ستيفانو فلاحة​ هو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "Fallound"، البالغ من العمر 20 عامًا فقط!

إنه شاب عصامي، رسم طريق نجاحه بثبات منذ عمر المراهقة، حيث حقق في سن العشرين، ما لم يحققه الكثيرون طوال فترة حياتهم!

فقد قاده عقله إلى تنفيذ فكرة فريدة، تم طرحها في السوق، وأثبتت نجاحها، اذ أنها قامت بتلبية حاجة المستهلكين ونالت اهتمامهم، وذلك رغم المنافسة الواسعة الموجودة محليا، إقليميا وعالميا.

أما نجاحه السريع، ونشاطه الفعال، وطموح اللامحدود، فهي عوامل أتاحت له المجال لكي يكون اسمه موجودا بين أفضل رواد الأعمال اللبنانيين والعرب والعالميين.

شارك فلاحة في تحكيم مسابقات دولية للشركات الناشئة، كما تناولت الصحافة العالمية نجاحاته كرائد أعمال شاب في الشرق الأوسط. وبالاضافة الى ذلك، ألقى محاضرة في "TEDx" في حرم "SciencesPo" في مدينة نيس الفرنسية. وحاضر في "المنتدى الرقمي الـ14" الذي نظمته "Arabian Business".

وكان متحدثا رئيسيا في العديد من الأحداث المتعلقة بالشركات الناشئة مثل إطلاق "Facebook Developers Circle" في بيروت، والنهائيات الإقليمية لجوائز "Hult"، ومؤتمر الهندسة وريادة الأعمال السنوي الذي تنظمة "الجامعة الأميركية في بيروت".

كما حصل على جائزة "Outstanding Entrepreneur Award"، وذلك للمرة الأولى منذ عام 1891 في تاريخ مدرسة "IC" التي أنهى فيها فلاحة دراسته الثانوية. وظهر على غلاف مجلة "Arabian Business"، وتم ترشيحه لنيل جائزة "رائد الأعمال الشاب" (Young Entrepreneur of the Year) التي تقدمها المجلة.

وبعمر 16 عامًا فقط، صُنف بين أفضل 20 رائد أعمال لبناني، كما أنه اسمه موجود حاليا في قائمة أفضل رواد الأعمال الطلاب في العالم. ومؤخرا ظهر في قائمة "فوربس"، "30 under 30" لعام 2019. وفي الوقت الحاضر، لا زال يتخصص في مجال هندسة الكمبيوتر في الـ"AUB".

فلنتعرف أكثر الى رائد الأعمال اللبناني ستيفانو فلاحة، في هذه المقابلة الحصرية مع "الاقتصاد":

- من هو رائد الأعمال ستيفانو فلاحة؟

بدأت فكرة "Fallound" كشبكة اجتماعية شبيهة بـ"تويتر"، تتيح متابعة الأشخاص، ومشاركة الأفكار والنشاطات، ولكن من خلال المقاطع الصوتية بدلا من الكتابة.

ولكن بعد أن قمت بتطوير هذه الفكرة وتشفيرها، لاحظت أن الأمور لا تسير كما أردت. وبالاضافة الى ذلك، بعد أن أصبح المنتج جاهزا، اكتشفت أن الناس يريدون الاستماع الى المتحوى، وليس مشاركة هذا المحتوى!

ومن هنا، عمدت للاستعانة بمصادر خارجية لإعادة بلورة المشروع. فركزت أكثر على موضوع المدونات الصوتية (podcasts)، وتواصلت مع المستخدمين الذين كانوا يستعينون بالنسخة القديمة، واكتشفت أن غالبيتهم يستخدمون التطبيق خلال القيادة.

وبالتالي أصبح "Fallound" بمثابة تطبيق وبرنامج خاص بالسيارات، يتصل بأنظمة الملاحة من أجل تجميع وتسجيل الملفات الصوتية بناءًا على وقت المستخدم واهتماماته.

- ما هي الصفات التي ساعدتك على النجاح وتحقيق الشهرة في هذا العمر الصغير؟

المكوّن الأساسي هو العمل الجماعي، فنحن نشكل فريقا مكونا من 7 أشخاص، يتمتع كل واحد منا بمهاراته وخبراته وإمكانياته الخاصة. أما مجموعة هذه العوامل، فأتاحت لنا الوصول الى ما نحن عليه اليوم.

ولا بد من الاشارة الى أن ظهوري في "فوربس"، لا يمثل ستيفانو فلاحة بمفرده، بل كل عضو من أعضاء الفريق.

