قدّم ​وزير العمل​ في حكومة تصريف الاعمال ​كميل ابو سليمان​ اقتراحاً "بالاتجاه نحو ​​صندوق النقد​​ الدولي، انطلاقا من دوره التمويلي، للبحث معه في امكانية مساهماته في وضع حلول للأزمة ال​مالي​ة التي يمر بها ​لبنان​".

وأشار أبو سليمان في مقابلةٍ صحفية، إلى أن "لبنان بحاجة إلى ​السيولة​، ولا يوجد جهة قادرة على توفير هذه السيولة سوى ​صندوق النقد الدولي​"، مقترحاً "التواصل معه بطريقة مباشرة، مع العلم أن ما من شيء يضمن أنه سيقبل بتلبية هذه الحاجة، أما اذا قبل فإنه طبعاً سيضع شروط، منها وجود حكومة فاعلة".

وأضاف، "اختصاراً للوقت وفي انتظار أن تؤلف ​الحكومة​ العتيدة وتنال ثقة ​المجلس النيابي​، فإن من واجبات حكومة تصريف الأعمال، في ظل الأزمة الحادة الحاصلة، أن تبدأ بمخاطبة الصندوق".

بالتوازي، رفض أبو سليمان اعتبار اللجوء إلى صندوق النقد "ضمن إطار مؤامرة أميركية"، معتبراً أنه "لو كان الامر صحيحاً لما لجأت إليه ​سوريا​ حين واجهت مشاكل في العام 1998"، موضحاً أن "الصندوق هو هيئة مخوّلة لدارسة وضع يشبه ما يمر به لبنان". وأكمل، "على اي حال اذا كانت الشروط لا تناسبنا فالخيار يعود لنا"، محذرا أنه "كلما تأخر الوقت، كلما استهلكنا السيولة الخفيفة المتبقية".

ورأى أبو سليمان، انه "حتى ولو قررت ​الدول العربية​ وضع ودائع في لبنان، سيكون ذلك ايضا ضمن خطة تتولى جهات معينة وخبيرة ادارتها"، معتبرا انه "لا يوجد اي دولة يمكن ان تؤمّن للبنان ادارة اي مبلغ مالي، لا سيما بعد عدم التزامه بالوعود".

وفي هذا الإطار أكد الوزير أن "الجهة المخوّلة للتخاطب مع الصندوق هي حاكم ​​مصرف لبنان​​ او وزير المال، مع تأمين التغطية السياسية لهما"، لافتاً إلى أن "هذه الخطوة في البداية يمكن ان تكون استشارية، وطلب رأي الصندوق، وهذا ما قد يستغرق ربما شهرين من الدرس و​النقاش​ بين الطرفين، على ان يكون القرار حين تؤلف الحكومة العتيدة"، مشيراً الى "اننا نستنفد ما تبقى من السيولة في البلد، والشركات تقفل تباعا"، محذرا من "هدر الوقت حيث قد نصل الى يوم تكون قد اقفلت فيه كل الشركات في البلد، ونحن في لبنان خبراء في مضيعة الوقت".

وفي هذا الاطار، اشار ابو سليمان الى "ضرورة وضع قيود على ​التحويلات المالية​ الى الخارج وذلك من اجل حماية موجودات المصارف خارج لبنان، حيث لا يوجد غطاء قانوني اليوم لعدم الدفع، بمعنى ان البيان الذي صدر عن ​​جمعية المصارف​​ كان يفترض ان يصدر عن مصرف لبنان، ووقف الاستنسابية، اذ يصبح هناك معيار واحد للتحويل يتساوى امامه الجميع، والسماح للـ new ​money​ بالدخول الى لبنان على شكل تحويلات تأتي الى الداخل".

وشدد على ان "هذه الضمانة لا تأتي من فريق خاص اي جمعية المصارف، بل يجب ان تكون ضمانة رسمية من قبل مصرف لبنان"، مشيراً الى أن "هناك عدة خيارات كان يجب اللجوء اليها منذ اليوم الاول للازمة".

وعن شكوى القطاعات الخاصة الانتاجية من فقدان السيولة، أكد أبو سليمان على أن "قيود التحويل لا يجب ان تمنع التحويل، بل تحدّد الاولويات كاستيراد المواد الاولية"، لافتاً الى أنه "من هنا لم يعد ترفاً بل من الضرورة تشجيع ​الصناعة​ اللبنانية". وردا على سؤال حول ما اذا كان ال​افلاس​ يطرق باب لبنان، أشار ابو سليمان الى أن "لا شيء اسمه افلاس بالنسبة الى الدول، بل تعثّر في الدفع وتسديد المستحقات"، معتبراً أن "الافلاس" كلمة غير دقيقة، فالشركة تقفل ابوابها وانتهى الموضوع، انما هل يمكن لدولة ان تقفل ابوابها؟ لكن من المؤكد اننا امام ​ازمة اقتصادية​ ومالية واجتماعية تحتاج الى حلّ شامل وسريع".