لفت ​رئيس جمعية​ مصارف ​​لبنان​​ ​جوزف طربيه​ خلال تكريم الرئيس السابق للهيئات الاقتصادية ​​عدنان القصار​​ إلى "أننا نجتمع اليوم لنكرم شخصية لبنانية مميزة، ألقت بظلالها الوارفة على ​الاقتصاد اللبناني​ وعلى الحياة العامة في لبنان أكثر من نصف قرن من الزمن، ورفعت اسم لبنان عاليا في الداخل والخارج، وصولا الى ترؤس أهم المنظمات الدولية في ​​العالم العربي​​ والعالم الخارجي. إننا نكرم معالي الرئيس عدنان القصار، أحد أبرز رجالات ال​سياسة​ والأعمال و​المصارف​ في آن، ومن الطبيعي أن يلتف اليوم حوله هذا الحشد من أبناء الأسرة الإقتصادية و​المصرفي​ة في مناسبة تكريمه".

اضاف: "لقد لعبت غرفة ​تجارة​ ​بيروت​ وجبل لبنان طوال ثلاثة عقود ونيف، برئاسة معالي الرئيس عدنان القصار، دورا محوريا في تعبئة جهود مختلف ​​الهيئات الإقتصادية​​ الزراعية والصناعية والتجارية والخدماتية، وفي توفير الظروف المؤاتية للتعاون والتشاور وتوحيد الرؤية والموقف إزاء القضايا الوطنية الهامة، ولا سيما إزاء شؤون ​​الإقتصاد اللبناني​​ وشجونه. ونظرا للخبرة الكبيرة التي راكمها الرئيس عدنان القصار، فقد أجمع اتحاد الغرف في لبنان، ومن ثم الهيئات الإقتصادية كافة على اختياره رئيسا لها، وتم تجديد الثقة بشخصه المرة تلو المرة ليستمر في تولي هاتين الرئاستين".

وأكد طربيه ان الهيئات الإقتصادية في لبنان حافظت، طيلة رئاسته لها، على روح الإلفة والتعاضد والتكافل، وعاشت مكوناتها جميعا في بوتقة واحدة في ظل رئاسة حاضنة للجميع، حريصة على الوحدة والتشاور الدائم في ما بينها ومع الفاعليات النقابية والمهنية، وعلى التطلع باستمرار الى مصلحة الوطن العليا، بمعزل عن الطروحات الشعبوية، متجاوزة كل الإعتبارات الطائفية والحزبية والمناطقية التي كانت ولا تزال تشكل أبرز العقبات أمام تقدم لبنان وازدهاره ورفاهية شعبه".

وقال: "كان من الطبيعي أن ينتقل هذا التقدير لشخص عدنان القصار من المستوى اللبناني الى المستويين العربي والدولي، فجاء انتخابه رئيسا لإتحاد الغرف العربية ومن ثم ل​​غرفة التجارة الدولية​​ تتويجا لمسيرة الرجل واعترافا إقليميا وعالميا بمزاياه القيادية والإنسانية. وقد سخر القصار شبكة العلاقات العربية والدولية الواسعة التي نسجها طوال مساره هذا في خدمة لبنان واللبنانيين، ولا سيما قطاع الأعمال بمختلف مكوناته الإقتصادية والمصرفية، وبعيدا عن مصالحه الخاصة، بحيث كانت مكانة الرجل وموقعه موضوعتين بتصرف وطنه وأهل بلده الى جانب قيامه بواجبات المناصب التي اضطلع بها بكل مهنية وجدارة. وهو بذلك يتابع مسيرة تراث عائلي، يتميز بالعلم والإتزان والاستقامة والاحترام، خطها الوالد الرئيس وفيق القصار، السفير ورئيس ​مجلس شورى الدولة​ وعميد كلية الحقوق، وتابعتها العائلة من خلال الرئيس عدنان ومن خلال الشقيق عادل والأبناء".

وتابع: "قد لا يدرك الكل المسيرة الشاقة التي أوصلت الرئيس عدنان القصار وشقيقه عادل الى النجاحات المشهودة. وهي ظهرت ريادتها بتوجه الأخوين قصار باكرا الى التجارة مع ​​الصين​​، في وقت كان التعاطي معها مشوبا بالحذر السياسي والمقاطعة الاقتصادية. فمنذ أكثر من نصف قرن تقريبا، اخترق الأخوان قصار ​سور الصين العظيم​، وإن النجاح الذي حققاه على هذا الصعيد يشكل نقطة بارزة في عالم الأعمال؛ فهما عمليا خطوا الخطوة الأولى في ما يعرف اليوم ​بطريق​ الحرير".

وأردف طربيه: "اما على الصعيد العام، فالكل يدرك ويقدر دور عدنان القصار السياسي من خلال توليه ​وزارة الاقتصاد والتجارة​ ومشاركته عن كثب في صنع العديد من القرارات السياسية والاقتصادية طوال العقود المنصرمة، كما يقدر الكل دوره الريادي والطليعي في قيادة اتحادات الغرف في لبنان والعالم العربي، وحتى على المستوى العالمي، في قيادته غرفة التجارة الدولية كأول رئيس عربي لها".

