خاص ــ الإقتصاد

في ​نيجيريا​ وضع محتال خطة مدبّرة للإيقاع برجل أعمال ​لبنان​ي محاولاً الإستيلاء على أمواله، وبدمٍ بارد انتقل الى بيروت لتنفيذ خطّته، بذريعة رغبته بالدخول في شراكة معه ب​تجارة​ ​العقارات​، مستخدماً أوراقاً خضراء وأدوية خاصة لإيهام رجل الأعمال بتحويل هذه الأوراق الى ​دولارات​ حقيقية بعد غسلها بأدوية خاصة، لكن ما إن باشر تنفيذ مشروعه الجرمي حتى داهمته دورية من مخابرات الجيش اللبناني وألقت القبض عليه.

فصول هذه العملية بدأت مع نشر المدعي "محمد. س" إعلانات في الصحف اللبنانية، للترويج لمشاريعه في مجال تجارة العقارات، وبناء على هذه ​الإعلانات​ ورده اتصال هاتفي عبر تطبيق الواتساب، من شخص نيجيري عرف عن نفسه بإسم "سانكو"، وأبلغه إهتمامه بالعمل معه في تجارة العقارات كونه رجل أعمال يريد الإستثمار في لبنان، وأنه سوف يرسل له شخصاً من قبله للإتفاق معه على التفاصيل.

وبالفعل بعد فترة وجيزة تلقى المدعي اتصالاً هاتفياً من شخص نيجيري آخر، عرّف عن نفسه بأنه مرسل من قبل النيجيري "سانكو"، وكان وصل الى بيروت وقصد أحد الفنادق في منطقة الحمراء، وأنه تم الإتفاق بينهما على اللقاء، فاصطحبه المدعي الى المشاريع التي يعمل فيها، فأعرب النيجيري الذي تبين أن اسمه "أطوني نواكيلو" عن موافقته على الاستثمار، وتم الاتفاق على موعد آخر من أجل تسليم المبالغ المالية، وأنه سوف تصله حوالة مالية من السفارة النيجيرية، لكن "أطوني" طلب من المدعي مبلغ 3500 دولار أميركي، بناء لرغبة "سانكو"الموجود خارج لبنان.

في اليوم المحدد، اتصل "أطوني" بالمدعي "محمد. س" لملاقاته في منطقة الروشة، فالتقيا، وكان الأول يحمل حقيبته، فذهبا الى منزل الثاني في منطقة بشامون، حيث فتحا الحقيبة التي تبين أن بداخلها خزنة، وصرّح "أطوني" أن الأموال الموجودة في الخزنة مغلفة بمادة ملونة، وأنه يريد ازالتها بواسطة أدوية خاصة، وبعد فتح الخزنة تبين أن الأموال التي بداخلها عبارة عن أوراق خضراء، فصرّح "أنطوني" أن الأوراق سوف يتم تحويلها الى دولارات صحيحة بواسطة ​دواء​ سائل موجود بحوزته، وطلب من المدعي مبلغ 13800 دولار أميركي، اضافة الى المبلغ السابق الذي ذكره (3500 دولار)، وباشر عملية تحويل الأوراق الى دولارات، فأيقن المدعي أن شيئاً غريباً يحصل، عندها سارع الى ابلاغ مخابرات الجيش، حيث وصلت دورية الى المكان، فتم القبض على "أطوني" وضبطت بحوزته الأدوات التي كان يستعملها، واتضح أن الأوراق التي ضبطت بحوزته عند ايقافه هي أوراق خضراء بحجم ​الدولار الأميركي​، ولا تشكل التباساً بينها وبين الأوراق النقدية الصحيحة، بحسب ما أفاد المدعي في التحقيقات الإستنطاقية.

وخلال استجوابه الموقوف اعترف أمام الشرطة العسكرية، أنه وصل الى بيروت، مبعوثاً من قبل مواطنه النيجيري "سانكو" للقيام بعملية نصب بحق المدعي "محمد. س"، وذلك بعد ايهامه أن الأوراق الخضراء التي بحوزته تصبح دولارات حقيقية بعد غسلها بدواء خاص.

قاضي التحقيق في جبل لبنان نديم الناشف الذي أجرى تحقيقاته في القضية، أوضح في قرار ظني أصدره، أن الأوراق التي ضبطت بحوزة المدعى عليه هي أوراق خضراء بحجم ورقة الدولار الأميركي وليست أوراقاً نقدية مزورة"، مشيراً الى أن المدعى عليه "كان أوهم المدعي أنه يأتي الى لبنان من أجل الإستثمار معه في مشاريعه العقارية، واستلم منه أموالاً نقدية بقيمة 3500 دولار أميركي وطالبه بمبلغ إضافي قدره 13500 دولار، كما أوهم المدعي بامكانية تحويل الأوراق الخضراء الى أموال صحيحة بعد غسلها بمواد خاصة، وكان الهدف من ذلك الإستيلاء على أمواله المدعي بالمناورات الإحتيالية"، مؤكداً أن فعله ينطبق على نص المادة 655 من قانون العقوبات التي تنص على السجن ثلاث سنوات، وأحاله موقوفاً على القاضي المنفرد الجزائي لمحاكمته.