وصف ​رئيس جمعية تجار مار الياس عدنان فاكهاني​ حركة الاسواق والتجارة في لبنان بـ"تحت الصفر" معتبراً ان الاوضاع المزرية للبلاد دفعت بالعديد من التجار الى اغلاق محالهم التجارية حيث باتوا عاجزين حتى عن دفع فاتورة الكهرباء واعتبر فكهاني في حديث لـ"النشرة الاقتصادية" ان القرارات العشوائية للحكومة ادت الى تردي الاوضاع وهذه الحكومة تعتمد نهج  تهريب السياح من البلاد بدلاً من العمل على جذبهم على اعتبار ان الاقتصاد اللبناني قائم بشكل اساسي على السياحة والتجارة .

كيف تصف حالة المبيعات في الاسواق اليوم والوضع الاقتصادي للبلاد ؟

لبنان يمر اليوم بفترة تعتبر من اصعب الفترات الاقتصادية حيث ان البلاد لا تمتلك موارد طبيعية فالاقتصاد يعتمد بشكل اساسي على السياحة والتجارة وهذه المرة الاولى التي تمنع فيها دول الخليج رعاياها من القدوم الى لبنان وغياب الامن والاستقرار التي بتنا نشهده اليوم احد ابرز العوامل التي تقف وراء تراجع المبيعات والتاجر اللبناني يعتمد بشكل كبير على المستهلك الخليجي لانه يملك القدرة الشرائية المرتفعة .

وبعض المؤسسات التجارية تغلق ابوابها في المناطق اللبنانية كافة وهذه المرة الاولى الذي يغلق فيها التاجر متجره بسبب اخطاء غيره من السياسيين والدولة والوزراء .

هل تعتبر ان الاضرابات والتحركات التي تشهدها البلاد اليوم هي السبب وراء التراجع الواضح في حركة الاسواق ؟

ان المواطن من حقه ان يحسن وضعه الاجتماعي والتراجع التي تشهده الاسواق ليس بسبب الاضرابات والاعتصامات بل بسبب السياسات الخاطئة التي تعتمدها الحكومة كما ان الوضع السياحي تحت الصفر والوضع العام بحاجة الى حل شامل ويجب النظر الى الوطن نظرة شاملة وتوفير الامن ومنع الاهتزاز الامني وتوفير الثقة وتوفير الجو العام الملائم لجذب السياح .

كيف تصف الحركة التجارية في البلاد ؟

الحركة التجارية تحت الصفر وهناك انتحار من قبل التجار من خلال تخفيض الاسعار الى ما دون سعر الكلفة لان التاجر بحاجة الى رساميل ووصلت الحالة ببعض التجار الى العجز عن سداد فاتورة الكهرباء ما يدفع ببعضهم الى اغلاق متجره الذي كان متواجداً في السوق منذ عشرات السنين ونلاحظ اليوم انتشار ظاهرة تناول الحبوب المهدئة والجلطات الدماغية بين التجار بسس رداءة الوضع، ووضع القطاع باختصار مأساوي ولكننا ما من احد يسمع ولا  وزير يستجيب لمطالبنا او يرأف بالحالة التي وصل اليها التاجر في بيروت وكافة المناطق اللبنانية.

كيف كان مردود الحملة التي اطلقتها وزارة السياحة الـ50% لمدة 50 يوم؟ وهل انعكست ايجابياً على الحركة التجارية ؟

ان حملة وزارة السياحة لم تقدم اي شيئ للقطاع  لان هناك محلات خفضت اكثر من 50% ولكن من دون نتجية ومشروع وزارة السياحة هو عشوائي وهدف الوزير عبود من خلال هذه الحملة هو الظهور الاعلامي ليس اكثر والمواطن اللبناني لا يملك القدرة الشرائية فهو مرهق من تأمين المستلزمات المعيشية الاساسية فلذلك يعتمد التاجر بشكل اساسي على السياح وخصوصاً الخليجين الذي كانوا ولفترة طويلة يحركون عجلة الاقتصاد .

ما هي مطالبكم من الحكومة اليوم ؟

ليس هناك مطالب خاصة بل ما نطلبه اليوم هو توفير الامن والاطمئنان والثقة بالبلاد وتوفير الجو العام الذي هو بحاجة الى قرارات وطنية وحتى الاستثمار بحاجة الى الامان ولذلك نطالب السياسيين اليوم الابتعاد عن التجاذبات والخطابات النارية التي يطلقونها بين الفترة والاخرى والتي احبطت كل امالنا وطموحاتنا بان يكون المستقبل افضل مما نمر به اليوم .

هل تعتبر ان الاوضاع التي تحدث في المنطقة العربية وخاصة في سوريا كان لها اثر على القطاع التجاري في لبنان ؟

بالطبع ان ما بات يعرف بالربيع العربي له اثر على القطاع فالمعامل التي كانت تصدر منتجاتها براً الى الدول العربية عبر سوريا لم يعد باستطاعتها ذلك نظرا للتوترات الامنية التي تحدث بالاضافة الى ان هناك  صعوبة في التصدير الجوي نظرا الى ارتفاع التكلفة .