أشار حاكم "مصرف ​لبنان​" رياض سلامة، الى ان "​الحكومة اللبنانية​ وضعت ​خارطة طريق​ نعتقد في المصرف المركزي انها عامل اساسي لمستقبل لبنان"، لافتا ايضا الى "اهمية الخطوة التي اتخذتها الحكومة بإقرار خطة ​الكهرباء​ وحالما يبدأ التنفيذ، سنشهد وفرا كبيرا في ​الموازنة​". 

وأضاف سلامة، خلال مؤتمر "​يوروموني​ 2019" المنعقد في فندق "فور سيزونز" في بيروت: "كما ان الموازنة خطوة مهمة جدا... نسبة النمو صفر حتى اليوم ولكن نرى نتائج ايجابية في الفترة المقبلة"، مؤكداً أن البنك المركزي يدعم مساع حكومية لخفض تكلفة خدمة الدين "لكن لم يتم الانتهاء بعد من إبرام اتفاق مع القطاع المصرفي بشأن إصدار سندات خزانة منخفضة الفائدة".

ومن جهة ثانية، أوضح ان "الحرب التجارية اثرت على النمو الإقتصادي العالمي لكن العالم لا يتجه الى ازمة مشابهة لأزمة العام 2008 لأن استراتيجيات ​المصارف المركزية​ تغيرت".

وردا على سؤال المحرر الإستشاري في "يوروموني" ريتشارد بانكس، الذي كان يجري الحوار مع سلامه خلال المؤتمر، اوضح سلامة ان "لبنان لم يتأثر بالحرب التجارية لأنه ليس لاعبا على الساحة التجارية العالمية الا ان اللبنانيين تأثروا، نتيجة تراجع تحويلات اللبنانيين الذين يعملون في بلدان تأثرت بالحرب التجارية".

وفي سياق آخر، تحدث سلامة عن أثر التكنولوجيا على القطاع المالي فقال: "من الواضح انه بعد هذا التطور للتكنولوجيا فإن المصارف ستغير طريقة عملها"، مشيرا الى انه "في لبنان سيكون بإمكان شركات التكنولوجيا المالية بترخيص من المصرف المركزي، مشيرا الى انه "من الأفصل ان يكون الأمر بالشراكة مع المصارف". 

وتابع: "نعمل على عملة رقمية يتم استخدامها من قبل شركات التكنولوجيا المالية والمصارف، الأمر الذي سيسهل اجراء المعاملات في وقت أسرع".

وعن عمل المصارف بعد 5 سنوات، اكد سلامة ان "عمل المصارف لطالما تغير وتطور عبر التاربخ وأن هذا ما سيحدث في الأعوام القادمة حيث ستطور عملها بما يلائم قيمتها المالية وتقييماتها".

وفي جلسة الحوار الثانية، لفت المدير العام لبنك "لبنان والمهجر"، أمين عواد، الى ان حديث الحكومة عن خفض العجز خطوة مهمة "الأمر كان مختلف جدا منذ عام ونصف فقط، حيث كان الطريق المتخذ سلبي من دون اي خطة او حلول". 

وأضاف عواد انه "كما قال سعادة الحاكم، النمو اليوم طفيف جدا، لكن الخطوات المزمع اتخاذها من قبل الحكومة ستؤدي الى تسريع عجلة الإقتصاد. وفي القطاع المصرفي نرى تطور كبير سينتج عن هذه الاجراءات". 

وأشار الى الاثر الإيجابي الذي ستشكله المرحلة المقبلة لما تحمله من "تنفيذ مقررات سيدر والتتقيب عن النفط والغاز، الشراكة بين القطاعين العام والخاص بالإضافة الى تطور قطاع المعرفة".

وينعقد مؤتمر "يوروموني لبنان" في بيروت، تحت عنوان "استكشاف المستقبل المالي - Navigating the Financial Future"، لاستطلاع فرص لبنان في الاستفادة من التغييرات الأساسية التي تجتاح هذه الصناعة. يستضيف المؤتمر هذا العام، صناع قرار، ومبتكرون، ومحترفون، وتقنيون للنظر في كيفية الانتقال نحو عالم الخدمات المالية الجديد وكيفية التحول الرقمي في القطاع المالي.

ومن بين المتحدثين فيه: مؤسس ورئيس مجلس إدارة "ون ونث بليس" ألكسندر هاركوس، الرئيس التنفيذي لشركة "سبيد" سامي أبو صعب، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة "HedgeGuard" عماد وردة، نائب رئيس مجلس إدارة هيئة أسواق المال فراس صفي الدين، والرئيس التنفيذي لمشروع "هيذر" توماس كاروثرز.