ناقش برنامج "الاسبوع الاقتصادي" الذي تعرضه قناة "France 24" قضية ​توقيف​ الرئيس التنفيذي لتحالف "​رينو نيسان​ ​ميتسوبيشي​" ​كارلوس غصن​ في ​اليابان​ بتهمة انتهاك القانون من خلال أعلانه على مدى عدة سنوات عن عائدات تقل عن مدخوله الفعلي، بالاضافة الى تهمة سوء سلوك مثل استخدام أملاك الشركة لغايات شخصية.

واستضاف البرنامج المستشار الاقتصادي و​رئيس جمعية​ ​رجال الاعمال​ اللبنانيين في ​فرنسا​ انطوان منسّى الذي اشار الى ان "غصن يحمل اليوم اسم كارلوس سان وهي تعطى للشخصيات الكبيرة وفائقة الطبيعة، لانه شخص اجنبي أتى الى اليابان وأنقذ أكبر شركة سيارات في العالم بعد ان كانت مفلسة."

واضاف منسى "في سنة 1999 كانت الشركة قد قدمت أوراقها الى كل من فورد و​مرسيدس​ كي تدخلان معها في اندماج وتقومان بشرائها ولكنهما رفضتاها، وبعد ذلك دخلت رينو الفرنسية على الخط ووقعت اتفاقية تحالف مع نيسان، ومن ثم تقوم رينو بارسال افضل مهندسيها الى اليابان على رأسهم غصن ووضعوا ​خطة عمل​ لمدة 3 سنوات، ولكن وخلال سنتين تمكنت رينو من مساعدة نيسان على الوقوف مجددا على رجليها".

من جهته، اشار استاذ ادارة و​ريادة​ الاعمال في مدرسة "ايسيك" حميد بوشيخي الى ان "تحالف رينو  نيسان ميتسوبيشي فقد التوازن وخاصة ان حجم نيسان اكبر من حجم رينو وارباح الاولى افضل بكثير من ارباح الشركة الفرنسية وقد وجدت نفسها في وضع غير متوازن، وخاصة ان رينو تملك 43% من ال​اسهم​ في الشركة اليابانية فيما ان نيسان تملك 15% من اسهم رينو"، لافتا الى ان "هذا التحالف غير متوازن وله علاقة بتوقيف غصن وخاصة وان هناك معلومات تتحدث عن سعيه الى دمج الشركتين ويعيد هيكلة التحالف ونحن نعرف ان رجال الاعمال واصحاب القرار في اليابان لم يقبلوا هذه الفكرة، وفي الاخير على الحكومتين الفرنسية واليابانية التوصل الى حل متوازن حول صناعة ​السيارات​ في البلدين".

بدوره، قال ​الخبير الاقتصادي​ والمستشار في الشؤون الاستراتيجية ألكسندر كاتب انه اذا رأينا في عائدات بيع السيارات فكانت رينو من الشركات المتوسطة منذ 15 سنة بالاضافة الى نيسان التي كانت شركة متوسطة في اليابان."

وتابع "عندما أتى كارلوس غصن الى نيسان قام باختراع هذا النموذج الجديد الذي مكّن هاتين الشركتين الضعيفتين من تحدي ​الشركات الكبرى​ مثل ​جنرال موتورز​ و​تويوتا​ وغيرها واستطاعت ان تحل في المرتبة الاولى عالمياً من ناحية المبيعات"، لافتا الى انها في المقابل شركة ضعيفة من ناحية منظومتها غير المتوازنة بين الاطراف والتي تجمع بين المستثمرين والاختصاصيين ويشكل ضعفاً في ​الصناعة​ العالمية لان الدول لها اجندات مختلفة عن اجندات الشركات وهذا سيؤدي الى تلك النتيجة".

وحول تطور التحالف، لفت منسى الى انه لولا وجود ادارة ومدير جيدين لما استطاعت الشركتان التوصل الى عملية التحالف وقام غصن بترشيد النفقات ثم تخفيض ​الانفاق​ وهذا الامر سمح لنيسان ان تدخل الى الصين في العام 2002 وخاصة بعد ان كانت تحت ​افلاس​ تحت 20 مليار دولار"، كاشفاً انه "عندما وصلت رينو الى اليابان لم يكن بمقدار نيسان دفع رواتب موظفيها للشهر التالي وقليلون يعلمون هذا الامر واليوم اصبحت اقوى من رينو واراد غصن ذلك وقد فكر بهيراواتا الذي ​سار​ معه طيلة 16 سنة ودعمه".

واعتبر منسى ان "وصول طائرة غصن الى المطار بوجود الكاميرات وصعود الشرطة اليابانية على متن ​الطائرة​ وانزاله بهذه الطريقة من القمة الى الارض كلها مؤشرات تدل على ان هناك امر اعظم من ذلك وكان يمكنهم ان ينتظروا وصوله الى الفندق لالقاء القبض عليه بدل الطريقة التي اتبعوها في المطار