمان التي تتطلب منه ثقافة كبيرة من خلال ادخال العديد من الجواب العملية الى جانب الجوانب الاكاديمية البحتة .

هل هناك تنسيق مع الجهات الحكومية لتنمية هذا القطاع في الجامعة اليسوعية نظرا لاهمية التامين على الاقتصاد اللبناني  ؟

نعم هناك تواصل دائم مع رئيس لجنة مراقبة التامين وليد جنادري للتوصل الى تمتين وتفعيل اكثر لعلوم الضمان في لبنان وطموحنا هو استقطاب الفئات العاملة في مجال التأمين واعطائها الجانب الاكاديمي التي لا تملكه ومن الممكن ان تكون هذه الفئات ناجحة جدا على الصعيد العملي ولكن على الصعيد الاكاديمي بحاجة الى بعض المعلومات .

وفي صورة عامة فان المعهد الذي يعلم قضايا اكاديمية وعملانية يعمد الى التنسيق مع رئيس جمعية شركات الضمان ورئيس لجنة الرقابة على قطاع التامين ليشكلان حلقة تكون متشابكة للنهوض بهذا القطاع اكثر واكثر وندفع الناس الى التعرف على اهميته ونحن نواكب جميع التطورات التي تحدث في هذا القطاع من خلال اجراء ندوات وورشات عمل فمنذ شهر تقريبا نظمنا ندوة عمل حول قانون السير الجديد بالتعاون مع شركات التامين ولجنة الرقابة على شركات التأمين، بالاضافة الى الزيارات التي نقوم بها الى الجامعات واعطاء محاضرات من شأنها تعريف الطلاب باهيمة هذا الاختصاص .

في الحديث عن قطاع التامين في لبنان ما مدى اهمية هذا القطاع على الاقتصاد برأيك؟

قطاع التأمين يوازي القطاع المصرفي ويشكل ايضا عامود من عواميد الاقتصاد اللبناني ولكن المواطن اللبناني العادي لا يملك هذه المعرفة ولا يعرف اهمية هذا القطاع لذلك نحن نعمل على تعريف طلابنا على اهمية قطاع التامين وان القطاع الجامعي ككل بالاضافة الى المجتمع اللبناني ينظرون الى القطاع المصرفي على انه اهم قطاع في البلد فالمصارف قطاع مهم جدا ولكن قطاع التامين ايضا مهم ويحتوي على سيولة كبيرة .

مشكلة التامين في لبنان هو ان نجعل الجمهور والطلاب يشعرون ويقدرون ان هذا الاختصاص مهم ويجب تعريفهم به وهذا الامر ليس سهلا لان الناس لا  تعرف كثيرا مدى اهميته .