أوروبيّاً:
 

يبدو انه على "الشرق الاوسط الجديد" ان يهيّأ نفسه اليوم لرؤية اكبر اقتصاديات العالم بعين "جديدة" ايضاً، وكما لم نسمع عنها منذ صغرنا، لا تشبه عدستها جبروت تلك التي لا يمسّها "الفقر" او حتى لا يمتد لها شبح التشقشّف، فخامس اقوى اقتصاد بالعالم وثاني قوّة مالية في الاتحاد الاوروبي تجيد التقشف ايضاً، تماما كما تُهدد فرنسا حاليا وهي الاقتصاد الذي لا يأتي قبله إلا كل من الولايات المتحدة والصين واليابان وبريطانيا. إذ ان تلك اللعنة التي لا ترحم أخرجت الآلاف من الفرنسيين إلى الشوارع احتجاجا على سياسة التقشف التي تعتمدها معظم دول الاتحاد الاوروبي بينما تنفي الحكومة إقدامها على تسريح عدد كبير من الموظفين، مشيرة إلى أنها أنشأت بنكا لدعم الاستثمار، وخفضت ضرائب الشركات، معتبرة ان ما تقوم به هو "ترشيد الاستهلاك" وليس تقشفاً. واللذة بالخبر هنا هو انه على الرعم من "قلّة الفرق" التي يعيش به اللبنلنيون مقارنة مع الفرنسيين إلا انهم لا يعتبرون اقتصادهم"متقشفا"!

هذا وارتفع ال​ناتج المحلي الإجمالي​ في فرنسا على غير المتوقع بنسبة 0.2% خلال الربع الثالث من العام الحالي.

 

في نفس السياق تراجع نمو ​الاقتصاد الألماني​ وهو القوّة العظمى الاولى في الاتحاد الاوروبي لينمو بنسبة 0.2% في الربع الثالث من العام الحالي، مقارنة بنمو بلغ نسبة 0.3% في الربع الثاني.

كما تراجع الناتج المحلي الإجمالي لرابع اقوى دولة اوروبية-اسبانيا- بنسبة 0.3% في شهر تشرين الاول. مما دفع بعضو مجلس البنك المركزي الأوروبي لوك كوين الى دعوتها بطلب مساعدات طارئة على وجه السرعة علما ان البلاد قد حافظت على حالة الانكماش في الربع الثالث ليتراجع اجمالي الناتج الداخلي بواقع 0.3% مقارنة بالفصل الثاني.

من جهة اخرى سجلت إيطاليا التي تعد ثالث أكبر اقتصادات منطقة اليورو انكماشا أقل من التوقعات في الربع الثالث حيث انخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.2% على أساس فصلي، وبوتيرة أقل من توقعات المحللين عند 0.5.

وانكمش الاقتصاد الهولندي في الربع الثالث حيث انخفض الناتج المحلي الإجمالي 1.1% مقارنة مع نمو 0.1% في الربع الثاني.

وياتي كل ذلك وسط ​بيانات اوروبية​ رسمية تؤكد دخول اليورو الى مرحلة الركود الاقتصادي. حيث تباطأ معدل التضخم السنوي في أسعار المستهلكين في هذه الدول عند 2.5% خلال تشرين الأول، من 2.6% في أيلول، مما حثّ المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الى الطلب من وزراء المالية الاوروبيين التوصل لحل سريع لا سيما في ما يتعلق بازمة اليونان.

بالمقابل اعلن الرئيس القبرصي ديمتريس خريستوفياس ان الشروط التي تفرضها الترويكا وهي الدول الدائنة لتقديم مساعدة مالية تعتبر صعبة جدا.

وتجدر الاشارة الى ان الترويكا قد طلبت من قبرص تخفيض رواتب الموظفين بنسبة 15 % والتقديمات الاجتماعية بنسبة 10 % وخفض مساعدة السكن وسياسة الدعم اضافة الى زيادة قيمة الضريبة المضافة بشكل لا يستهان به.

 
 

أميركيّاً:

أعلن رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي بن برنانكي ان "سوق المساكن تشهد تحسنا على الرغم من انها بعيدة عن التعافي حيث أنّ جزءا من المشكلة يكمن في معايير الإقراض الصارمة بشكل مبالغ فيه"، وذكر برنانكي أن الاحتياطي الاتحادي الذي ركز على سندات الرهن العقاري في أحدث جولاته لشراء الأصول سيواصل بذل ما يستطيع لدعم سوق المساكن.

من جهة اخرى دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما اصحاب الدخول المرتفعة للمرة ليست هي الاولى في عهده الى دفع المزيد من الضرائب، كما اعلنت وزارة العمل ان طلبات اعانة البطالة ارتفعت إلى أعلى مستوياتها إذ بلغت 78.000 في 18 شهراً بسبب الاعصار ساندي.

كما ارتفع عدد الأميركيين المتقدمين الى طلبات جديدة للحصول على إعانة البطالة الحكومية الأسبوع الماضي بما يعادل 78 ألف طلب ليصلوا الى 539 ألفا مسجلين اعلى مستوى في عام ونصف.

هذا وارتفع مؤشر سعر المستهلك الرئيسي بنسبة 0.2% في شهر تشرين الاول مقارنة بارتفاعه 0.1% في شهر ايلول واضطر المستهلكون في الولايات المتحدة إلى دفع تكلفة أعلى نسبيا للمواد الغذائية وايجار السكن خلال شهر تشرين الأول، وهو ما عوض جزئيا انخفاض أسعار البنزين لدى محطات البيع بالتجزئة، الى ذلك ارتفعت نسبة التضخم الشهري في أسعار المستهلكين 0.1% خلال تشرين الأول.

وفي اطار آخر أكدت مصادر أن شركة "بي ب" النفطية انها ستدفع غرامة قياسية، من المتوقع إن تكون أكبر غرامة جنائية في تاريخ الولايات المتحدة وستعترف بمسؤوليتها عن كارثة التسرب النفطي قبالة السواحل الأميركية التي وقعت عام 2010.

 
 
 

عالميا:

أعلنت وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني انها ستراجع تصنيف بريطانيا في مطلع العام المقبل، وتجدر الاشارة الى ان توقعات "موديز" كانت سلبية عند إصدارها التصنيف السيادي في شباط حيث كان توقع سلبيا ، ان لينخفض التصنيف من "Aaa” الى "A-" على المدى المتوسط.

هذا وكشف مسح لوكالة "رويترز" ان الاقتصاد البريطاني لن يحقق نموا يذكر في الربع الاخير من هذا العام حيث لن يتجاوز الـ 1% مما يعني زيادة متسارعة في اسعار المستهلكين.

 

في سياق آخر اعلنت وزارة المالية التركية أن العجز في ميزانية البلاد بلغ 4.4 مليار ليرة في تشرين الأول مقابل 1.9 مليار ليرة في نفس الشهر من العام الماضي، كما ارتفع معدل البطالة الفصلية الى 8.80% في شهر تشرين الاول ، وهو اكثر مما توقعه خبراء المال الذين قدروه بـ8.60% ، فضلا عن اعلان وزير المالية محمد شمشك إن أنقرة في طريقها لتحقيق أهداف الميزانية بنهاية العام.

الى ذلك اكدت منظمة الاغذية العالمية "الفاو" ان ايران تحتل المرتبة 11 في انتاج القمح في العام الحالي حيث وصل انناجها الى 13.8 مليون طن.