هي امرأة ​لبنان​ية ناجحة، مستمرة بالصعود، ولا يعوقها شيئا عن تحقيق طموحاتها، كما لا تؤخرها عقبة عن جعل حلمها حقيقة. وضعت أهدافا واضحة أمامها، وسعت بثبات وإصرار للوصول اليها. فتغلبّت على مخاوفها، وتفادت العوائق والضغوط، كما واكبت متطلبات السوق، وباردت الى التنفيذ.

فالسير وراء شغفها، كان سرّها للتغلب على الصعوبات، ولتعزيز قدرتها على مقاومة الظروف الصعبة.

فلنتعرف أكثر الى صاحبة العلامتين التجاريتين "Chez Remie" و"Baby Glitter"، ريمي ذبيان بعيني، في هذه المقابلة التي خصّت بها موقع "الاقتصاد":

- من هي ريمي ذبيان بعيني؟ وأين كانت نقطة البداية في مسيرتك المهنية في العمل الحر؟

تخصصت في التصميم الغرافيكي في ​الجامعة اللبنانية​، وبدأت بعدها بالعمل في شركة متخصصة بنتظيم الحفلات والمناسبات، حيث بقيت لمدة حوالي ثلاث سنوات.

خلال تلك الفترة، شعرت أنني لا أنتمي الى هذه الوظيفة الثابتة. وذات يوم، كنت أفكر في هدية أقدمها لوالدتي، وبالصدفة، قررت تصميم وتنفيذ أقراط، تحمل رسالة مميزة. وبسبب عملي في الشركة، تعرفت على مدى سنوات، الى أشخاص عاملين في مجال الطبع، والـ"بليكسي"، والخشب،... فأنهيت التصميم، وأرسلته على الفور الى الطبع؛ ومن هنا، حصلت على أول زوج من الأقراط من تصميمي الخاص.

هذه الهدية لاقت إعجاب خالاتي، فقدمت لهن أيضا أزواج خاصة من الأقراط.

وبهذه الطريقة، انطلقت فكرة العمل بهذا المجال، فأسست صفحة "Chez Remie" على موقع "​انستغرام​" منذ حوالي خمس سنوات، وبدأت بنشر المنتجات والتصاميم المختلفة، التي لاقت إعجاب المتابعين.

عندما أصبحت حاملا، شعرت أنه من الصعب علي مواصلة العمل كموظفة بدوام كامل. فاتخذت القرار المصيري بالتوقف، والتركيز على تطوير مشروعي الخاص. ومن هنا، بدأنا بالتوسع شيئا فشيئا. فأنا أحب الابتكار والتطور الدائم، ولهذا السبب، لم أتوقف عند عدد معين من المنتجات، بل لطالما عملت على اختراع الأفكار الجديدة، المميزة، وغير التقليدية.

ولا بد من الاشارة الى أن مجموعة سلاسل المفاتيح، التي أطلقت عليها اسم "Mini Me"، كانت وما زالت المنتج الأكثر مبيعا لدينا، لأنها فريدة وشخصية، وتتطلب مهارة عالية ودقة كبيرة.

- كيف انطلقت فكرة "Baby Glitter"؟

بدأت الفكرة منذ حوالي شهر، ففي الفترة الأخيرة، بدأت بإدخال المنتجات الخاصة بالأطفال في "Chez Remie"، وشعرت أن الناس يحبون هذا النوع من المنتجات، كما أن الطلب عليها موجود في لبنان.

من هنا، قررت إطلاق مجموعة خاصة بالأطفال، وفكرت كثيرا في نوع المنتج الذي سأقدمه، الى أن ولدت فكرة تصميم مرايل صدرية للأطفال، تحت اسم "Baby Glitter". وأردت إضفاء طابع الـ"haute couture" عليها، من خلال استخدام الدانتيل والاكسسوارات المميزة، التي تجعل من كل قطعة تتسم بالفرادة والرقي.

صممت في البداية عينة واحدة، وعندما لاقت إعجاب الكثيرين، بدأت بالتعاون مع أشخاص متخصصين بالخياطة، وانطلقنا بالعمل. وخلال فترة قصيرة جدا، نجحت ببيع عدد كبير جدا من المرايل؛ ولهذا السبب، أعتقد أن الاستمرارية مضمونة في هذا المشروع.

- كيف قررت المخاطرة والاستثمار بمشروع جديد في لبنان في ظل الأوضاع السيئة وغير المستقرة التي نمر بها؟

الوضع سيء جدا، لكنني فكرت في استمرارية عملي ومشروعي. حيث أن لدى "Chez Remie"، زبائن أوفياء، باتوا أصدقاء لهذه العلامة التجارية، ولكن بالإضافة الى ذلك، أردت استهداف نوع آخر من الجمهور، من خلال "Baby Glitter"، بهدف زيادة مدخولي.