- ماذا يعني لك أن يرد اسمك في مجلة "فوربس" العالمية؟

ظهور اسمي في مجلة "فوربس" يعطي مصداقية أكبر للشركة. أما بالنسبة لي شخصيا، فإن هذا الأمر يثبت أننا كفريق واحد، نعمل على مشروع واعد جدا.

فالعلاقات العامة الشخصية ليست مهمة بقدر أهمية العلاقات العامة للشركة؛ سواء كان ذلك ممثلاً عن طريق اسمي أو عن طريق اسم "Fallound".

- الحياة العملية مليئة بأمور غير متوقعة، كيف عالجت هذا الواقع؟

نواجه تحديات جديدة بشكل يومي، ولكننا نتغلب عليها دائما بشكل سريع وذكي، وذلك بسبب المهارات المختلفة الموجودة داخل فريق العمل.

اذ نسعى الى تبادل الأفكار، وإيجاد الطرق المختلفة لتحقيق التقدم في الشركة.

وإحدى المشاكل الأساسية التي نواجهها، تكمن في تأمين التمويل. ولكن لحسن الحظ، نجحنا في الحصول على مبلغ قدره 125 ألف دولار من الحكومة القطرية، واتحاد كرة القدم (FIFA)، والـ" Angel Investors"، أي الأفراد الذين يضخون رأس المال للشركات الناشئة، مقابل حقوق الملكية أو الديون القابلة للتحويل. فقد تعاونت "Fallound" مع "FIFA WorldCup 2022"، بهدف إيصال أخبارهم الرياضية إلى أكثر من 100 مليون مستخدم، ومع واحدة من أكبر مشغلي شبكات الهاتف النقال في أفريقيا، بهدف تعليم أكثر من 6 ملايين شخص، من خلال نشرات الـ"بودكاست" التعليمية.

- هل واجهت أي تمييز في إطار العمل بسبب عمرك الصغير؟

في بداية المسيرة، واجهت هذه المشكلة، اذ اعتقد الناس أن ما أٌقوم هو مجرد مشروع مؤقت. ولكن بعد أن فزنا بمسابقات عدة، وحصلنا على التمويل من جهات معروفة، واكتسبنا مصداقية كبيرة، نجحنا في نيل ثقة الناس.

- هل تشعر بأي تقصير في الجانب الاجتماعي من حياتك بسبب عملك؟

لا أشعر بالتقصير على الإطلاق، وذلك لأنني أنظم أوقاتي بحكمة، مع أصدقائي وعائلتي وشركتي، من أجل إعطاء الوقت الكافي لكل جانب من حياتي.

وبالاضافة الى ذلك، فإن عملي مرتبط بشكل كبير بالناحية الاجتماعية، ففي نهاية المطاف، أركز كثيرا على التواصل مع الناس؛ فالتقدم متعلق بمن أعرف، وليس ماذا أعرف!

وبالتالي أخصص الكثير من الوقت للمشاركة في المناسبات الاجتماعية، من أجل التعرف الى المزيد من الأشخاص.

- ما هي طموحاتك ومشاريعك المستقبلة؟

كل طموحاتي في الحياة مرتبطة بـ"Fallound"، فقد دخلنا مؤخرا في شراكة مع شركات طيران، ومصنعين في أوروبا، وجهات متخصصة بالاتصالات في نيجيريا ولبنان والشرق الأوسط. ومن خلال هذه الشراكات نطمح لتحقيق المزيد من النمو، من أجل توسيع نطاق عمل الشركة، والوصول الى أكبر عدد ممكن من الأشخاص والمناطق.

- من قدم لك الدعم في مسيرتك؟

والدي ووالدتي كانا ولا يزالان من أكبر الداعمين لما أٌقوم به، فلطالما قدما لي كل التشجيع والنصائح اللازمة.

- ما هو الشعار الذي تتبعه في حياتك؟

لا أعتقد أن المستحيل موجود، عندما يحصل الشخص على فريق العمل الجدي، ويتسلح بالتفكير الصحيح. اذ أن أي حلم قابل للتحقيق مع الأشخاص المناسبين، والمهارات المناسبة، والمعرفة الصائبة؛ فمن خلال هذه العوامل، يمكن حلّ أي تحدٍّ أو مشكلة.

- ما هي نصيحة رائد الأعمال ستيفانو فلاحة الى جيل الشباب الذي ينتمي اليه؟

أنصح كل صاحب فكرة أن يتابعها حتى الوصول الى تحقيقها، وذلك بعد دراسة السوق المطلوب والمنطقة المستهدفة. فالانسان لن يخسر شيئا إن تابع أحلامه، بل على العكس سيعيش تجربة جديدة، وسيكتسب المزيد من الخبرات، وسيتعرف الى مختلف أنواع التحديات التي ستعلمه الدروس المفيدة للمستقبل.