في ظل الجدل الدائر بين الاوساط اللبنانية حول شكل الحكومة العتيدة وهل ستكون حكومة تكنوقراط ام حكومة سياسية سيشكلها الرئيس المكلف تمام سلام الذي حظي بموافقة الاغلبية الساحقة من الاصوات في المجلس النيابي وما بات يعرف ان عمر حكومته مبدئياً مرتبط باستحقاق الانتخابات النيابية المقبلة يبقى الهم الاقتصادي سيد الموقف ومحور اهتمام الكثيرين، وكيف ستؤمن الحكومة الجديدة باي شكل كان الاستقرار الامني والسياسي الذي من شانه ان يؤثر ايجابيا على الوضع الاقتصادي للبلاد وان يحرك عجلة النمو .

ووفق ما اشارت اليه بعض المعلومات اليوم ان الرئيس المكلف تمام سلام سيحاول تأليف حكومة تكنوقراط من 14 أو 16 وزيراً سريعاً وبعض المواصفات التي يرغب أن تتوافر في وزرائه تحت عنواني الوزراء الحياديّين الذين لا تستفزّ أسماؤهم أحداً أوّلاً، ومن غير الحزبيّين ثانياً، لا على مستوى رؤساء أحزاب أو قياديين.

وكان للنشرة الاقتصادية هذا اللقاء مع الخبراء الاقتصاديين لمعرفة ارائهم حول الشكل والصيغة الافضل للحكومة المقبلة على الوضع الاقتصادي في البلاد .

حبيقة :

اعتبر الدكتور لويس حبيقة ان شكل الحكومة المقبل لا  يؤثر على الوضع القائم اليوم في البلاد حيث لا يمكننا التحدث عن اشخاص تكنوقراط من اصحاب الاختصاص حيادين تماما بل الجميع لديهم توجهات سياسية ولبنان بلد صغير ومسيس ومن غير الممكن ايجاد اشخاص لا يكون لديهم رأي سياسي معين .

والمطلوب اليوم ان يكون اعضاء الحكومة الذي يعتزم تشكيلها الرئيس تمام سلام يتمتعون بالكفاءة والسمعة الحسنة وغير منغمسين بالصراع السياسي الدائر والطوائف والاحزاب .

واعتبر ان استقالة الرئيس نجيب ميقاتي ساهمت في تحريك الوضع الاقتصادي واحدثت صدمة ايجابية على الوضع الاقتصادي والامني كذلك فلم نعد نشهد نفور سياسي ضد حكومة ميقاتي في الاوساط اللبنانية كما ان الاتفاق على تكليف النائب تمام سلام وموافقة جميع الاطراف اراح الوضع في البلاد والجو العام تحسن ولكن الاهم الان هو تشكيل حكومة باي شكل كانت لتضع قانون انتخابي لان اجراء الانتخابات سيؤثر ايجابيا على الوضعين الاقتصادي والامني .

ولكنني الان لا اتوقع ان تتم الانتخابات في موعدها المقرر في حزيران لانه لم يتم التوصل الى قانون انتخابي بل سيتم التأجيل الذي يعد افضل من الفراغ الذي يظهر عدم وجود مؤسسات وانظمة .

والرئيس المكلف عليه تشكيل حكومة وتقديم الاقتراح الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من دون الحصول على موافقة الاحزاب لانه من المستحيل التوصل الى اتفاق مع الاحزاب السياسية حول اسماء الوزراء المرشحين.

رياشي :

انا" ضد حكومة تكنوقراط " هكذا عبر الخبير الاقتصادي  الدكتور الفرد رياشي عن رأيه من الجدل الدائر في لبنان حول شكل الحكومة لانه على حد قوله ان حكومة تكنوقراط لا تستطيع ان تعمل شيئ خلال الفترة الانتقالية التي ستكون حوالي الشهرين او ثلاثة اشهر لان هكذا حكومة يلزمها فترة اطول لتستطيع القيام بالواجبات المناطة بها وقال انا استغرب لماذا يفضل البعض ان تكون الحكومة الذي سيشكلها الرئيس تمام سلام هي حكومة من ذوي الاختصاص لان من شأن تشكيل مثل هذه الحكومة في الوقت الراهن وتكون مهمتها اجراء الانتخابات ستعطي فكرة سيئة عن حكومة التكنوقراط لانها بالطبع سيلازمها الفشل في تقديم ما هو خير للبلاد في هذه الفترة القصيرة وبالتالي ان تشكيلها سـ"يحرق" الاسم على المدى البعيد كما سـ"يحرق" مفهوم الحاجة الى مثل هكذا حكومة، كما انها  لن تستطيع من وضع استراتيجية لتحسين وضع الاقتصاد وفي حال وضعت فهذه الاستراتيجية ستذهب بذهابها لان الحكومة التي ستأتي بعدها لن تعمل بها وهذه مسؤولية مجلس النواب لانه لا يحاسب الحكومة ويؤمن استمرارية  في الحكم .

وانا اؤيد تشكيل حكومة تكنوقراط 100 % بعد فترة الانتخابات لان ستكون حكومة طويلة الامد وستستطيع القيام بدورها على اكمل وجه  كما يجب التوصل الى صيغة تتفق عليها جميع الاطراف السياسية في البلد .

ولا بد من الاشارة الى ان استقالة الرئيس نجيب ميقاتي كان له في البداية اثر سلبي لاننا دخلنا مرحلة ترقب اقتصادي حيث ان المستثمرين كانوا في حالة ترقب وانتظار ليروا ما ستؤول اليه الاوضاع في لبنان ولكن تكليف الرئيس تمام سلام والتهدئة التي بتنا نراها اليوم بين الاطراف السياسية كافة كان لهما اثرا ايجابيا على الوضع الداخلي لكن هذا الاثر بسيط وقصير المدى ولكن التأثير الجيد الاكبر سوف يكون في اجراء الانتخابات لان من شأنه تحريك العجلة الاقتصادية واعادة ثقة المستثمرين بلبنان وان عدم اجراء الانتخابات سيدخل البلاد مجددا في دائرة الركود وما بات واضحاً اليوم ان تكليف سلام كان له الوقع الايجابي عند الاشقاء العرب مما يوحي وكأن الدول العربية اعطيت لبنان فرصة ثانية مما يبشر بان الموسم السياحي سيكون جيد .