كشفت رئيسة "جمعية شؤون المرأة اللبنانية " ​شهناز الملاح​ لـ "النشرة الاقتصادية" في حوار خاص على هامش ندوة اهمية الادارة الاقتصادية في الاسرة  -أن الجمعية بصدد عقد سلسلة من الإجتماعات للقيام بـ "مشروع إستراتيجي" حول تمكين المرأة وخصوصاً "ربات البيوت " و توعيتها من النواحي الإقتصادية والإجتماعية و الحقوقية ، و اشارت ملاح  إلى  أن الجمعية تعمل على مشروع "عمل المرأة من داخل المنزل "، الذي يؤمن لها و لأسرتها دخلا يؤمن لها  العيش كريم دون الإبتعاد عن أسرتها و بيتها.

و رأت ملاح أن هذه الندوة التي نظمتها في مقرها الرئيسي في الشياح اليوم  تعتبر من أهم الندوات، خصوصاً للسيدات والعنصر النسائي الذي يعتبر قوام أساسي في بناء الأسرة، فقد ابتعدت الأسرة بشكل كبير عن هذه المفاهيم ما أدى إلى تفشي العديد من الأفات الإجتماعية التي اساسها الفقر والعوز، مشيرة أن المرأة اليوم هي بأمس الحاجة إلى تمكين مهارتها في الإدارة الإقتصادية من أجل تحسين من مستوى الأسرة من حيث الدخل والإنتاج ، موضحة أنه حتى لو لم تحصل المرأة على مستوى علمي رفيع إلا أنها تستطيع أن تتعلم هذه المهارات بطريقة سلسة وواقعية من أجل تخطي الواقع الإقتصادي المرير.

نظمت "جمعية شؤون المرأة اللبنانية" ندوة بعنوان "​أهمية الإدارة الاقتصادية في الأسرة​"  قدمتها رئيس قسم السياحة والسفر في الجامعة اللبنانية الدكتورة أمل الكردي، وحضرها حشد من التربويين والاكاديميين ورئيسات جمعيات، ووجوه نسائية وحشد من المهتمين.

بداية، قدمت رئيسة  قسم السياحة والسفر في الجامعة اللبنانية الدكتورة أمل الكردي تعريفا عن الاسرة في علم الاجتماع، بأنها الخلية الأساسية في المجتمع وأهم جماعاته الأولية، فتتكون الأسرة من أفراد تربط بينهم صلة القرابة والرحم، وتساهم الأسرة في النشاط الاجتماعي في كل جوانبه المادية والروحية والعقائدية والاقتصادية.

ولفتت الى ان الأسرة اتسمت قديماً بالقيام بكل الوظائف المرتبطة بالحياة، واتسمت بتحقيق وظائفها بالشكل الذي يلائم العصر الذي تنتمى إليه، حيث اختلفت وتطورت وظائف الأسرة نتيجة تطور العصور التي أثرت في طبيعة تلك الوظائف وكيفية ووسائل قيام الأسرة بها، ولكن لم يختلف الهدف من تلك الوظائف بالرغم من تعرضها للتطور والذي يتمثل في تكوين الشخصية المتزنة انفعالياً والقادرة على التكيف مع متطلبات الحياة الاجتماعية.

"فالوظيفة البيولوجية تتمثل في توفير الرعاية الصحية والجسدية للأطفال في الأسرة وتوفير الغذاء الصحي والمسكن الصحي للأفراد في العائلة لينعم الأبناء والآباء بجسم سليم وعقل سليم، أما الوظيفة الاقتصادية، فعرف عن الأسرة قديماً بالاكتفاء الذاتي وإنتاج ما تحتاجه، وما تزال الأسرة حالياً تشارك في عمليات الإنتاج من خلال أفراد الأسرة، فتمد الأسرة مجالات العمل والمصانع بالأيدى العاملة وبالتعاون، والنفسية هي أن توفر الأسرة للأبناء الراحة النفسية بتوفير الحب والحنان والأمن والسلام بحيث يعيش الأبناء في جو من الهدوء دون توتر أو قلق من أي خطر قد يحيط بهم، بالاضافة الى وجود وظائق أخرى كالوظيفة الدينية والأخلاقية، والتعليمية والسياسية والثقافية والاجتماعية".

