بدأت عام 2001 سلسلة من ​جرائم القتل​ المخيفة في ​شيكاغو​ الأميركية، واستمرت لسنوات دون أن تتمكن الشرطة من فك لغزها أو العثور على القتلة، وتم إغلاق أكثرية تلك القضايا. وكانت الدولة تعتقد آنذاك أن معظم الضحايا كن يعملن في الدعارة أو في تجارة المخدرات، خصوصاً وأن آثار اعتداءات جنسية برزت على أجسادهن في غير حالة. وطرحت أيضاً فرضية القاتل المتسلسل دون التأكيد عليها.

وأكثرية الضحايا اللواتي سقطن من النساء سمراوات البشرة، وتم قتل الأغلبية بينهن إما عبر الخنق وإما عبر الشنق، ورميهن في أبنية مهجورة بعيدة أو في حاويات النفايات في مشهد يذكر بأفلام الرعب.

واليوم، بعد نحو عقدين على وقوع تلك الجرائم، يأمل أهل الضحايا في التوصل إلى تفسير ما لإنهاء حدادهم، حيث عرضت إحدى المنظمات الوطنية، التي لا تبغي الربح، مساعدة الشرطة في العثور على روابط بين الضحايا والجرائم. وتستخدم المنظمة تقنية للمرة الأولى في هذا النوع من التحقيقات، حيث ستعتمد على إحدى الخوارزميات التي صممت أساساً بهدف حل ألغاز الجرائم. والخوارزميات، كما أصبح شائعاً ومعروفاً اليوم، هي برامجُ جبارة بدأت تستخدم بشكل أكبر في عالم الديجيتال لأهداف متعددة.

وتعمل مجموعة أطلقت على نفسها اسم "مشروع محاسبة القاتل" على تحليل الجرائم في جميع الولايات المتحدة لا شيكاغو وحدها، وهي ساعدت كثيراً في حل قضايا جرمية وقعت في السابق.

ويقول المسؤول عن المجموعة توماس هارغروف: "عندما أدخلنا بيانات آلاف الضحايا الذين سقطوا بسبب جرائم القتل في شيكاغو إلى البرنامج، قام بتقسيمها بحسب المعطيات، وصنف 51 منها في نفس الخانة، وهي تتشابه مع الحالات أمامنا".

وقدم هارغروف النتائج للشرطة في عام 2017 وهي كانت مترددة بإعادة فتح الملفات ولكنها رضخت أخيراً تحت ضغط الناشطين. ولم تذكر الشرطة حتى الآن إحراز أي تقدم في العمل.

والجدير بالذكر أن مجموعة هارغروف نجحت أيضاً بالكشف بفك لغز قتل 15 امرأة في إنديانا في العام 2010، حيث قادت البحوث التي قدمتها إلى العثور على رجل اعترف بقتل 7 نساء منهن.