على مدار العامين الماضيين، عملت "​Project Loon​"، وهي شركة تابعة لشركة "​غوغل​"، على توفير الوصول إلى الإنترنت في المناطق الريفية والنائية من العالم باستخدام بالونات عالية الارتفاع تحلّق في الستراتوسفير لإنشاء شبكات لاسلكية جوية.

وفي العام الماضي، أعلنت الشركة أنها وصلت إلى مليون ساعة طيران في "الستراتوسفير" بأسطولها المشترك من البالونات. وفي نهاية تشرين الأول، سجلت "Loon" رقماً قياسياً جديداً لأطول رحلة جوية في "الستراتوسفير" من خلال البقاء في الجو لمدة 312 يوماً، تغطي مسافة حوالي 135 ألف ميل.

وفي مقال جديد تم نشره على مجلة "نيتشر"، تشرح الشركة كيف أن بالوناتها قادرة على البقاء في الهواء لأسابيع في كل مرة، دون تدخل بشري أو معرفة كاملة ب​الرياح​ المحيطة، والسر يكمن في تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة بشكل مثير للإعجاب.

وقال كبير مسؤولي التكنولوجيا في "Loon"، سال كانديدو: "تنتقل البالونات بالتحرك لأعلى أو لأسفل لالتقاط تيارات الرياح الملائمة التي تأخذها في الاتجاه المطلوب، ويتم تحديد القرارات المتعلقة بوقت الصعود أو النزول من خلال خوارزميات معقدة". وأضاف: "تمت كتابة هذه الخوارزميات بواسطة مهندسين بشريين، ومن خلال التعلم المعزز نستفيد من الذكاء الاصطناعي. ولبناء هذه الخوارزميات قمنا ببناء آلة قادرة على بناء نظام ملاحة أفضل مما نستطيع نحن البشر. ويمكن لهذه الآلة أيضاً بناء أنظمة الملاحة في جزء صغير من الوقت الذي يستغرقه البشر".

وباستخدام التعلم المعزز، يمكن للبالونات المدعومة بالذكاء الاصطناعي اتخاذ القرارات المثلى حول كيفية التحرك، استناداً إلى المعرفة التاريخية بالرياح، ومسارات الطيران المستقبلية المتوقعة. ويتم تقييم كل هذه البيانات ومحاكاة سيناريوهات مختلفة قبل أن يقرر البالون كيفية التصرف.

ومقارنة بوحدات التحكم السابقة المستخدمة للتحكم في "Loon"، فإن المنهجية الجديدة القائمة على التعلم المعزز بشكل أكثر فاعلية أبقت بالونات الشركة ضمن نطاق محطتها الأرضية حتى تتمكن من إرسال الإشارات واستقبالها بشكل فعال، والعودة إلى المسار الصحيح كلما خرجت عنه.