تم تعيين رئيس "تجمع رجال وسيدات الأعمال ال​لبنان​يين في العالم" د. فؤاد ​زمكحل​ عضواً في المجلس الاستشاري لـ"منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لمنطقة ​الشرق الأوسط​ وشمال ​أفريقيا​" حيث شارك في الاجتماع الأول المنعقد في ​مدريد​ – ​اسبانيا​.

وخلال الاجتماع، القى زمكحل كلمة قال فيها "يمرّ كل من لبنان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعالم بأجمعه بمرحلة إعادة هيكلة إقتصادية غير نمطية. إذ من الصعب أن نرى بوضوح ماذا يخبئ الأفق البعيد وأن نتكهّن الخطط والاستراتيجيات الفعالة. علاوة على ذلك ، تعاني منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من توترات سياسية وأمنية واجتماعية بالغة الصعوبة والتعقيد."

واضاف زمكحل "من ناحية أخرى، لم تعد نقاط القوة الخاصة ببلداننا، واقتصاداتنا، وشركاتنا، ورجال أعمالنا صالحة اليوم، بل وربما قد تحولت إلى ​نقاط ضعف​. حالياً، نحن مقيَّدون لذا ليس بإمكاننا مواجهة الأزمات الاقتصادية، إلا من خلال الابتكار، والإبداع، وتطوير شركاتنا عموديا وأفقيا، وتنويع منتجاتنا وأسواقنا، كما وبوجه الخصوص من خلال تفويض رواد الأعمال ​الشباب​ وتوظيفهم وتنويع أعمالنا وشركاتنا"، لافتا الى انه "لتحقيق هذه الأهداف الجديدة، من المستحيل كما ولا يمكن التفكير في محاولة العمل بشكل فردي، كما اعتدنا أن نفعل لأن جهودنا سوف تذهب سدى، بل قد تكون عديمة الجدوى تماماً لمواجهة موجة التغيير هذه التي هي بمثابة تسونامي قوي وخطير قد  يجعلنا نغرق جميعاً" ومؤكدا "اننا سننجح فقط إذا عملنا ضمن مجموعات وقمنا ببناء تآزرات منتجة وفعّالة".

وتابع "إن مجموعات ​القطاع الخاص​ في منطقة الشرق الأوسط وشمال ​إفريقيا​ هي للأسف مجزّأة ومبعثرة، وبالتالي إن فرصتها الفريدة في النجاح في تحقيق هدفها المشترك هو من خلال توحيدها، وخلق تناسقات وتأزرات ديناميكية وحتى تنافس بنّاء، من أجل نمو إقليمي كبير وخلق فرص عمل مهمة. بالفعل، يجب أن يصبح القطاع الخاص الإقليمي سبّاقاً في تفكيره مع تنظيم عمله بدل ان يكون مجرّد ردة فعل، أي دائماً في وضع دفاعي وغير منتج للغاية."

وذكر "انه من المفترض أن تكون الحكومات هي التي تخدم المواطنين والشركات، وليس العكس. وأود أيضا أن أذكّر بأن ميزانيات الحكومات  ورواتبهم مصدرها الضرائب التي يدفعها المكلّفون لذا يتعيّن مساءلتها ومحاسبتها بكل شفافية وموضوعية."

واضاف "من جهة أخرى، من المهم وضع أهداف طويلة المدى مع رؤية واضحة ومحدّدة. ولكن من المهم أيضا تقسيم هذه الأهداف الطويلة إلى أهداف أصغر تكون قصيرة الأجل، أهداف يمكن تحقيقها للاحتفال بالنجاحات السريعة التي ستعيد الثقة والتي ستكون قبل كل شيء بمثابة ​حافز​ رئيسي للاستمرار والمثابرة على الطريق الشائك نفسه نحو الأفضل."

وقال "أعتقد بشدة أن محرّك النمو والذي يمكنه خلق فرص العمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قد  يكون أساساَ ​الشركات الصغيرة​ والمتوسطة وخاصة ​المشاريع الصغيرة​ جداً القائمة وتلك التي سيتم إنشاؤها ضمن اقتصاداتنا. ولكن من المهم أن نلاحظ أن ​الشركات الناشئة​ الحقيقية، لا تعتمد فقط على فكرة، بل يجب أن يكون لديها خطة واضحة، واستراتيجية محدّدة، وتمويل، وخطة تنمية وتطور، وخبرة ميدانية لتظل قائمة وتكون منتجة وفعالة ولها مدة حياة طويلة ومهمة."

واردف "نحن متّفقون جميعا على أن بلداننا بحاجة إلى إصلاح حقيقي وإعادة هيكلة للنمو من جديد. ولكن في قاموس الأعمال لدينا، "الإصلاح" يعني : التطبيق والتنفيذ والمتابعة لتكون شركاتنا واعمالنا فعالة وناجحة"، مشيرا الى ان الحوار بين القطاعين العام والخاص مهم للغاية لإعادة الهيكلة التي نأملها جميعنا ولكن بدون المشاركة في القرارات ضمن اللجان التشريعية والتنفيذية، سيظل هذا الحوار للأسف، حبرا على ورق."

وختم قائلاً "من واجبنا أن نتحد للكفاح يداً بيد، من أجل الدفاع عن أنفسنا ضد أقسى الضربات المزرية التي تنخر بلادنا  وتدمر اقتصادنا ألا وهو "​الفساد​" والذي يسبب نقصًا كبيراً وخسارات بالغة في جميع أسواقنا، واقتصاداتنا وبلداننا. "