فالحلول مفقودة للأسف في لبنان، وبالتالي، وجدت نفسي أمام خيارين: إما التوقف نهائيا عن العمل، وإما مواصلة التطور والتوسع. فاخترت حتما الطريق الثاني، رغم غلاء الأسعار وتراجع الأرباح. لكنني سعيدة جدا بالنتائج المحققة الى حد الآن، خاصة أن المنتجات تلاقي ردود فعل رائعة من الناس.

​​​​​​​

- مع الغلاء المستشري في السوق اللبناني، كيف تنجحين في تحقيق التوازن بين أرباحك، وبين القدرة الشرائية المتدنية للمستهلكين؟

أسعار "Baby Glitter" مقبولة جدا، اذ اعتبرت في الفترة الأولى، أنني لا أريد تحقيق الأرباح الهائلة، بل فضلت تكوين قاعدة وفية من الزبائن.

أما بالنسبة الى "Chez Remie"، فقد عمدت تلقائيا الى رفع الأسعار بشكل طفيف، حيث أنني أعاني، كغيري من الناس، من غلاء أسعار المواد لدى الموردين الذين أتعامل معهم.

ومن هنا، حاولت قدر الإمكان إيجاد حل وسطي، كي لا أتكبد خسائر مالية ضخمة من جهة، ولا أخسر زبائني وعملي من جهة أخرى.

- ما هي استراتيجيتك المتبعة لمواجهة المنافسة؟

منذ نحو خمس سنوات، كان عدد المتاجر عبر ​الانترنت​ خجول جدا، ولكن اليوم باتت المنافسة أقوى وأقسى وأوسع. ولهذا السبب، أسعى دائما الى تطوير منتجاتي وتصاميمي، وإدخال الأفكار الجديدة.

- كيف تواجهين مشكلة التقليد المنتشرة بكثرة خاصة عبر ​مواقع التواصل الاجتماعي​؟

واجهت هذه المشكلة الى حد كبير، لكنني وجدت نفسي غير قادرة على القيام بأي شيء في هذا السياق. وبالتالي، فضلت التغاضي عن هذه الأمور، واللجوء الى المزيد من الإبداع والابتكار، لكي أقدم دائما المنتجات الجديدة والمميزة، وأضمن بذلك استمرارية مشروعي.

- ما هي أهدافك ومشاريعك للمستقبل؟

طموحاتي لا تنتهي أبدا، اذ أفكر دائما بكل ما هو جديد، وأعمد فورا الى تطبيقه. ولكن في الوقت الحاضر، أحاول التركيز على مشروعي "Baby Glitter"، من أجل تطويره أكثر فأكثر، حيث سأقدم في الفترة المقبلة، المجموعات الخاصة بالمناسبات والمواضيع المختلفة.

- ما هي الصفات التي ساعدتك على تحقيق النجاح والتقدم في مسيرتك؟

أعتبر نفسي خلاقة ومبدعة، فمنذ عمر الطفولة، أتميز دائما بالشق الفني.

- الى أي مدى يساعدك العمل الحر على تخصيص المزيد من الوقت لنفسك ولعائلتك؟​​​​​​​

عندما حملت بابني، قررت التخلي عن وظيفتي الثابتة، ولحسن الحظ، كانت هذه الخطوة إيجابية وموفقة.

فقد أسست مشغلي الخاص داخل منزلي، ما أتاح لي قضاء الوقت مع العائلة، والاهتمام بعملي في الوقت ذاته. واليوم أصبح ابني جزءا أساسيا من "Chez Remie"، بعد أن بلغ من العمر أربع سنوات ونصف.​​​​​​​

- نصيحة الى المرأة.

أنصح كل امرأة لديها هواية أو شغف أو مهارة، أن تحولها الى مهنة، لأنها ستبرع فيها، وستجد نفسها حتما في المكان الصحيح!

الهواية في هذه الأيام، أصبحت مصدرا لتأمين مدخول شهري. وبالتالي، مهما فشلت وواجهت العوائق والصعاب، يجب أن لا تستسلم ولا تتراجع أو تتعب من المحاولة، لأنها ستصل حتما الى أهدافها، بالإصرار والثبات.

علينا القيام بكل ما يلزم، للإبقاء على نشاطنا، والحفاظ على مزاجنا الإيجابي للعمل وموصلة المسيرة.