نشرت رائدة الأعمال الأميركية سامانتا رادوكيا، مقالا هو الأسئلة الخمسة التي ينسى الكثيرون طرحها قبل اختيار شريك تجاري جديد.

فبمجرد أن تجد الشريك التجاري المناسب، تصبح العلاقة معه شبيهة بالزواج. وفي أفضل الشراكات، ستجد مستوى عميقًا من الوعي والثقة بأهداف جميع الأطراف وقيمهم، وذلك لأن كل المعنيين يستثمرون في بناء شيء ما على المدى الطويل.

وفي أسوأ الأحوال، يكون الشركاء غير موثوقين وغير مترابطين مع بعضهم البعض، والطرف الأول لا يعرف حقًا كيف ينظر الطرف الثاني الى المشروع المقصود.

ومن هنا، لا توجد طريقة مناسبة بالكامل للناس لكي يلتقوا، لكن الشيء الرئيسي الذي تعلمته رادوكيا من تجربتها في بناء أربعة شركات، هو أهمية أن يتحلى جميع الشركاء بعقلية منفتحة وغنية ومستقرة. اذ تحتاج إلى معرفة من أنتَ، وما الذي تريد جذبه، قبل أن تجد الشريك المناسب والفرصة المناسبة.

العثور على شريك العمل المناسب يشبه إلى حد كبير العثور على شريك الحياة: ستحتاج لمستوى عميق من الثقة لإنشاء شراكة طويلة الأجل!

والانطلاقة الجيدة تتمثل هي طرح هذه الأسئلة الخمسة قبل التعمق في أي شراكة:

1- ما هي دوافعك من هذه الشراكة؟

إنها في الواقع فكرة ذكية أن تسأل الشركاء المحتملين عن دوافعهم وقيمهم.

لماذا يهتمون بهذا المشروع؟ هل يحاولون بناء مشروع يساوي مليار دولار، أم أنهم يسعون فقط الى تسجيل أولادهم في الجامعات والتأكد من حصول الجميع على تأمين صحي؟

المناخ الحالي في عالم ​الشركات الناشئة​ يشجع عقلية النمو الثابت وغير المقيد؛ وهذا ما يؤدي الى تقدم أي شركة. فالنجاح هو مصطلح نسبي، لذلك عليك معرفة ما هو مناسب لك ولشريكك المحتمل أيضا.

فليس كل شخص يحاول بناء شيء لمجرد بيعه، كما أن أفضل الشركاء الذين عملت معهم رادوكيا في الماضي، كانوا يتسمون بالتواضع والوضوح حول دوافعهم وقيمهم. وبالتالي فإن فهم من أين يأتي كل شخص، وما هي أسبابك للعمل معه، هو أمر في غاية الأهمية من أجل تحقيق شراكة تجارية طويلة الأمد.

2- كيف تنظر الى تقسيم ملكية المشروع؟

هذا السؤال مهم جدا بالنسبة الى اتخاذ القرارات واستلام المسؤولية، وعندما يتعلق الأمر بالنسب المئوية للشركة التي سوف يمتلكها كل شخص.

ففي بعض الحالات، قد يطلق عليك الشريك لقب "المؤسس المشارك"، لكنه في الواقع يريد أن يوظفك فقط، ويمنحك 5% من الشركة، ويحصل منك في المقابل على أكبر نشاط ممكن في العمل؛ وبعض الناس لا يواجهون أي مشكلة في هذا الأمر، ولكن بالنسبة الى رادوكيا، فإن هذه العقلية تزعجها الى حد ما!

فإذا كنت مؤسسًا منفردًا، من المنطقي أن تضع جانباً الحصة الإضافية من الشركة لأعضاء فريقك. أما إذا كنت ضمن فريق مؤسس، فحاول أن يكون هذا التقسيم عادل قدر الإمكان؛ فأعضاء لفريق يركضون معا في سباق الماراثون الطويل، وليس في سباق قصير ومحدود. وعندما تتفاقم الأمور لأنك أعطيت شريكك نسبة أقل بـ5% على سبيل المثال، سوف تشعر حتما بالندم على هذا القرار.

بالنسبة إلى أي شراكة، من المهم أن تعرف مسبقا ما إذا كنت ستصبح شريكًا متساويا، أو إذا كان شخص واحد سيتمتع بفعالية ونفوذ أكبر من غيره.

