اتهمت سلطات في مدينة أتلانتا الأميركية شركة "​غوغل​" باتباع ممارسات ملتوية لتحسين برنامج التعرف على الوجوه. ويتحرى النائب العام في المدينة صحة ما نقلته تقارير عن أن متعاقدين مع شركة "غوغل" قاموا باستدراج مشردين من ذوي البشرة السمراء لمسح وجوههم لتحسين تقنية التعرف على الوجوه لدى "غوغل".

وأرسلت شركة توظيف لصالح "غوغل"، بمتعاقدين إلى مدن أميركية للحصول على صور وجوه ذوي البشرة السمراء من المشردين وغيرهم، وكان استهداف المشردين بغرض كونهم الأقل فرص في التحدث مع وسائل الإعلام حول القضية.

وأرسلت النائب العام في أتلانتا نينا هكسون، رسالة إلى "غوغل" للتحري عن هذه القضية التي يتم فيها استغلال فئة ضعيفة لتعزيز مصالح شركات تجارية والتهديد باتخاذ اجراءات ضد "غوغل" بحسب الرسالة.

ويأتي ذلك في ما يتزايد استخدام برامج التعرف على الوجه لتقييم المرشحين للوظائف خلال مقابلات التوظيف بالفيديو وتستخدمها حاليا شركات عالمية مثل "يونيليفر" في ​السعودية​ ودول عدة أخرى.

ويقوم برنامج التعرف على الوجوه من شركات مثل "Hirevue"، بقراءة تعابير الوجه واللغة واللهحة لتقييم المرشح للوظيفة. ويقول مدير التقنية في "هاير فيو" أن هناك حوالي 350 عنصر من طريقة الحديث واستخدام اللغة ونبرة الصوت وطول الجمل والضمير المستخدم في الحديث - "أنا" أم "نحن". ومثلا لو كان المرشح يسعى لوظيفة مبيعات وكان أسلوب حديثه بطيئأ فلن ينظر لطلبه لأن الناس الذين سيحاول التواصل معهم لعمليات البيع لن يبقوا على الهاتف بانتظار إكماله لحديثه، كذلك حال من يتحدث بسرعة وبمعدل 400 كلمة بالدقيقة فلن يفهم من يسمعه ما يقولوه، كذلك تبرز أهمية الفهم العاطفي.

وتعتمد الخوارزميات في الذكاء الاصطناعي للتعرف على الوجوه تسجيل الأنماط الشائعة التي تم تدريبها على تحليلها مما يرسخ تحيزات محددة مثل لون البشرة، ويربط النظام بين الصوت الثابت أو الابتسامات بالتعاطف، لكن ذلك يضر بذوي الحالات الخاصة ممن يعانون من أمراض أو ذوي الاحتياجات الخاصة أو أي هيئة أو طريقة حديث غير مألوفة بالنسبة للبيانات التي تدرب عليها البرنامج، ما يؤدي إلى تحيز ضد فئات عدة جرى إهمالها في معطيات البرنامج السابقة وبالتالي حدوث أضرار كارثية ضد تلك الفئات.

ولهذا السبب، تحاول "غوغل" تحسين برنامج التعرف على الوجه بعد انكشاف اعتماده الزائد على أصحاب البشرة البيضاء وفشله في تحديد جنس ذوي البشرة السمراء وغير البيض.