تخصصت ألين زكا في الدراسات الدولية في ​فرنسا​، كما حازت على شهادتي ماجستير، الأولى في ​إدارة الأعمال​ والتجارة الدولية من جامعة "IPAC" السويسرية، والثانية في الأعمال التجارية الدولية من "الجامعة ال​لبنان​ية الكندية"، "LCU".

ولأكثر من 10 سنوات، اهتمت بإدارة الحسابات الاجتماعية الالكترونية، لعدد كبير من الشركات والمدراء التنفيذيين، في منطقة ​الشرق الأوسط​ وشمال أفريقيا.

ومن خلال تركيزها الشديد على الأهداف، تسعى اليوم الى إظهار القادة العرب للعالم، من أجل إلهام الجيل القادم وإحداث تغيير حقيقي، يهدف لإعادة ​تصنيف​ المنطقة على الصعيد العالمي.

ومؤخرا، كانت ألين المرأة العربية الوحيدة التي ظهرت في ​كتاب​ "Firestarters: How Innovators, Instigators, and Initiators Can Inspire You to Ignite Your Own Life"، الذي نشرته شركة "Penguin Random House" خلال العام الجاري، وتلقى نقدا إيجابيا من "​فوربس​" و"هافينغتون بوست". وقد تم وصفها بالسيدة الرائدة في مجال العلامات التجارية الشخصية على ​الإنترنت​ وإدارة السمعة في الشرق الأوسط.

أما أسلوبها في العمل، وإبداعاتها المبتكرة، والتزامها تجاه العملاء، فهي عوامل جذبت الرئيس التنفيذي في قسم العلامات التجارية في شركة "The Ascendant Group" الأميركية، ودفعته الى تعيين ألين كرئيسة للقسم في الشرق الأوسط.

والى جانب ذلك، عملت مع الرئيس التنفيذي لشركة "​بورش​ الشرق الأوسط"، ديش بابكي، والرئيس التنفيذي لشركة "Bristlecone" في ​الولايات المتحدة​ عرفان خان، بالاضافة الى عدد من الدبلوماسيين والسياسيين العرب، و​الرياضيين​ والقادة ورجال الأعمال،...

وأطلقت ألين مؤخراً منظمة "AFAKOONA" غير الحكومية، والتي تهدف الى تمكين الفتيات، اذ لطالما كانت شغوفة بدعم المرأة من أجل إطلاق مشاريعها وأعمالها الخاصة. وبالاضافة الى ذلك، بدأت بمساعدة ربات ​المنازل​ و​النساء​ الموهوبات على بيع منتجاتهن عبر قنوات "CHOCOLATELOOK Lebanon " الاجتماعية التي أنشأتها خصيصًا لهنّ.

فلنتعرف أكثر الى ​سيدة الأعمال​ اللبنانية، وصاحبة مشروع "Net2work Solutions by Aleen Zakka"، ألين زكا، في هذه المقابلة الحصرية مع "الاقتصاد":

- كيف قررت تأسيس "Net2work"؟

منذ تسع سنوات، أي عندما بدأت وسائل الإعلام الرقمية بالانتشار في لبنان، حاولت العمل ضمن شركات محلية، لكن للأسف، لم أجد نفسي في هذا المجال، وذلك لأن أوصاف الوظيفة كانت محدودة.

بعد ذلك، اكتشفت أن العمل في الاعلام الرقمي سهل للغاية، ومن هنا بدأت بالحصول على مشاريع مستقلة لإدارة بعض الحسابات الخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من المنزل؛ وكنت في تلك الفترة قد أنجبت طلقتي حديثا، وبالتالي كان هذا العمل بمثابة فرصة رائعة من أجل متابعة النشاط المهني، والتعرف أكثر الى وسائل التواصل.

بعد حوالي سنتين، شعرت أنني غير قادرة على التقدم بالطريقة المطلوبة، وأن هذا العمل يحدّ من قدراتي، ولهذا السبب، سافرت الى ​دبي​، حيث عملت في شركات عدة، وت​علم​ت العديد من التقنيات كما اكتسبت خبرات واسعة.

وذات يوم، قررت بناء عملي الخاص، لكنني لم أرغب في الانخراط بمجال وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالشركات، وذلك بسبب المنافسة الواسعة في هذا المجال؛ اذ أن كل شخص قادر على ممارسة هذا النشاط، كما أن الاسعار في حالة من التخبط والفوضى.

