كشف مدير عام شركة  "BUS" فادي أبو جودة ( وهي احدى شركات موزعي الخدمات للكهرباء) لـ " النشرة الاقتصادية" - خلال جولة لوسائل الاعلام على مركز الشركة في سلعاتا - أن الشركة ستعمل على تقديم الخطّة الاستثمارية لشركة كهرباء لبنان في نهاية شهر نيسان المقبل بعد اجراء الدراسات والمفاوضات اللازمة، مشيراً الى أن الهدف الرئيسي من الخطّة الاستثمارية هو تقوية الشبكة الكهربائية للمنطقة الواقعة" شمال عاصمة بيروت وحتى الحدود اللبنانية-السورية"  من خلال تأمين شبكة كهربائية لبنانية تستطيع تلبية " نفسها من نفسها" ، خصوصا وأن الشبكة الحالية لا تتناسب مع الطلب، الأمر الذي يؤدي الى تخفيض الخسائر الفنية التي بلغت 15%.

وجاء ذلك خلال اللقاء الاعلامي الذي عقدته شركة "BUS" للصيانة والتشغيل في مركزها لخدمة الزبائن والتشغيل والصيانة في سلعاتا، لمناسبة مرور سنة على إرساء التزام مشروع مقدمي الخدمات، تخلله عرض شامل حول عمل الشركة وتفاصيل المشروع ومراحل تنفيذه، كما تخللته زيارة للمركز في سلعاتا للتعرف على ما احتواه من تجهيزات ومنشآت بما فيها المركز الرئيسي لخدمة الزبائن والصيانة والتشغيل، ومجمع للتأهيل الفني والتدريب، وكان لفريق "النشرة الاقتصادية" جولة في كلّ أنحاء المركز

وكشف رئيس مجلس ادارة    "BUS"  زياد يونس  لـ " النشرة الاقتصادية" أن الشركة وضعت خطّة مشتركة مع شركة كهرباء لبنان من خلال تشكيل فرق مشتركة بين الشركتين بهدف وضع آلية لكيفية ازالة التعديات على الشبكة الكهربائية الواقعة" شمال عاصمة بيروت وحتى الحدود اللبنانية-السورية"وتوزيع المسؤوليات على كلا الشركتين.

وأشار يونس الى أن الشركة رغم كلّ الصعوبات والتحديات التي تواجهها على أرض الواقع الا أنها تأخذ المشروع بشكل جدّي مع القيام بالجهد الكافي للوصول الى الدراسات والارقام الصحيحة، بالاضافة الى متابعة العمل بشكل يومي ومباشر.

ودعا رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين نعمة افرام عبر "النشرة الاقتصادية" جميع السياسيين الى تحفيز وتشجيع التشركة بين القطاع العام والخاص كون النتائج التي تنتج عنها من المؤكد ستكون مؤمنة 100%، وأشاد افرام بالخطوة التي قامت بها الشركة، مشيرا الى أنه فخور بتلك المخاطرة والمجازفة النوعية التي اتخذتها الشركة انطلاقاً من ايمانها والتزامها بلبنان، مؤكداً الى أنه يجب الاستفادة من القطاع الخاص بهدف استمرار مبدأ التشركة في كل الميادين وخصوصا انتاج الكهرباء في لبنان.

وحضر اللقاء مدير الاستراتيجيات في شركة "كهرباء فرنسا" مارك بوالو، والرئيس التنفيذي لشركة "سويدي اليكترو ميتر" خالد فؤاد، وممثل شركة "اي.تي. كورني" الاستشارية في ادارة قطاع الكهرباء ايغور هولاك، ورئيس جمعية الصناعيين نعمة فرام، والمدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك، ومستشار وزير الطاقة والمياه كمال محير، بالاضافة الى حضور رئيس بلدية سلعاتا جورج سلوم، نزار يونس، ورئيس مجلس ادارة شركة BUS زياد يونس وحشد من المهتمين والصناعيين وممثلي شركات ومصانع واعلاميين.

