عندما يتعلق الأمر بالمال، كما هو الحال مع العديد من النقاط الأخرى، فإن الرجال والنساء يتعاملون مع الموضوع بطريقة مختلفة!

وعلى الرغم من أن الأدوار التقليدية للجنسين تتغير مع مرور الأيام، إلا أن العديد من ​الأزواج​ لا يزالون ملتزمين بها؛ فالرجال يأخذون زمام المبادرة بشكل عام في ما يتعلق بالشؤون المالية، بينما النساء يأخذن الدور الأقل نشاطا.

وكشفت دراسة حديثة صادرة عن "UBS Global Wealth Management"، أن 58% من الإناث يتركن هذه الخيارات الحاسمة لشركائهن من الذكور. ولكن هذه العادة السيئة قد تؤدي إلى تعريض النساء الى الخطر على الصعيد المالي، وخاصة في حالة الطلاق أو وفاة الزوج.

وفي المقابل، عندما يعمل الأزواج سويًا على تحقيق أهداف مالية طويلة الأجل، سوف تتحسن الآفاق والنظرة المستقبلية، وستتحلى النساء بثقة أكبر حول مستقبلهن.

ومن هنا، قدم الخبراء بعض النصائح حول كيفية بناء تواصل صحي بين ​المرأة​ والرجل، حول الشؤون المالية:

1- الانطلاق بخطوات صغيرة:

محادثات المال يجب أن لا تكون طويلة، ويمكن أن تمتد من 5 الى 10 دقائق فقط، وذلك بحسب خبيرة علم النفس المتخصصة في الثروات في شركة "KBK Wealth Connection "، كايتلين برنز كينغزبوري، التي نصحت بالبدء في مناقشة الأفكار والمعتقدات حول المال.

وقالت: "تأكد من الأخذ بعين الاعتبار قاعدة أساسية واحدة: أن لا أحد مخطئ".

2- التركيز على عامل المشاركة:

قد يكون من المغري بالنسبة الى الزوجة أو الزوج على حد سواء، أن يجلس في المقعد الخلفي، ويترك للشريك الآخر مسؤولية الاهتمام بالأمور كافة. ومع ذلك، ينبغي على الزوجين معرفة ما يحدث في جميع الأوقات.

اذ قالت كينغزبوري: "من الجيد التقسيم في مكان ما، لكن على الشريك البقاء دائما على اطلاع، ومن هنا يجب التأكد من تحديد موعد شهري حتى يتسنى للزوجين تقييم مكانتهما المادية".

3- الاستعداد لتقديم التنازلات:

غالبا ما يصل الأزواج إلى طريق مسدود عندما يملكون موارد محدودة وأهداف مختلفة؛ فقد يريد أحد الطرفين شراء سيارة جديدة، في حين أن الآخر يرغب في إعادة تزيين المعيشة.

وما يحدث غالبًا، أنهم يقررون القيام بالخيارين معا، ما يؤجل تحقيق المشاريع، ويزيد الأمر سوءًا.

وبدلاً من ذلك، يجب أن يحاولوا التوصل إلى خطة للأهداف التي عليهم معالجتها، بالاضافة الى ترتيب الأولويات معًا.

4- الاهتمام بالقيم:

بينما كان الزوج يخطط لشراء منزل ثانٍ، كانت الزوجة مترددة في المضي قدماً في هذا القرار، وعندما شاركت شكوكها أخيرًا مع زوجها، استمرت المحادثة حتى ساعات الصباح الأولى. أما السبب فهو أن الزوجة أرادت التأكد من إمكانية دفع تكاليف تعليم الأولاد، بينما الزوج من جهته، يتوقع أن يدفعوا هذه التكاليف بأنفسهم، كما فعل بدوره.

وكان قد مضى على زواجهما حوالي 10 سنوات، قبل أن يدركا وجود هذا الصراع في القيم.

ومن هنا، تجدر الاشارة الى أن الوقت سيكون مناسبا دائما للبدء بمناقشة التوقعات حول الأموال، وكيفية صرفها.

فعند مناقشة خطط عطلة نهاية الأسبوع - مثل الاختيار ما بين الذهاب إلى حفلة موسيقية أو لممارسة التزلج - اسأل شريكك عن ما يفضله، وعن العوامل المالية التي تؤثر على هذا القرار. وبهذه الطريقة، يمكنك التعرف مع مرور الأيام، على أفكار الشخص ومعتقداته حول الأمور المالية.