وبالتالي قمت بعدد من الأبحاث حول كيفية مساعدة القادة والمدراء التنفيذيين، على إبراز شخصياتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل التأثير على الناس وإلهام الجيل الجديد. ووجدت أن هذا الأمر هو عبارة عن علم معين يجب اتباعه؛ فاذا نظرنا من حولنا، نجد أننا نفتقد الى زعماء عرب يفكرون ويخططون للمستقبل، ويوجهون الناس نحو الطريق الصحيح.

ومن هنا، قررت أن يكون الهدف من المشروع، دراسة الشخصيات العربية وتأثيراتهم على الجيل الجديد. وعلى هذا الأساس، بنيت "Net2work"، وبدأت بتوسيع قاعدة اتصالاتي وعلاقاتي، وتطوير نموذج العمل، وتقديم خدمات جديدة ومبتكرة.

كما تعرفت الى شركاء خارج لبنان، في الولايات المتحدة و​كندا​ و​إفريقيا​ و​أوروبا​ و​آسيا​، وقد أصبحنا اليوم عبارة عن 17 شريك، نعمل بحسب المفهوم ذاته، ولكن بهويات مختلفة، وبالتالي نستخدم شبكات بعضنا البعض.

ولا بد من الاشارة الى أن اسم المشروع منبثق من "network" أي شبكة، و"​internet​ to work"، أي "​الانترنت​ للعمل"، بالاضافة الى الرقم 2، الذي يعني العمل "one to one"، ويدل على عملي المباشر المدير أو الرئيس أو القيادي.

- كيف تمكنت من اكتساب ثقة الزبائن، وخاصة القادة ورجال الأعمال؟

اكتساب الثقة لم يكن بالأمر السهل على الاطلاق، وذلك لأن أصحاب ​الثروات​ لا ينظرون الى "Net2work" من أجل زيادة أرباحهم، بل يريدون منا تغيير مفهوم العلامة التجارية (branding) الخاصة بهم، لكي تكون صورة الشركة جديرة بالثقة.

ولهذا السبب، واجهت بعض الصعوبة خلال الفترة الأولى من أجل الحصول على حسابات كبرى، ولكن من خلال خبرتي الطويلة، وطريقتي في العمل – مثل اعتمادي على اتفاق السرية (confidentiality agreement) - تمكنت من النجاح في اكتساب ثقة عدد كبير من الأشخاص.

فأنا أقول دائما أن "طريقة التنفيذ" تعتبر العامل الأهم من أجل التقدم والنجاح، أضف الى ذلك كيفية إيصال الرسالة، والتنسيق مع الشركة ومديرها التنفيذي، والاحترام المتبادل، والتركيز على أدق التفاصيل،...

- هل هناك مشروع منافس لـ"Net2work" في لبنان؟

لا نواجه منافسة مباشرة، وذلك لأننا نقدم خدمات تميزنا عن غيرنا، وبالتالي نركز على سوق متخصص جدا، كما نقدم مفهوما بسيطا ولكن ذات منفعة كبيرة. فنحن نسهم في تعزيز ​الاقتصاد الرقمي​ من جهة، ونساعد الشركات على زيادة مبيعاتها من جهة ثانية.

- ما هي الصعوبات التي تواجهك خلال العمل؟

الوضع الاقتصادي في لبنان يؤثر بشكل كبير على عملنا، وذلك لأن بعض الجهات تحبذ فكرة الخدمة التي نقدمها، لكنها ترى أن السعر مرتفع الى حد ما. وفي هذه الحالة أشرح للأشخاص المعنيين، عن قيمة الخدمات المقدمة، لأن الزبون لا يرى شيئا ملموسا في البداية، بل يسمع مجرد كلام، ولكن خلال مرحلة التطبيق، يكتشف أن الخدمات تستحق بالفعل ثمنها.

- هل لك أن تخبرينا عن الصفات والمقومات التي ساعدتك على تحقيق النجاح المهني؟

لا أحب التكلم عن نفسي، لكن الأشخاص المحيطين بي يقولون أنني شخص واضح وصبور، ومستمع جيد، كما أتفهم ردة فعل الأشخاص وأحللها قبل التصرف.

وبالاضافة الى ذلك، عندما أتعامل مع زبون وأنال ثقته الكاملة، أقدم له كامل وقتي واهتمامي وانتباهي، لكي يشعر في النهاية، بالارتياح والرضى؛ فنجاحه يعني نجاحنا، والعكس صحيح أيضا، ولهذا السبب نركز على التعاون المستمر مع الزبائن.