اضاف: "أما على الصعيد المصرفي، فمنذ العام 1980، دخل عدنان القصار وشقيقه عادل، نادي أصحاب المصارف بتملكهما أكثرية أسهم "​فرنسبنك​" المتولد عن اندماج بنك صباغ والبنك الفرنسي للشرق الأوسط. ومنذ ذلك التاريخ، لا يزال فرنسبنك ينتخب عضوا في مجلس إدارة ​جمعية المصارف​، كما أصبح يحتل مركزا طليعيا في ​القطاع المصرفي​ اللبناني المؤلف حاليا من 65 مصرفا. ويشكل معالي الرئيس القصار، على الصعيد المصرفي، مرجعية ذات وزن مرجح، وذات موثوقية عالية، بحيث يعتبر طلب مشورتها ودعمها ركيزة أساسية لنجاح كل موقف أو تحرك يمس الإقتصاد اللبناني بعامة والأسرة المصرفية بوجه خاص".

وختم: "إن الرئيس عدنان القصار يغادر اليوم رئاسة ​الهيئات الاقتصادية​ تاركا وراءه تراثا أصيلا من التعاون ووحدة الموقف، وهو يسلم الأمانة الى الرئيس ​محمد شقير​ الذي اختارته الهيئات بالإجماع لمتابعة المسيرة. وإننا إذ نهنىء الرئيس الجديد للهيئات الأستاذ محمد شقير على الإجماع الذي حظي به لخلافة معالي الرئيس عدنان القصار، فإننا نعرب عن الآمال التي يعلقها الجميع، في ​ضوء​ التجارب الماضية والقناعات الراسخة، بمواصلة نهج التوافق والتعقل والاعتدال الذي رسمه الرئيس القصار في مسيرته الناجحة. أخي الرئيس عدنان، لنا منك القدوة الدائمة، ولك منا المحبة الدائمة، مع الدعاء الصادق بدوام الصحة والعطاء وطول العمر".

بدوره قال الرئيس السابق للهيئات الاقتصادية ​عدنان القصار​ "أنني أقدر لكم عاليا بادرتكم النبيلة هذه، بتكريمي، في إطار حفل الغداء الخاص هذا، الذي تقيمونه لي اليوم، تقديرا لمسيرتي الاقتصادية والمصرفية التي بدأتها قبل نحو ستين عاما. وسعادتي كبيرة بلقائكم اليوم، أنتم يا رفاق الدرب المصرفي، يا حماة القطاع المالي في لبنان، ويا عماد الاقتصاد الوطني، وركيزة النمو والتنمية في بلدنا. إنني أعتز وأفتخر بصداقتي الشخصية، وعلاقتي المهنية، مع كل واحد منكم، والمستمرة منذ عشرات السنين".

اضاف: "إن تكريمكم لي كجمعية مصارف لبنان، له بصمة خاصة في قلبي وعقلي، لأن أولى ثمرات دخولي إلى القطاع المصرفي، كانت مع شقيقي عادل، من خلال مصرف فرنسبنك وذلك في العام 1980، والذي تمكنا من تحويله إلى مجموعة مصرفية ومالية لها مكانتها المتقدمة لبنانيا وعربيا".

وتابع: "لقد حملتم، يا إخواني وأصدقائي الكرام، شعلة العمل المصرفي، ورفعتم إسم قطاعنا المصرفي اللبناني عاليا، على الصعيدين الإقليمي والعالمي، بنضالكم وتضحياتكم الكبرى، في ظروف صعبة للغاية، مر بها لبنان، خلال محطات تاريخية معينة، وكنتم خلالها مجموعة واحدة متكاملة في الرؤية والأهداف والأعمال، فحققتم الإنجازات والنجاحات، في بيئة مصرفية تتسم بتسارع التحديات والاستحقاقات والضغوط، ولا سيما على الصعيد الرقابي والتشريعي".

وقال القصار: "لقد حولتم قطاعنا المصرفي إلى قلعة قوية وصامدة، مدافعة عن لبنان، ومعززة لثقة المجتمع الدولي ببلدنا، وقطاعنا المصرفي، واقتصادنا الوطني. لقد عرفتم كيف تتعاملون مع الأزمات التي عصفت ببلدنا، وخرجتم بالقطاع عافيا وسليما ومتناميا. كل ذلك في وقت قاد فيه جمعيتكم الموقرة، رجالات عظام، على امتداد السنوات الماضية، عرفوا كيف يحافظون على مصداقية القطاع المصرفي اللبناني، ويعززون موقعه، ودوره الاقتصادي والوطني. وها هو الأخ والصديق الصدوق، رفيق الدرب، الدكتور جوزف طربيه، يواصل مسيرة هذه الجمعية، محققا سجلا متميزا من الإسهامات والأدوار المقدرة، في جعل قطاعنا المصرفي، في صلب عملية النهضة الاقتصادية في بلدنا".

وأكد "ان نجاح القطاع المصرفي اللبناني، طوال السنوات السابقة، ما كان ليتحقق أيضا لولا الدور الفريد لمصرف لبنان، ولحاكمه القادر والحكيم والعتيد سعادة الأستاذ رياض سلامة، وذلك بفضل السياسات النقدية والمصرفية التي تبناها ويتبناها اليوم، والتي ساهمت في ترسيخ الإستقرار العام في أسواقنا المالية واقتصادنا الوطني، وأمنت ثقة إستثنائية من قبل المجتمع الدولي في قطاعنا المالي".

وختم: "لقد برهنت جمعية مصارف لبنان، بأنها أحد الأعمدة الرئيسية للهيئات الاقتصادية، متمنيا أن تتواصل وحدة الصف في جمعيتكم الكريمة، ومع سائر ​الهيئات الاقتصادية​، من أجل تحقيق الأفضل لوطننا وللمواطن اللبناني. الشكر كل الشكر لكم جميعا على تكريمكم لي اليوم، وأخص بالشكر الأخ جوزف طربيه، داعيا لكم جميعا بدوام الصحة والعافية والتقدم، ولقطاعنا المصرفي بدوام التطور والنجاح والازدهار".