لقد أجبرتنا جائحة "​كورونا​" جميعًا على التكيف مع طرق العيش والعمل والتواصل الجديدة، وأحد أبرز التحولات التي من المحتمل أن نراها في الوظائف هو التحول نحو المقابلات الافتراضية. وبينما قد يشعر البعض بالارتياح لأنهم لا يضطرون للجلوس وجهاً لوجه مع المحاور في المقابلة، فإن تعقيدات التواصل عبر منصة فيديو مثل "Zoom" قد تثير القلق لدى الآخرين.

وذكرت الخبيرة في المهن والعروض التقديمية، هيلين تابر، أهم النصائح للاستعداد لعمل مقابلة افتراضية، وهي:

1- احصل على الإعداد الصحيح:

في المقابلة الافتراضية، أنت تتحكم في ما يراه المحاور، لذا استخدم ذلك الأمر لصالحك. وقد شرحت تابر ذلك قائلة:"إذا كنت تجري مقابلة بدنية، فقد تفكر في ما ترتديه أو كيف تجلس على الكرسي، ولكن عليك التفكير في إعداداتك - فالآخرون يحصلون على نافذة على عالمك، فما هو الانطباع الذي تريد تركه؟".

وهو ما وافق عليه الخبير المهني أمريكيكيرا، الذي اقترح التلاعب بالخلفية التي تظهر على ​الشاشة​ للتأكد من أنها تقول شيئًا عن شخصيتك. وقال:"إن خلفيتك البصرية مفيدة للغاية في المقابلات الافتراضية لإعطاء بعض الإشارات والأدلة لشخصيتك، مضيفًا أنها يمكن أن تكون قطعة فنية تعجبك بشكل خاص، أو كتبًا على الرف والتي تُظهر شخصيتك مع المحافظة على البساطة – لا تضع شيء يشتت الانتباه للغاية".

وأضاف يجب أن تعمل إيماءات الوجه لدينا بجدية أكبر في البيئة الافتراضية، لذا، فإن الإضاءة مهمة في ضمان أن يتمكن الشخص الآخر من الاستماع ورؤية وجهك". وتابع: "يجب أن يأتي الضوء من الجانب وليس من فوق، وإذا كان لديك إضاءة علوية، فستصنع كل أنواع الظلال؛ لذا فإن أهم شيء هنا هو قضاء بعض الوقت مع شريك أو صديق أو عائلة قبل إجراء المقابلة فقط للتجربة في المكان الذي لديك فيه مصباح مكتبي يمنح بعض الدفء اللطيف لوجهك".

2- ​الكاميرا​:

بالنسبة لأمريكيكيرا، فإن التفكير في كيفية تقديم نفسك بصريًا أمر حيوي في المقابلات الافتراضية، نظرًا لأنه يمكن فقط رؤية الجزء العلوي من الجسم، ومن المهم حقًا أن تفكر في كيفية تأطير ما يمكن أن يراه الشخص الآخر، لأنه عادةً ما نرى جسم شخص كامل ويمكننا تكوين انطباع فوري عنه؛ لكن عندما ترى الجزء العلوي، فإنك تحتاج إلى التفكير فيه بشكل أكثر ديناميكية.

وهذا مهم حقًا لأننا نستخدم لغة جسدنا كثيرًا في الحياة اليومية، وبالتالي إذا كان بإمكان شخص ما رؤية رقبتك ورأسك فقط، فإننا لا نسمح للأشخاص برؤية أيدينا". وأضاف:" إن الأيدي أداة اتصال مهمة حقًا، لأنها تتيح لنا الإشارة إلى أشياء مثل أن نكون حاسمين وحازمين من خلال إيماءات اليد".

ويتضمن تأطير نفسك أيضًا ارتداء الملابس المناسبة والنظيفة باللون الأسود أو باللون الأزرق الداكن أو بلون واحد؛ وهي على عكس الأنماط والألوان الزاهية التي تشتت الانتباه عن العين.

3- التدرب مع التكنولوجيا المستخدمة:

من المهم التأكد من أنك على دراية ب​الكمبيوتر​ المحمول الذي تستخدمينه، والمنصة التي سيتم استضافة المقابلة عليها. وأوصى أمركيكيرا بالتحقق من مكان وجود الكاميرا على جهاز الكمبيوتر الخاص بك، للتأكد من أنك تقوم بالتواصل البصري المناسب. حيث قال: "في كثير من الأحيان ترى أشخاصًا ينظرون إلى أسفل، أو ينظرون إلى الجانب - وهذا كارثي عندما تجري مقابلة لأن الناس بحاجة إلى رؤية عينيك ويحاولون قراءتك، لذا فقط جرب وتحقق من مكان الكاميرا".

كما أوصت تابر أيضًا بالتدرب على البرنامج بمجرد معرفة النظام الأساسي الذي ستستخدمه لتجنب أي لحظات محرجة. وقالت: "يمكن أن تجعلك التكنولوجيا تشعر بثقة أقل إذا لم تستخدمها من قبل، لذا تأكد من معرفة النظام الأساسي الذي سيستخدمونه للمقابلة، وتدرب عليه مسبقًا". وأضافت:"جهز نفسك بحسابك الخاص وتدرب مع صديق مسبقًا حتى تعرف أين تبحث وأين تنقر؛ فإذا تأكدت من أنك تعرف هذه الأشياء مسبقًا، فإنه سيمكنك التركيز على ما تقوله عندما تجري المقابلة بالفعل".

4- نظّم بيئتك:

قالت تابر: "يمكن أن يكون لديك بعض النقاط متصلة بشاشة الكمبيوتر المحمول الخاصة بك والتي لا يمكن للشخص الآخر رؤيتها، ولكن قد تساعدك على تذكر شيء ما، كما يمكنك أيضًا الحصول على اقتباس تحفيزي بجوار الكمبيوتر المحمول، ما سيساعدك على الشعور بالثقة حقًا".

5- الإعداد الذهني:

وأوضح أمريكيكيرا أنه "من المهم حقًا أن تمنح نفسك ساعة قبل أي مقابلة افتراضية لمجرد إرخاء عقلك، أو التنفس أو المشي". لذا افصل نفسك عن الضوضاء الطبيعية لبيئتك في الساعة التي تسبق المقابلة فهي مهمة حقًا للإعداد الذهني.

ووافقت تابر على ذلك قائلة:" إذا كنت تريد الوصول عقليًا إلى المقابلة مبكرًا، فكل ما يمكنك فعله هو الاستراحة قبل 15 دقيقة، وإيقاف تشغيل الإشعارات الخاصة بوسائل التواصل، ووضع نفسي في غرفة الانتظار الصغيرة الخاصة بكِ - حتى تصبح مستعدا تمامًا".