كان أداء أسواق الأسهم في جميع أنحاء العالم وخاصة وول ستريت في النصف الأول من العام قويًا متحديًا للتوقعات في ظل عمليات تسريح واسعة النطاق للعمال وزيادة في أسعار الفائدة وتوترات جيوسياسية، على الرغم من هذه الرياح المعاكسة، شهدت سوق الأسهم الأمريكية ولا سيما مؤشر ناسداك 100 ارتفاعًا كبيرًا حيث قادت أسهم شركات التكنولوجيا الضخمة الطريق.

أنهي مؤشر ناسداك ذات التقنية العالية أفضل أداء له في النصف الأول منذ 40 عامًا بزيادة قدرها 31.73% منذ بداية العام حتى 30 يونيو، كما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 15.9% مسجلًا أفضل أداء في النصف الأول منذ عام 2019 بينما ارتفع مؤشر داو جونز بنسبة 3.8%، يأتي هذا الانتعاش بعد الأداء المروع لسوق الأسهم المروع في 2022 والذي شهد أسوأ عوائد منذ 13 عامًا.

يعد قطاع تكنولوجيا المعلومات (مثل آبل و Oracle) وقطاع خدمات الاتصالات (Comcast ونيتفليكس) وقطاع خدمات المستهلك (مثل أمازون وستاربكس) هي القطاعات الأفضل أداءً في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 هذا العام، مخالفًا تمامًا لأداء العام الماضي عندما كانت تلك القطاعات الثلاثة هي الأسوأ أداء في المؤشر.

كتب الخبراء الاستراتيجيون في بنك أوف أمريكا هذا الربيع أن "الذكاء الاصطناعي هو الكهرباء الجديدة" و "على وشك إحداث ثورة في كل شيء"، مشبهاً إياه بالازدهار التكنولوجي المدعوم بالإنترنت خلال التسعينيات.

تعد شركة نيفادا إلى حد بعيد الشركة الأفضل أداءً في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 هذا العام، وفقًا لبيانات FactSet، ارتفع سهم الشركة الرائدة في صناعة الرقائق بالذكاء الاصطناعي بنسبة 190% في النصف الأول وبلغ أعلى مستوى له على الإطلاق في مايو، كما يحتل صناع الرقائق مثل شركة Palo Alto Networks وشركة Advanced Micro Devices المركزين السادس والثامن من حيث الأداء على المؤشر بارتفاع بنسبة 83% و 76% على التوالي.

تتصدر نيفادا أيضًا السباق الأوسع نطاقًا للتكنولوجيا الضخمة التي تتمثل في أكبر ست شركات تكنولوجيا أمريكية في سوقتداول الأسهمأخرى وهم آبل التي حققت ارتفاع بنسبة 50% وميكروسوفت بارتفاع بنحو 43% وألفابيت بارتفاع بنحو 36% وأمازون بارتفاع بنحو 55% وتسلا بارتفاع بنحو 113% وميتا بارتفاع بنحو 138%، وتعد تلك الشركات من بين أفضل 50 عائد على مؤشر ستاندرد آند بورز، حيث يحققوا مجتمعين 4.3 تريليون دولار من القيمة السوقية.

سنلقي نظرة لاحقًا على أفضل خمسة شركات في سوق الأسهم في النصف الأول من عام 2023 ومعرفة سبب أدائهم الجيد.

1 .شركة نيفادا

كانت الشركات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي هي الرابح الحقيقي لعام 2023، أحد أكثر الأسهم تذبذبًا في هذه الفئة اليوم تبلغ قيمتها السوقية 1 تريليون دولار، وذلك بفضل طفرة الذكاء الاصطناعي، قبل 6 أشهر في ديسمبر تم تداول السهم عند 150 دولار واليوم تم تداوله عند 425 دولار، شهدت نيفادا عامًا رائعًا مدفوعًا بالطلب المدعوم بالذكاء الاصطناعي على رقائق أشباه الموصلات، ارتفع السهم بنسبة 190% في النصف الأول وبلغ أعلى مستوى له على الإطلاق في مايو.

2 .شركة ميتا

كانت شركة ميتا للتواصل الاجتماعي مفضلة أيضًا للمستثمرين حتى الآن هذا العام، حيث حققت ارتفاع بنسبة 138% في الأشهر الستة الأولي من العام، ميتا هي الشركة التي تمتلك فيسبوك وهي أكبر شبكة اجتماعية في العالم، وقد ساهمت مشاركة ميتا في قطاع تكنولوجياالذكاء الاصطناعيالمزدهر في تعزيز آفاقها، بالإضافة إلى ذلك، أبلغت الشركة عن نتائج قوية للربع الأول من عام 2023 حيث تفوقت على كل من تقديرات نمو الإيرادات والأرباح، وشهد السهم زيادة ملحوظة في سعر سهمه بعد تقرير أرباح وتوقعات إيجابية للربع الأول.

