أشارت وكالة "بلومبرغ" الأميركية إلى أن روسيا أصبحت تلجأ بصورة متزايدة إلى استخدام عملات رئيسية مثل العملة الأوروبية الموحدة اليورو بجانب عملتها المحلية الروبل، في إتمام معاملاتها التجارية كبديلة للدولار من أجل "تقزيم" دور العملة الأميركية في التجارة العالمية وتخليص الاقتصاد الروسي تدريجيا من الاعتماد على العملة الخضراء، ومن ثم تجنيب البلاد أية أضرار قد تنجم عن العقوبات الأميركية.
وذكرت "بلومبرغ"، في سياق تقرير لها، أن نسبة المعاملات التجارية الروسية المقومة بـ"اليورو" ارتفعت في الربع الرابع على التوالي، مقابل تراجع مثيلتها المقومة بالدولار، وفقا لبيانات "البنك المركزي الروسي"، حيث باتت الأفضلية لليورو الآن أمام دوائر صنع القرار الروسي من أجل صفقات التجارة مع دول الإتحاد الأوروبي والصين، كما يشهد اعتماد موسكو على العملة المحلية زيادة مطردة في الأشهر الأخيرة في إطار تعاملاتها التجارية مع الهند.
وأضافت أن موسكو باتت قرب قوسين أو أدنى من استبدال الدولار بالعملة الأوروبية الموحدة في صادراتها إلى دول الاتحاد الأوروبي بصورة نهائية، حيث شهدت نسب الصادرات المقومة باليورو ارتفاعا بنسبة 42% في الربع الأول من العام مقابل 32% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
كما شهدت حصة اليورو ارتفاعا ملحوظا في التبادل التجاري القائم حاليا بين روسيا والصين- والمقدرة قيمته بنحو 108 مليارات دولار- لتصل إلى أكثر من الثلث في الربع الأول من العام، مقابل نسب منعدمة تقريبا في العام الماضي.
وتقول الخبيرة الاقتصادية بمجموعة "رينيسانس كابيتال" في موسكو، صوفيا دونتس:" هذا التحول، الذي يغطي مبيعات السلع وعقود حكومية ضخمة، أصبح متسارع الخطى بدعم التطور الذي تشهده البنية التحتية للمدفوعات في البنك المركزي الروسي والمقرضين الآخرين.
ولفتت "بلومبرغ" إلى إن التحول الأكبر في معاملات روسيا التجارية يتجلى واضحا في تلك القائمة مع الهند - والتي تقدر بنحو 11 مليار دولار- حيث شكل الروبل الروسي ثلاثة أرباع إجمالي التسوية في الصادرات بين السوقين الناشئين، بعد أن اتفقا على طريقة دفع جديدة من خلال عملاتهما الوطنية لصفقات الأسلحة المقدرة بمليارات الدولارات.