انجز مصرف لبنان في اقل من اسبوعين عمليتين ماليتين استثنائيتين، الاولى قضت باستبدال سندات خزينة بالليرة يحملها المصرف بسندات خزينة بالدولار بقيمة اصول 5.5 مليار دولار.
هذه العملية أمّنت كل حاجات الدولة لتمويل الاستحقاقات بالعملة الاجنبية ولخدمة الدين العام حتى آخر السنة الحالية. كما ساهمت بتعزيز احتياطي مصرف لبنان بالدولار الاميركي.
أما العملية الثانية التي نُفّذت بتاريخ 29 ايار الجاري فتمثّلت ببيع مصرف لبنان من محفظة سندات اليوروبوند 3.022 مليار دولار استحقاق 2028 و 2033 و2034. نُفّذت هذه العملية على طريقة المقايضة مع المصارف التي قامت بحسم شهادات الايداع بالدولار بالقيمة الاسمية من محافظها، وذلك لتغطية كلفة اليوروبوند المشترك.
هذه العملية ساهمت أوّلاً بخفض مطلوبات مصرف لبنان بالدولار بقيمة 3 مليار دولار، فيما زادت موجوداته بالدولار 2.5 مليار دولار وبقي في محفظته 4.7 مليار دولار نتيجة المقايضة السابقة المنفّذة في تشرين الثاني 2017 والمقايضة الحالية، وهذه الموجودات تمثّل تقريباً 8.18% من مجموع موجوداته بالدولار.
يتبيّن من العمليتين المذكورتين ان مصرف لبنان طوّر كثيراً من هندساته المالية واستفاد ايضاً من الازمات المالية المحلية والدولية، بحيث انه تمكّن في وقت قصير جداً، وبامكانات محض محليّة، من اجراء عمليتين متناقضتين "بيع وشراء". وكانت النتيجة ان استفاد وافاد الدولة في العملية الاولى واستفاد بمفرده في العملية الثانية، اضافة الى تحرير بعض السيولة "الميّتة" لدى المصارف.