- ما هي خططك للمستقبل؟

لقد بدأنا حاليا بالعمل أكثر على استراتيجية محلية – إقليمية، من أجل التوسع بفعالية؛ فكل صاحب مشروع مشابه لـ"Net2work"، بامكانه التوجه الينا من أجل توسيع شبكتنا.

- كيف تنجحين في التنسيق وتحقيق التوازن بين عائلتك وحياتك الخاصة وبين شركتك ومسيرتك المهنية؟

التنسيق صعب لكنه قابل للتحقيق، فالمرأة لا تكتمل دون أن تعيش شعور الأمومة من جهة وشعور النجاح المهني من جهة أخرى؛ ومن هنا لا بد أن تحقق التوازن بين الجانبين.

وبالنسبة لي، فإن أولويتي هي لعائلتي، لكنني لا أهمل مهنتي أبدا، وبالتالي أعمل في أوقات متأخرة أو باكرة جدا، من أجل إنهاء واجباتي والاهتمام بمسؤولياتي كافة. كما أنني أهتم بنفسي وأمارس الرياضة يوميا.

ولا بد من الاشارة الى أن ابنتي هي قوتي ومصدر طاقتي، كما أن عملي هو شغفي؛ ومن هنا يولد التوازن. فالصعوبات موجودة حتما، لكن التحديات تتيح للانسان التميز والنجاح في أي جانب من جوانب حياته.

- أخبرينا أكثر عن جمعية "AFAKOONA"؟

نشاطاتنا الاجتماعية انطلقت منذ حوالي سنتين، لكن الجمعية لم تكن موجودة آنذاك. ففي البداية، عملنا مع فتيات يتساءلن حول مسيرتي المهنية، وسبب اختياري لهذا المجال، وكيفية الوصول الى النجاح – خاصة عندما انطلقت بشكل سريع في لبنان، نظرا لأني أقدم خدمة جديدة في الأسواق. ومن هنا، بدأت بمساعدتهنّ على التعرف الى مجال العمل الذي ستختاره كل واحدة منهنّ، من خلال قضاء بعض الوقت معي، للاطلاع أكثر على قطاع الاعلام الرقمي.

وبعد ذلك، قررت التوقف عن المساعدة بالكلام فقط، وبالتالي إطلاق جمعية تقدم برنامجا معينا؛ ومن هنا ولدت "AFAKOONA". أما فكرة الجمعية، فبدأت منذ حوالي سنة، لكنني لم أكن حينها قادرة على تطبيقها، بسبب ضيق الوقت.

أما أهدافها المستقبلية، فتكمن في استقبال متخصصين من الخارج، من أجل تعريف الفتيات الى مواضيع مختلفة، لم تكن متوفرة في الماضي، للمرأة ولجيل الشباب اللبناني أيضا. ومن خلال الجمعية، ستخضع المشاركات لفترات تدريبية، من أجل التعرف الى شغفهن، والتخصص به، لتكون بذلك مصدرا للتوجه الوظيفي.

- ما هي نصيحة سيدة الأعمال ألين زكا الى النساء اللبنانيات؟

في العام 2018، نرى عددا كبيرا من النساء الناجحات، واللواتي أثبتن جدارتهنّ محليا وعالميا أيضا، ومن هنا أقول للمرأة:

أولا، أنا مؤمنة بقدراتها على تغيير المجتمع.

ثانيا، أسأل دائما: "من يحكم العالم؟"، والإجابة تكون "النساء"، فمنزل المرأة هو بمثابة شركتها، وزوجها وأولادها هم فريق العمل، وبالتالي هي قادرة على تحقيق النجاح خارج المنزل أيضا؛ ولهذا السبب أقول أن إنجازات النساء تبدأ من منازلهنّ.

ثالثا، عندما تخرج المرأة الى المجتمع، لن تتمكن من تحقيق النجاح بمفردها، ومن هنا لا بد من القول أن "يدا بيد، سنصل معا". ولذلك، على المرأة أن تدعم المرأة بكل ما للكلمة من معنى، كما يجب أن يكون الدعم بالفعل وليس بالقول. فكم هو جميل أن تنال المرأة التشجيع من المرأة، خاصة لأننا نعيش في ظل مجتمع ذكوري.