3 .شركة تسلا

تسلا كسهم لا تزال تحتل المرتبة الأولى بين شركات السيارات الكهربائية، ارتفعت قيمة أسهم صانع السيارات الكهربائية بشكل مثير للإعجاب بنسبة 113% في النصف الأول من هذا العام، يأتي هذا الارتفاع القوي بعد أن وقعت الشركة صفقات تاريخية مع شركة فورد وجنرال موتورز لاستخدام شبكة الشحن الخاصة بها، بدأ السهم أيضًا الربع الثالث في اتجاه صعودي وارتفع السهم بنسبة 6% تقريبًا بعد أن أعلنت الشركة عن مبيعات ربع سنوية قياسية، للربع الثاني المنتهي في 30 يونيو 2023 سلمت تسلا 466140 سيارة بزيادة 83% على أساس سنوي وزيادة 10% على أساس فصلي.

4 .شركة كرنفال كوربوريشن (رمزها في بورصة نيويورك: CCL) ومجموعة رويال كاريبيان (رمزها في بورصة نيويورك: RCL)

كان مشغلو خطوط الرحلات البحرية في دائرة الضوء في الشهرين الماضيين، وسعت أسهم شركتي "كرنفال كوربوريشن" و "رويال كاريبيان جروب" العملاقة في خط الرحلات البحرية من الانتعاش في الأسابيع الأخيرة من شهر يونيو، حيث يستمر الطلب على شركات الرحلات البحرية في التعافي.

قطعت أسهم شركة كرنفال خطوات كبيرة في النصف الأول من عام 2023 حيث ارتفعت أسهمها بنسبة 130%، قفز سهم كرنفال بنسبة 20% في الأسبوع الأول من شهر يوليو بعد أن سجلت الشركة إيرادات وحجوزات قياسية للربع الأخير، شهدت الشركة تسارعًا مستمرًا في الطلب حيث وصل إجمالي الحجوزات التي تمت خلال الربع إلى أعلى مستوى جديد على الإطلاق لجميع الرحلات البحرية المستقبلية.

في حين أن مجموعة رويال كاريبيان هي ثالث أفضل الأسهم أداءً في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 هذا العام بزيادة بأكثر من 105%، إلا إنه من المرجح أن تستمر أسهم خطوط الرحلات البحرية في التقلب في الأشهر المقبلة حيث يتوقع السوق أن تستمر الشركات في رؤية طلب غير مسبوق.

التاريخ يشير إلى أن الأسهم يمكن أن تستمر في الصعود في النصف الثاني من العام

شهد سوق الأسهم في النصف الأول من العام أداء متميزًا، ويشير التاريخ إلى أن المستثمرين قد يكون لديهم سبب للتفاؤل بشأن عائداتهم لبقية العام، حيث وجد تحليل جديد أنه في السنوات التي ارتفع فيها مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 10% أو أكثر في النصف الأول من العام يميل المؤشر إلى الأداء بشكل أفضل من المعتاد خلال النصف الثاني من العام.

ربما على عكس ما هو متوقع، وجد التحليل أنه منذ عام 1983 كان أداء ستاندرد آند بورز 500 أفضل خلال شهر يوليو (بمتوسط 1.72%) خلال السنوات التي انخفض فيها المؤشر في النصف الأول من العام، لكن خلال السنوات التي حقق فيها المؤشر مكاسب كبيرة (بنسبة 10% أو أكثر) خلال الأشهر الستة الأولى لا يزال المؤشر يحقق متوسط مكاسب بنسبة 1.18% في شهر يوليو، وجاءت معظم هذه المكاسب خلال الأسبوع الأول من الشهر.

بشكل عام، تميل مكاسب سوق الأسهم في النصف الأول من العام إلى أن يتبعها المزيد من المكاسب في الربع الثالث والنصف الثاني من العام، بالنظر إلى متوسط الأداء على مدار الـ 75 عامًا الماضية أو نحو ذلك وجد التحليل أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 يميل إلى القفز بنسبة 5% تقريبًا في النصف الثاني من العام، ولكن في السنوات التي ارتفع فيها المؤشر بنسبة 10% أو أكثر في الأشهر الستة الأولى ارتفع المؤشر عادةً بنحو 10% في النصف الثاني.