5- التفكير على المدى الطويل:

لا يمكن تغيير طريقة التواصل بين الأزواج حول المواضيع المالية، بين ليلة وضحاها. وبالتالي اذا وصلت الأمور الى مراحل حرجة، وبدأ الزوجان بإلقاء اللوم على بعضهما البعض، يجب عدم التردد في الحصول على فترة استراحة قصيرة؛ فالأمور لن تحل في محادثة واحدة!

"نحتفظ بالكثير من الأموال في المصارف في حين أنه علينا استثمارها في الأسواق"

وفي العودة الى كيفية تولي المرأة مسؤولية أموالها، أوضحت الصحافية والكاتبة التي نشرت كتاب "Women With Money"، جان تشاتسكي، الى أن كل امرأة، في مرحلة معينة من حياتها، ستجد نفسها وحيدة. وبغض النظر عن النساء اللواتي تطلّقن أو لم يتزوجن أبدا، يبلغ متوسط عمر الترمل 59 عامًا، وفقًا لمكتب الإحصاء في ​الولايات المتحدة​، حيث تعيش العديد من النساء لمدة عقد أو أكثر بعد وفاة الزوج.

ولمساعدة النساء على التحكم في مواردهن المالية بنجاح، تشجع تشاتسكي على الاستثمار بثقة، بدلاً من تخزين الأموال في حساب توفير ذات عوائد منخفضة. ففي حين أن الاستثمارات النقدية ذات "المخاطر الصفرية" مناسبة تمامًا للاحتياجات قصيرة الأجل، مثل صندوق الطوارئ، قد يخسر المدخرون بهذه الطريقة، أموالهم على المدى الطويل بسبب زيادة معدل التضخم.

ومن هنا، فإن الخطوة الأولى تقضي بجعل المدخرات أولوية، وتوفير حوالي 15% من كل ما تكسبه المرأة، ووضع هذه الأموال في "صندوق المؤشر" (index fund)؛ وهو نوع من صناديق الاستثمار المشتركة، مع محفظة تم إنشاؤها لمطابقة أو تتبع مكونات مؤشر السوق.

اذ ليس من الضروري أن تسعى المرأة الى تداول الأسهم بنشاط، بحسب تشاتسكي، وما عليها سوى الانتباه إلى نهج صندوقها في ما يتعلق بالتحول من الأسهم إلى السندات.

أما الخطوة الثانية، فتتمثل في اختيار صندوق ينتقل تدريجيًا من الاستثمارات ذات المخاطر العالية إلى خيارات أكثر تحفظًا، مع اقتراب المرأة من موعد التقاعد.

ومن ثم، عليها زيارة محفظتها بشكل دوري، وإعادة التوازن بحسب الضرورة، للتأكد من أن طريقة تقسيم الأصول وتوزيعها، لا تزال تتماشى مع أهدافها القصيرة والطويلة الأجل.

وتشدد تشاتسكي على أهمية المستشارين الماليين ونصائحهم؛ اذ يمكن للمستشار المالي أن يلعب دورًا مهمًا في معالجة أي مخاوف مالية محددة، مثل تغيير الوظيفة، أو الانتقال، أو المرض، أو تغيير الحالة الاجتماعية، أو شراء أو بيع منزل، أو دفع تكاليف التعليم،...

وأضافت: "قد ينصحك مستشارك بزيادة معدل مدخراتك، وإعادة هيكلة الطريقة التي تسدد بها ديونك، أو سيساعدك على وضع استراتيجية لتجنب الضرائب، وكل ذلك بهدف توفير عوائد كمية."

فعندما يتعلق الأمر بإدارة الأموال، قد ترتكب المرأة أخطاء مالية حاسمة، تجعلها أكثر فقراً، كما أنها قد لا تقوم، في معظم الأحيان، بدور فاعل في اتخاذ القرارات المالية الكبيرة بهدف تحسين صورتهن المالية؛ وربما لا تدرك أنها تقوم بذلك.

ومن هنا، عليها التركيز على معالجة وضعها المالي منذ عمر مكبر، لكي تتجنب بعض المشاكل في المستقبل.