تشير احدى الدراسات الى ان حوالي 66% من المواليد في فترة (1995-2005) يقولون ان الالعاب هي هوايتهم المفضلة والرئيسية، والتي تفوقت في الاونة الاخيرة على مشاهدة ​التلفزيون​، واظهرت الدراسة ان 53% من الاشخاص الذين يتراوح اعمارهم بين 23 و36 عاما يدفعون الاموال مقابل خدمات الالعاب في مقابل 51% فقط الذين يدفعون مقابل خدمات الكابل او التلفاز.

فلماذا تعتبر الألعاب جذابة للغاية وتساهم في انخراط اللاعب بها ؟

تعتبر الالعاب جذابة نظرا الى انها توفر إحساسًا بالتقدم، حيث تقوم على مبدأ التقدم واعطاء اللاعبين خريطة توضح نسبة اكمال اللعبة وخط السير منذ بداية اللعب والى اي مدى وصلوا وما تبقى من مراحل لانجاز اللعبة او المهمة، كما تساهم الالعاب الكترونية في تحسين مهارات اللاعبين وفي المقابل فان مشاهد التلفزيون تغيب عنه هذه الخاصية والاحساس بالمشاركة والتقدم.

ولذلك فان التقدم في العمل يعتبر امرا مجديا كثيرا، وفقا للمؤلفة المشاركة في كتاب "مبدأ التقدم" تيريزا أمابيل: التي تشير الى اهمية استخدام المكاسب الصغيرة لإشعال الفرح والمشاركة والإبداع في العمل.

وعلى العكس من ذلك فان شعور الموظف بالرجوع الى الوراء في العمل يقلل من مشاركته ويؤثر سلبا على التقدم الوظيفي ، واشار بحث اجرته امابيل على حوالي 600 مدير ان الاجراءات اليومية للمديرين والزملاء في العمل هي التي من شأنها ان تحدث فرقا في تحفيز او منع تقدم الموظف، وخلص البجث الى ان التقدم يشكل العنصر الابرز والاكثر تأثيرا على مشاركة الموظفين.

وهناك فجوة هائلة بين ما يحتاجه او يريده الموظفون وما يقدمه المديرون.

ما الذي يمكن أن يفعله المدراء لزيادة انخراط الموظفين في العمل ؟

البحث عن التقدم: وتوصي "امابيل" بخلق مناخ من الاهتمام ، حيث يبحث الجميع عن فرص لدعم تقدم بعضهم البعض وتغذية الأشخاص الذين يقومون بها".

تفصيل الأهداف: يجب على المدراء تقسيم الأهداف الكبيرة إلى أهداف أصغر يمكن تحقيقها ، حتى يتمكن الموظفين من تحقيق أقصى قدر من الإحساس بالتقدم.

الحركة الى الامام: سواء كان ذلك يحقق فوزًا بسيطًا ، أو التغلب على عقبة ، أو تعلم ​مهارة​ جديدة ، أو تحقيق انفراجة ، أو إكمال هدف ، فينبغي على المدراء أن يعترفوا بتقدم الموظف ويعكسوه.

الاجتماع أسبوعيا:يزيد احتمال مشاركة الموظفين في العمل 3.5 مرة عند إعطاء ملاحظات أسبوعية ذات معنى، كما يمكن للاجتماعات الأسبوعية أن تزود المدير بمعلومات أفضل حول مكان وزمان تقدم الموظف أو توقفه.

إنشاء أهداف محددة للغاية:حيث ان الغموض يوقف العمل ويمنع التقدم، ويجب استبدل ألاهداف العامة بأهداف محددة وأصغر ، حيث كلما كانت أهداف الموظف واضحة ومحددة ، فإنها تمكنهم من تتبع التقدم الذي أحرزوه والاحتفال به مما يخلق عاملاً أكثر استقلالية وإنتاجية ومشاركة.

وتقول "امابيل" في كتابها ان التقدم يعتبر مكونًا رئيسيًا ولكنه ليس الوصفة الكاملة لانخراط الموظفين وتحفيزهم، ومن أجل الحفاظ على اندماج الموظفين ، يتعين على المدراء تغذية روح الإنسانية من خلال الاعتراف بقيمتها وتشجيعهم عندما يصبح العمل صعباً، فان دعم الناس ودعم تقدمهم ليس مفهومًا غريبًا ، لكنه غالبًا ما يتم الاستهانة به وتجاهله.