تناول يونس مشكلة توفير الكهرباء للمواطنين في لبنان، مشيرا الى ان النظام السياسي المتعثر في لبنان ينعكس سلبا على كل قطاعات الخدمات ومنها تأمين حاجات الكهرباء التي تشمل 3 أقسام وهي: الانتاج والنقل والتوزيع، ولا يمكن حل المشكلة ما لم تتم معالجة كل من هذه الاقسام معا، فلا جدوى لزيادة الانتاج اذا لم تتم معالجة مشكلات التوزيع على حدّ تعبيره.

واعتبر يونس ان الحل الوحيد المتبقي للخروج من المأزق، هو في التعاون مع القطاع الخاص والاستفادة من قدراته، ولا يعني ذلك على انه خصخصة، والخصخصة بمعناها الاقتصادي المتداول تعني بيع موجودات كهرباء لبنان الى القطاع الخاص، غير ان بيع الموجودات المتوفرة في وضع الشبكة الرديئة، لا يمكن ان يوفر لشركة كهرباء لبنان البدل العادل، وقد دفعت هذه الاوضاع الادارة للاستعانة بالقطاع الخاص للتعاون معها في ادارة المرفق العام كادارة منتدبة دون أن يعني ذلك أية مشاركة في الملكية، حيث تؤمن الادارة المنتدبة سهولة اتخاذ القرار والخبرات الفنية، كما تحمي القطاع من التدخلات السياسية، وبعد اعوام قليلة لا بد ان نشاهد تحسنا في أوضاع الشبكة وتنظيم ادارتها وزيادة الواردات مما يرفع قيمة الموجودات، فتعيد الدولة طرح خياراتها واجراء نقاش حول جدوى الخصخصة.

وألقى المدير العام لشركة BUS فادي ابو جودة كلمة أشار فيها الى ان الشركة تأسست لتحقيق 3 اهداف رئيسية بمجال التوزيع الكهربائي في لبنان هي رفع مستوى خدمة الزبائن وتلبية الحاجات، وتخفيض الهدر في الكهرباء بأشكاله المختلفة، تأهيل شبكة التوزيع وتطويرها بكل مكوناتها، وأوضح أبو جودة أنه للوصول الى تحقيق هذه الاهداف تم جمع بين التزام شركة "بوتك" الوطني وخبرتها منذ اكثر من 50 سنة في مشاريع البنى التحتية وادارة المشاريع المعقدة والكبيرة، مع الخبرة المميزة لمجموعة السويدي في مجال العدادات والنظام الذكي خصوصا،وذكر ان قسم الجباية امن الى اليوم لخزينة مؤسسة الكهرباء ما يفوق 50 مليون دولار في بضعة اشهر فقط .

وكانت مداخلة لـ المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك تحدث فيها عن اهمية المشروع الذي بدأت ركائزه تترجم على الارض لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين، وعرض لاهداف مشروع "service provider":

1- مسح موجودات مؤسسة كهرباء لبنان.

2- وضع خطة او مخطط توجيهي للتوزيع.

3- القيام بالاستثمارات بحسب المخطط التوجيهي.

4- تقديم خدمة افضل.

5- وضع العدادات الذكية قيد العمل لتخفيف الهدر والسيطرة على الطلب.

6- تطبيق العقد لجهة نزع التعديات.

7- تحسين الجباية عبر تنزيل الهدر الفني وغير الفني.

ورأى حايك أن "عملية نزع التعديات عن الشبكة يحسن واردات مؤسسة كهرباء لبنان وهذا هو الهدف السادس من المشروع"، مؤكداً ان ما تم رؤيته اليوم يشجعنا على تقديم الافضل للمواطنين ونتمنى أن تكون شراكة ناجحة تؤسس لمشاريع شراكة اخرى لتطوير الاداء الذي تتطلع اليه مؤسسة كهرباء لبنان وربما قطاعات أخرى في لبنان.

وختاما كانت جولة على المراكز التي تم افتتاحها، رافقها شرح من قبل المهندسين والمختصين. ثم غداء على شرف الحضور في مبنى الشركة.