يواجه قطاع الطيران في العالم أزمة لم يشهد مثيلاً لها في تاريخه الممتد على أكثر من 100 عام، وذلك نتيجة تداعيات وباء "كورونا"، الذي أغلق المطارات والأجواء بين دول العالم.

وبحسب تقرير "منظمة الطيران الدولي"، فإنه من المتوقع أن يتراجع الطلب على السفر بحوالي 48% خلال العام الحالي، مقارنةً بالعام 2019 بخسارة حوالي 25 مليون وظيفة، إضافةً إلى خسائر مادية قد تصل إلى 314 مليار دولار.

وفي تقرير للـ"إتحاد العربي للنقل الجوي"، فإنه من المنتظر أن تتراجع مساهمة قطاع الطيران في ​الناتج المحلي​ العربي نتيجة وباء "كورونا" بنحو 61 مليار دولار أميركي.

وبينما تتوقع الكثير من الجهات المعنية بقطاع الطيران إفلاس العديد من ​الشركات العالمية​، وصرف ملايين الموظفين ما لم تتدخل الحكومات في عملية الإنقاذ، تبقى شركة "طيران الشرق الأوسط-الخطوط الجوية ال​لبنان​ية" صامدة في مواجهة تداعيات وباء "كورونا"، الذي تسبب إما بإفلاس كبريات ​شركات الطيران​ العالمية، وإما في ​تسريح​ ملايين العاملين في هذا القطاع، أو أقله وقف رواتب ملايين الموظفين.

وتنطلف شركة "طيران الشرق الأوسط" في مواجهة تداعيات "كورونا" من قاعدة صلبة، أسسها رئيس الشركة الحالي ​محمد الحوت​ بدعم مباشر من حاكم "مصرف لبنان" رياض سلامة، وهذه القاعدة وفرت للشركة خلال السنوات الماضية بفعل سياسة مجلس إدارة الشركة إحتياطاً مالياً يقارب المليار دولار أميركي، من هنا يؤكد رئيس الشركة محمد الحوت، أن مخزون الشركة المالي سيضمن تأمين رواتب وأجور العاملين في الشركة من طيارين وموظفين، كما يحول دون إقدامنا على صرف أي موظف بخلاف ما أقدمت عليه شركات الطيران العالمية.

كما يسجل لشركة الطيران الوطنية على رغم الوضع الراهن المأزوم في قطاع الطيران في العالم، مساهمتها الفعالة والإيجابية على مستوى مشاركتها للحكومة في عملية إجلاء اللبنانيين المتواجدين في الخارج من مغتربين وطلاب.