يعيش قطاع تصدير المنتجات الزراعية كارثة حقيقية على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي حيث يخسر هذا القطاع يومياً حوالي 300 الى 400 الف دولار هكذا عبر ​رئيس نقابة الفلاحين ابراهيم ترشيشي​عن الوضع الزراعي في مقابلة  اجرتها معه "النشرة الاقتصادية" على اثر القضية التي عادت مجددا الى الواجهة بسبب اقفال الحدود من الجانب السوري الامر الذي ادى الى توقف الشاحنات المحمّلة بالمنتجات اللبنانية عند نقطتي العبودية والعريضة بالاضافة الى الاهمال الحكومي الذي بات واضحا متجاهلا كل الصيحات التي اطلقها المزارعون فبات قطاع التصدير يبحث عن حلول قابلة للتطبيق وخاصة ان البلاد على ابواب موسم زراعي حيث ان لبنان يصدر في موسم الصيف حوالي 75% من منتجاته الزراعية .

بداية كيف تصف وضع قطاع تصدير المنتجات الزراعية اليوم في لبنان ؟ وما هي حجم الخسائر الذي يتكبدها هذا القطاع نتيجة اغلاق المعبر الشمالي عند خط العبودية والعريضة ؟

وضع قطاع تصدير المنتجات الزراعية كارثي حيث يخسر هذا القطاع بشكل يومي حوالي 300 الى 400 الف دولار  نتيجة توقف الشاحنات عند نقطة المصنع وجديدة يابوس حيث كان هناك حوالي 400 شاحنة تم تمرير البعض منها عن طريق دفع رشاوى وما الى ذلك ليكون عدد الشاحنات المتوقفة اليوم حوالي 200 شاحنة .

والتصدير عن طريق البحر والجو لا يشكل اكثر من 10% من الكميات التي يجب ان تصدر كما ان النقل البحري يكلف بحوالي 60% اكثر من النقل البري .

والجدير بالذكر ان كل المعابر الحدودية مع سوريا مقفلة وليس فقط معبر العبودية والعريضة وهذه المعابر البرية تشكل الشريان الوحيد لولوج لبنان إلى الدول العربية براً وباغلاقها تتوقف حركة الترنزيت الى الدول العربية عبر الاردن والى الاسواق السورية والعراقية على السواء.

ما هي الاسباب التي ادت الى اغلاق المعابر برأيك؟

اعتبر ان اهم الاسباب التي ادت الى اغلاق  المعابر السورية في وجه الشاحنات اللبنانية تصب  في خانة ردة فعل السوريين على إحراق الصهاريج السورية المحمّلة بالمازوت اللبناني في طرابلس وسعدنايل في 7 آذار الماضي وحتى اليوم لم يتم التوصل الى حل يوفر على لبنان الخسائر التي يتكبدّها يومياً.

ولبنان اليوم على ابواب موسم زراعي لانه في الصيف نصدر كميات كبيرة من المنتجات الزراعية  الى البلدان المجاورة والعربية وبالتالي ان كل يوم لاغلاق هذه المعابر من شأنه ان يؤدي الى خسائر فادحة يتكبدها المزارع اللبناني الذي هو ضحية التجاذبات بين الاطراف اللبنانية والسورية .

 والقطاع الزراعي "سائب" يمر بكارثة حقيقية ، ولا يوجد مَن يتولى تنسيق شؤونه كما يجب، إذ نتلمس لدى المسؤولين المعنيين نوعاً من اللامبالاة تجاه الموضوع.

ما هي مطالبكم كنقابة الفلاحين من الحكومة اللبنانية؟

بداية نحن نطلب من الحكومة اللبنانية الايعاز الى القوى الامنية  لحماية الشاحنات السورية وان لا يتكرر السيناريو الذي حدث في 7 آذار لان حماية الشاحنات السورية سيرفع الضرر عن الشاحنات اللبنانية ونحن ننتظر اليوم معالجة الموضوع ليعود الأخوان السوريون إلى فتح المعابر، لأنهم لا يقبلون بذلك إلا بعد تعهّد الدولة اللبنانية تأمين مرور الشاحنات السورية على الأراضي اللبنانية من دون أن يتعرّض لها  أحد، كما نطلب من كل المعنيين في سوريا السعي الى فتح الطريق والمعابر الحدودية والى ازالة جميع العوائق التي تقف امام الشاحنات التي تنقل المنتجات اللبنانية وبالاخص الزراعية .

كما على اصدقاء سوريا في لبنان القيام بالاتصالات اللازمة  للعمل على فتح الطريق وعودة العلاقة بين البلدين الجارين الى سابق عهدها.

ما هي خطواتكم وتحركاتكم المستقبلية ؟

بدات تحركاتنا  نهار امس الخميس حيث نفذ عدد من اصحاب الشاحنات والمزارعين المصدرين وممثلي مكاتب التخليص الجمركية ووسطاء النقل، اعتصاما في ساحة شتورا للمطالبة بفتح الطريق الدولية امام عبور الشاحنات والسيارات دون عوائق، في حضور رؤساء بلديات ونقابات زراعية وفاعليات.ولكن هذا الاعتصام ما هو الا "بروفة صغيرة" لاعتصامات اخرى، واذا لم يصار الى فتح الطريق الذي هو مصدر عيش كل اللبنانيين وليس المزارعين فقط فلن يبقى لنا عندئذٍ سوى الإضرابات في كل المناطق اللبنانية وقطع الطرقات ورمي البضائع في الشوارع. وهذا القرار متخذ مسبقاً، ونتردّد في تنفيذه إلى الآن في انتظار تفعيل المسؤولين تحركاتهم  ولن نبقى بعد اليوم مكتوفي الايدي بانتظار ان ينهار قطاع تلو الأخر.