أوضح نقيب الصيادلة غسان الأمين، أنّ الهلع الذي تسبب به إعلان ​"​مصرف لبنان​"​ عدم قدرته على الإستمرار في دعم ​المحروقات​ و​القمح​ و​الدواء​ بعد نهاية العام الحالي، دفع اللبنانيين إلى تخزين الدواء لاسيّما أنهم يعرفون أنّ رفع الدعم يعني إرتباط الدواء بسعر ​​الدولار​​ في ​السوق السوداء​، "أي إرتفاع سعره خمس مرات عما هو عليه حالياً".

ولفت الأمين في حديث صحفي، إلى أنّ ما فاقم المشكلة هو ترافق الإقبال على الدواء "مع حركة إستيراد بطيئة بسبب ​آلية​ "مصرف لبنان" المتبعة من أجل فتح الشركات المستوردة إعتمادات للإستيراد على أساس سعر الصرف الرسمي"، مشيراً إلى أنّ هذه الآلية "تأخذ وقتاً طويلاً مما يؤخر المستورد عن دفع ​المال​ للشركة الموردة التي تقوم ببيع الدواء إلى جهة أخرى، فيضطر المستورد لإنتظار تصنيع كمية جديدة ما ينتج عنه نقص في السوق المحلية".

وفيما يربط البعض بين فقدان الدواء في السوق المحلية وتهريبه إلى الخارج، كون سعره بات الأرخص في المنطقة، كشف أنّ "فاتورة الإستيراد هذا العام هي أقل من فاتورة العام الماضي، وهذا يعني أنّ الإستيراد كان أقلّ من الحاجة المحلية"، مضيفاً أنّه إذا "كان هناك تهريب فهو على نطاق ضيق، وليس عاملاً أساسياً في فقدان الدواء".

وفي حين أشار الأمين "إلى أنّ مخزون الدواء في المستودعات الذي كان يكفي لستة أشهر عادة، بات لا يكفي لأكثر من شهر ونصف الشهر"، رأى أنّ مشكلة فقدان الدواء مستمرة. وحذّر من ​كارثة​ حقيقية ستطال المواطن بعد رفع الدعم لأنّ الصناديق الضامنة ميزانياتها ب​الليرة اللبنانية​، وهي تدفع 65% من قيمة فاتورة الدواء، لن تعود قادرة على الإستمرار في حال أصبح الدواء على سعر صرف الدولار في السوق السوداء.

ورأى نقيب الصيادلة، أنّ الأمر لن يتوقف على إرتفاع الأسعار، إذ ستشهد السوق انقطاع عدد من ​الأدوية​ بسبب عدم قدرة جميع المستوردين على تأمين حاجتهم من الدولار لإستيراد الدواء، فضلاً عن إنفتاح السوق على الأدوية المزورة والمهربة.