الأسهم لا تزال تواجه تحديات

الركود الكبير الذي توقعه العديد من الخبراء لم يتحقق بعد، وقد طمأن خبراء سوق الأسهم المستثمرين مؤخرًا عبر مذكرة بحثية بأن "الوصفة المتوقعة للكارثة ليست موجودة ببساطة"، وهذا لا يعني أن الأسهم لا تواجه بعض الرياح المعاكسة الرئيسية، وعلى الرغم من ذلك، فإنهم يتوقعوا أن يستمر السوق في الارتفاع حتى نهاية العام، لكنهم يحذروا من أن التقدم قد يكون مقيدًا بعض الشيء مع تباطؤ النمو الاقتصادي.

يتوقع خبراء آخرون أيضًا طريقًا وعرًا في المستقبل، حيث أشاروا إلى أن السوق قد يكون "عرضة لخيبة الأمل" في الأشهر المقبلة، ويضيفوا أن ثقة المستثمرين مستمرة في الارتفاع لكن هذا يزيد من احتمالية أن يكونوا متفائلين للغاية، وكل هذا التفاؤل قد يتم تسعيره بالفعل في السوق مما يجعله عرضة للخطر.

هناك أيضًا حقيقة أن التضخم أعلى من المتوقع بينما تتباطأ بعض مقاييس النمو، كما أن المخاوف من ارتفاعمعدل الفائدةأو بعض الأرقام الاقتصادية المخيبة للآمال أو حدوث تحول في معنويات سوق الأسهم يمكن أن تزيح سريعًا هذا التفاؤل بشأن مرونة النمو في الولايات المتحدة، وقد يؤدي ذلك إلى حدوث مشاكل في المستقبل لسوق الأسهم.

كما حذر استراتيجيو بنك UBS من أن سوق الأسهم يواجه عددًا من المخاطر في النصف الثاني من عام 2023، وكتب المحللون: "مع ارتفاع الأسهم العالمية والأمريكية بنسبة تزيد عن 20% عن أدنى مستوياتها في أكتوبر 2022 وتوقعات أكثر صعوبة في النصف الثاني من العام، نعتقد أنه يجب على المستثمرين الاستعداد لأداء سوق الأوراق المالية الباهت خلال الفترة المتبقية من العام".

سجلت الأسهم عامًا ممتازًا حتى الآن بسبب الحماس حول الذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى آمال المستثمرين في أن يتمكن البنك الاحتياطي الفيدرالي من حدوث هبوط ناعم للاقتصاد مع ترويض التضخم الجامح أيضًا، وقد أشارت البيانات الاقتصادية الأخيرة إلى مرونة الاقتصاد بشكل مدهش على الرغم من 10 زيادات متتالية في أسعار الفائدة.

ومع ذلك، لاحظ محللو UBS أن التهديدات للاقتصاد لا تزال قائمة مما قد يضع أسعار الأسهم على خلاف مع "تباطؤ النمو وزيادة التضخم"، وكتبوا "نرى مخاطر استمرار التضخم الأساسي مما يعني أن أسعار الفائدة الأمريكية يمكن أن ترتفع وتبقى عند هذه المستويات لفترة أطول"، قد يعني هذا أن البنك الاحتياطي الفيدرالي مضطر لمواصلة رفع أسعار الفائدة، على الرغم من أن المستثمرين يأملون أن ينهي البنك المركزي حملته التشديدية ويبدأ في خفض أسعار الفائدة قريبًا.

والأكثر من ذلك، أن المخاوف من معدلات فائدة أعلى أو بعض الأرقام الاقتصادية المخيبة للآمال أو حدوث تحول في معنويات سوق الأسهم يمكن أن تمحي التفاؤل بشأن مرونة النمو في الولايات المتحدة وأسسه مثل مرونة المستهلك.

محللو UBS ليسوا وحدهم ممن يحذروا، فبالمثل حذر مؤسس Main Street Research ورئيس قسم المعلومات "جيم ديميرت" من أن سوق الأسهم قد يستأنف هبوطه قريبًا.

وكتب ديميرت: "على الرغم من أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 قد ارتفع بنسبة تزيد قليلاً عن 20% عن أدنى مستوى له في أكتوبر 2022، فإن هذا لا يعني أن السوق الهابطة قد انتهت بعد، شهدت الأسواق الهابطة في عامي 2000 و2008 ارتفاعات تجاوزت 20% وهو ما لم يشكل نهاية السوق الهابطة حيث شهد السوق مزيدًا من التراجع بعد تلك الارتفاعات.