3- ما هو المهم بالنسبة لك الآن؟

مع المهم جدا أن تعي تماما من هو الشخص الذي تتعاون معه، وما هو الهدف الذي تعملان من أجله. فالأشخاص يمرون في بعض الأحيان، بفترات من عدم الاستقرار أو الشك والقلق في حياتهم، ما يمكن أن يفسد شراكة تجارية جيدة.

فعندما بدأت رادوكيا مشروعها الثاني، لم تكن في أفضل مرحلة من حياتها. والأمر ذاته ينطبق على شريكها أيضا. وبالتالي لم يكن لديهما الوقت أو الطاقة للوصول الى درجة عالية من الثقة، ما عمل ضدهما منذ البداية.

ورغم أنه لا يوجد أحد مثالي، ولكن من الأفضل دائمًا أن تكون الشراكة مع أشخاص يتمتعون بحياة شخصية مستقرة. فليس عليك بالضرورة أن تتعمق في تفاصيلهم الحميمة، ولكن إذا كنت تقضي وقتًا كافيًا في التعرف على شخص ما، فيجب عليك أن تفهم عقليته وطريقة تفكيره في الوقت الحالي.

4- هل عملت خلال الأوقات الصعبة في الماضي؟

لا توجد شراكة تجارية بدون صعوبات. ولكن إذا عمل الشركاء مع بعضهم البعض بالاستناد الى شغف مشترك حول فكرة معينة، ومع الدوافع ذاتها، فبإمكانهم حل المشاكل كافة، عند ظهورها.

للحصول على شريك العمل المناسب، ستحتاج إلى عقلية مستقرة

ولسوء الحظ، من الممكن أيضًا أن تجد نفسك في موقف تصبح فيه هذه المشاكل غير قابلة للحل ولا يمكن التغلب عليها.

في واحد مشاريع رادوكيا السابقة، استعانت أحد الصناديق الاستثمارية بفريقها المؤسس لبناء شركة معينة. وبينما نمت هذه الشركة ووجدت منتجا مناسبا للسوق، عانت في المقابل من العديد من المشاكل الثقافية والاجتماعية، بسبب محاولات عدة لبناء الثقة داخل فريق القيادة.

وقد شكل هذا الأمر صعوبة كبيرة، لأنه لم يكن لأي فرد من الفريق تجربة سابقة مع الأعضاء الآخرين، وتم وضع الجميع، بشكل فوري، في حالات الضغط العالي؛ فاتخاذ القرارات الصعبة هو تحدي صارم للغاية، حتى على أقرب مجموعة من المؤسسين.

ومن هنا، لم يتمكنوا ببساطة من بناء المستوى اللازم من الثقة. والأهم من ذلك، أنه تم توظيفهم جميعًا من قِبل شخص آخر، بدلاً من التعاون معًا حول أهداف محددة وواضحة ومشتركة.

5- ما هي أهدافك على الصعيد الشخصي والمهني؟

يجب أن تفهم من أين يأتي الشريك التجاري المحتمل، وأين يرى الشركة في المستقبل. ولحسن الحظ، يمكن لهذا السؤال أن يكشف أكثر من مجرد "أهداف".

فقد كانت رادوكيا على اتصال مؤخرًا مع شريك محتمل، ولاحظت خلال فترة قصيرة بعض النقاط السلبية في سلوكه - التواصل الخاطئ، الاتصال في جميع الأوقات، إرسال العديد من رسائل البريد الإلكتروني المفاجئة،... ولهذا السبب سألته بصراحة تامة، عن أهدافه لهذه الشركة. فقاطعها على الفور، وقال أن سؤالها غير مناسب؛ وهذا الرد كان بحد ذاته إجابة!

ففي بعض الأحيان، يمكن أن تعرف على الفور مدى توافقك مع شخص ما، ولكن في حالات أخرى، قد لا يكون من الواضح ما إذا كانت هذه الشراكة مناسبة لك أم لا.

وفي العادة، من الأسهل طرح الأسئلة الصعبة بشكل مباشر وصريح. فالطريقة التي يتفاعل فيها شريكك المحتمل مع الصراحة، تعد مهمة جدا. وهذه الأسئلة ستكون أكثر من كافية لاتخاذ قرارك.