ينظر القيّمون على القطاع السياحي في لبنان الى ان صيف 2013 سيكون واعداً على الصعيد السياحي وان القطاع  الذي كان الاكثر تضررا بسبب الازمات التي عصفت  بالبلاد محلية كانت ام اقليمية والتي ارقهت كاهل الاقتصاد وادخلته في ركود دام لاكثر من سنتين سينتعش وان مسلسل اغلاق الفنادق والمطاعم في المناطق اللبنانية كافة نتيجة غياب السياح وخاصة العرب سينتهي .

فمع تكليف الرئيس تمام سلام لتشكيل حكومة جديدة شهدت البلاد مرحلة من الانفراج والايجابية وبدأ لبنان يستعيد مكانته على اللائحة السياحية وللوقوف عند اسباب هذا الانتعاش والتحسن الذي طال القطاع السياحي كان لـ"النشرة الاقتصادية" هذه المقابلة مع  نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود:

بداية كيف تصف حركة الحجوزات في لبنان والنسبة التي وصلت اليها اليوم ؟ وما هي اسباب هذه التحسن برأيك ؟

يمكننا اعتبار ان سوق التذاكر في لبنان جيد حيث شهد زيادة بحدود ال17% في سوق قطع التذاكر مقارنة في الفترة نفسها من العام الماضي وتركزت هذه الحركة بنسبة كبيرة على السوريين والعراقيين نظرا الى الاوضاع الامنية التي تشهدها سوريا .

وهذا النمو يعتبر ظرفيّا لا يعوَّل عليه كثيراً على رغم استمراريته في الوقت الحالي. ونلاحظ ان الفنادق الاربع وخمس نجوم لا سيما في منطقة الحمرا في بيروت تشهد حركة اكثر من غيرها، ولكن باسعار ادنى من المعدل المعتمد اساساً.

وخلال فترة الأعياد الماضية لمسنا ارتفاعاً بحركة السفر بسبب قدوم نسبة كبيرة من اللبنانيين المغتربين من دول الخليج وهذه الحركة لم تتغير منذ سنوات .

وعلى الصعيد السياحي هناك اجواء تفاؤلية  وهناك استرخاء في الجو العام بسبب تكليف الرئيس تمام سلام تشكيل الحكومة واستقالة حكومة نجيب ميقاتي وهذه الاجواء بالاضافة الى تصريحات السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري الايجابية، والمناخ العام السائد في البلد ترجمت بوجود نسبة حجوزات سفر كبيرة من قبل السعوديين .

كما لا بد من الاشارة الى ان هناك ظاهرة جديدة لاحظناها في الاحصاءات الاخيرة هي ان نسبة الاوروبين الذين اتوا الى لبنان في الفترة الاخيرة كانت اكثر من العرب حيث تكون النسبة في السنوات السابقة تتراوح بين 60%  من السياح هم من العرب والنسبة المتبقية اي 40% هم من الجنسيات الاوروبية ولكن الاحصاءات الاخيرة اظهرت عكس ذلك وغلبة السواح الاوروبين .

وهذا مؤشر جيد يثبت ان هناك نمواً في مجيئ السياح وان لبنان بدأ مهمة اعادة ثقة الخارج وهذه الخطوة الاولى .

- توقع  وزير السياحة فادي عبود أن موسم الصيف هذا العام سيشهد انتعاشا في حركة السياحة وقد تستقبل البلاد ما يصل إلى مليوني سائح في ظل توقعات بعودة السياح الخليجيين، ما رأيك بهذه التوقعات ؟

نتمى ذلك ونرى ان الموسم السياحي القادم سيكون واعداً وسيحمل الخير للبلاد  واليوم هناك  نسبة حجوزات سفر كبيرة من قبل السعوديين كما اشارنا سابقاً ونأمل ان تنتقل حركة الحجوزات السعودية، إن في وسائل النقل الجوي او فنادق لبنان، الى كافة الاسواق العربية، واعتبر ان النفس السعودي ايجابي للغاية.

هل يمكننا ان نعتبر ان الحظر الخليجي الذي مورس على لبنان في الآونة الاخيرة قد انتهى؟

بداية لا بد من الاشارة الى ان اسباب هذا المنع هي اسباب سياسية لعل أبرزها الموقف من الاحداث السورية وانا اعتبر ان استقالة حكومة نجيب ميقاتي وتكليف تمام سلام ادى الى استرخاء الاجواء وخفف من حدة التشنج في البلد وهذا ما لمسناه من خلال اقبال السواح السعوديين الى البلاد مما يظهر بان الحظر الذي مورس على لبنان قد انتهى ونتمى ان تحذو الدول العربية الاخرى حذو السعودية ولا سيما الامارات والكويت وغيرها من البلدان العربية .

وما هي اهمية الزيارة التي قام بها وكلاء السياحة والسفر الروس والاوكرانيين ؟

الزيارة التي قاموا بها وكلاء السياحة والسفر من روسيا واوكرانيا هدفت الى تنشيط الحركة السياحية وتحضير رزم سياحية متخصصة تجذب السائح الروسي والاوكراني عبر هذه المكاتب وهي تعتبر خطوة تأسيسية مهمّة لأنها تستهدف سوقين واعدين، وستكون فعّالة لأن شركة الطيران الروسية "ايروفلوت" وشركة طيران الشرق الاوسط ستخصصان رحلات فعلا من والى موسكو وبيروت هذا العام، كذلك الأمر بالنسبة لاوكرانيا، وذلك وفقا لنسبة الطلب.

ولا بد ان ننوّه الى ان تطمينات السفير الروسي الكسندر زاسبكين ايضا، الذي أعلن ان جميع الجهات السياسية في لبنان متفقة على تهدئة الوضع في البلاد، واكد ان الموسم السياحي سيكون جيدا ومزدحما بالسياح.

برأيك ما هي متطلبات المرحلة المقبلة لكي نحافظ على النتائج التي حققتها السياحة الى اليوم وتفعيل قطاع السياحة بشكل اكبر وجذب السياح ؟

متطلبات المرحلة المقبلة تتركز في الاستمرار في الترويج للبلاد من خلال الحملات الاعلامية والاعلانية وان تعتمد الجهات السياسية في لبنان التهدئة ونحن نعدّ خططاً سياحية مستقبلية ترتكز على الاسواق العربية بالدرجة الاولى ولكننا بانتظار تشكيل الحكومة .