ولفتت الى أنه مما لا شك فيه أن الأسرة التي تهتم بتخطيط أسلوب حياتها سواء في الموارد المالية أو البشرية سوف تحقق أهدافها وتبلغ ما تصبو إليه من رغبات، وأهم مظهر للتخطيط هو وضع ميزانية للدخل المالي للأسرة وتحديد طريقة التصرف في هذا الدخل على أكمل وجه دون تبذير أو إسراف وإعطاء كل بند من بنود الإنفاق حقه كاملًا مع مراعاة إمكانات الأسرة واتباع نظام الإنفاق السليم من حيث عدم زيادة مقدار المنفق على الدخل وتوزيع الدخل قدر الإمكان على أبواب الإنفاق المختلفة، شارحة عن 7 وقفات هامّة في موضوع " الإدارة الاقتصادية في الأسرة" وهي :

الوقفة الأولى: الاقتصاد المنزلي:

الاقتصاد المنزلي ضروري لمواجهة أعباء الحياة نتيجة زيادة أسعار السلع المختلفة والخدمات؛ الأمر الذي يتطلب الانتفاع بالموارد المتاحة إلى أقصى حد ممكن وبطريقة سليمة.

ومما لا شك فيه أن الأسرة التي تهتم بتخطيط أسلوب حياتها، سوف تحقق أهدافها.

الوقفة الثانية: ميزانية الأسرة:

حيث تلعب ربة المنزل دورًا مهمًا في إسعاد أسرتها، وذلك بإدارتها الحكيمة لشؤون المنزل وتدبير مصروفاته وصحة أفراده، فالمنزل هو المكان الذي يسعد فيه جميع أفراد الأسرة.

ومن العوامل المساعدة على توفير السعادة في الأسرة الناحية المادية من حيث تقدير دخل الأسرة وتنظيم ميزانيتها، حيث توفر جميع حاجات ومتطلبات الأسرة؛ للمحافظة على صحة الأفراد، وتأمين الملبس والمسكن المريح.

الوقفة الثالثة: الخطة والتخطيط:

كثيرًا ما يكون لدى الفرد العديد من الأعمال التي تحتاج إلى إنجاز في وقت محدد، أو يحتاج إلى القيام بعمل لم يسبق له القيام به فيما مضى.

فالتخطيط هو الخطوة الأولى في العملية الإدارية، والخطة هي تصور لبعض الأعمال المستقبلية، وهي مرحلة تسبق أي عمل من الأعمال.

الوقفة الرابعة: دراسة السوق:

حيث إن تفهم سلوك المستهلك الذي يؤثر على نوع حاجاته ورغباته يعد نقطة البدء في أي تخطيط اقتصادي، فإن الحاجة ماسة لإجراء البحوث والدراسات الهادفة للتعرف على احتياجات ومطالب المستهلكين، من أجل تقديم السلعة والخدمة المطلوبة في الوقت والمكان المناسبين وبالسعر المعقول والجودة العالية.

الوقفة الخامسة: عملية الشراء:

فليست عملية الشراء سهلة، كما يظن بعض الناس، بل تحتاج إلى تفكير ودراية. إن قرارات مثل: كم من النقود مع الأسرة معدة للشراء؟ وما نوعية الأطعمة التي تشترى؟ ومن أي الأماكن تشترى الاحتياجات؟ وكيف تخزن هذه الأطعمة؟!.. إن هذه القرارات تؤثر على أفراد الأسرة؛ لذا لا بد من التفكير العميق والخبرة والمقارنة بين الأثمان والأنواع؛ ليكون قرار الشراء صائبًا حكيماً.

ومن ثم، فأول ما ينبغي مراعاته أثناء عملية الشراء هو عدم شراء أكثر من الحاجة، أي شراء كميات الغذاء اللازمة فقط؛ لتجنب التلف لما يزيد عن الحاجة، كما ينبغي الشراء من المحال النظيفة التي تتبع التعليمات الصحية في العرض والتغليف والبيع.

الوقفة السادسة: الطفل والنقود:

إن تجربة الطفل الأولى مع النقود يمكن أن يكون لها أثر انفعالي عميق، ومن الحكمة تدريب الطفل في سن مبكرة من حياته وفي مستويات الدخل المختلفة على استعمال النقود، والسماح له بالتصرف في نقوده.

الوقفة السابعة: دعوة للاقتصاد:

إن على ربة المنزل الواعية أن تكون أول من يحافظ على ميزانية الأسرة، وتحاول الاقتصاد في المصروفات والاعتدال في النفقات.

إن المستهلك الرشيد هو ذلك المستهلك الذي يراعي مبدأ الرشد والعقلانية والاعتدال في أكله ومشربه وملبسه ومنزله وسيارته وأثاثه، واستخدامه للكهرباء والمياه؛ حماية لنفسه ولأسرته.

وأشارت الى أن خبراء الاقتصاد الأسري يوصون بأن يتم تخطيط ميزانية الأسرة من خلال تقسيم مداخيل الأسرة إلى ثلاثة أقسام، المصروفات والمدخرات الاحتياطية لمواجهة الطوارئ والاستثمارات.

وبعد ان تم استعراض الندوة حول "أهمية الإدارة الاقتصادية في الأسرة" جرى حوار بين القييمين والحضور وطرحت اسئلة ومشاكل اقتصادية تعانيها المرأة داخل اسرتها.