اتخذ عدد كبير من الأطباء في ​لبنان​، قراراً حاسماً بالهجرة للتأسيس والعمل خارجاً، في ظل الأوضاع الراهنة.

فيما آخرون لا يزالون يدرسون القرار، حيث بات مشهد الرحيل أكثر وضوحاً، إذ لم يعد "الفرار" فردياً، مع تخطّي أرقام من رحلوا أو من هم يتجهّزون للرحيل العتبة الطبيعية.

وبحسب ​تقرير صحفي​، فإن عدد طالبي إفادات من نقابة أطباء لبنان في بيروت بشأن أدائهم وسلوكهم، وصل إلى نحو 600، "وهم في غالبيتهم من الأطباء الذين يقصدون ​فرنسا​ و​بلجيكا​، حيث تطلب المراكز الطبية هناك تلك الإفادة، فيما لم يطلب الإفادة من ذهبوا إلى بلاد أخرى"، بحسب نقيب الأطباء شرف أبو شرف، مرجّحاً أن يكون رقم ​المهاجرين​ "أضعاف ما هو مسجل".

المقلق في تلك الظاهرة ليست الأرقام في حدّ ذاتها، بقدر ما هي الفئة العمرية "التي يعوّل عليها في القطاع الاستشفائي"، على ما يقول أبو شرف، إذ إن أعمار غالبية المهاجرين تراوح ما بين 35 و55 عاماً، وهذه الفئة العمرية، بحسب أحد الأطباء، "تشكّل عصب القطاع والجيل الأهم الذي تعوّل عليه المؤسسات الاستشفائية". صعوبة "اختفاء" هؤلاء تكمن في فقدان صلة الوصل مع جيل جديد "يتعلّم منهم"، لكونه غير متمرس بما يكفي، ومع جيل كبير لا يملك التقنيات التي تملكها الفئة المهاجرة، وهو ما يحدث فراغاً كبيراً. ومن شأن هذا الفراغ والازدياد في أعداد المهاجرين أن ينعكس على شكل بدء خفوت الدور الريادي للقطاع الاستشفائي اللبناني.