"حركة البيع ؟؟!!"ما تسأل هيك سؤال أو بطعميك قتلة " هذا كان جواب أحد التجار في ​سوق مار الياس​ في بيروت حين سألناه عن حركة البيع في ​عيد الأضحى​  اثناء جولة ميدانية لـ"النشرة الاقتصادية" عشية ​العيد​  للاطلاع على حركة الاسواق.

وشرح لنا  التاجر نفسه :أن الوضع الأقتصادي في لبنان وخصوصاً وأن قطاع الملابس متردّي منذ الفصل الصيفي ، ففي "عيد الفطر السعيد" وعند بداية عمليات الخطف التي قام بها آل المقداد في لبنان هرب معظم السياح فـ "بلعنا الموس وسكتنا" و اليوم عند استقبال " عيد الأضحى" المبارك تصبّّّحنا بانفجار هزّ أركان البلد في الشكل "كحدث و في المضمون تدهور الوضع الاقتصادي فلا سعدنا بالأول ولا تباركنا بالثاني.

وقد لاحظنا بالفعل اثناء جولتنا  ان الهدوء الحذر هو المسيطر ، حركة سير طبيعية، سحق أسعار، عروضات في السوق التجاري لمنطقة "مار الياس" قبل يوم من عيد الأضحى، إلا أن معظم أصحاب المحلاّت التجارية في سوق "مار الياس" أشاروا لـ"النشرة الاقتصادية" أنّ حركة البيع خفيفة، لا بل أبطأ من العادية، فالمحلات شبه فارغة من المشترين، والكل يسخر مما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية، خاصةً وأن القدرة على الأستمرار والتحمّل لم تعد كما كانت في ظلّ الأوضاع الأمنية التي يشهدها لبنان وبشكل خاص في الآونة الأخيرة، فحركة السّياح تراجعت بنسبة كبيرة ، أما الزبائن  من ابناء البلد لم يعد يهمهم النوعية بل همهم الأول هو الأسعار.

أما العدد القليل من الزبائن فأعربوا عن استيائهم  من ارتفاع الأسعار ومن الأمور التي تحصل في البلاد والتي أثّرت بشكل كبير على مستوى معيشتهم، الأمر الذي قلل كثيراً من نسبة مشترياتهم، فضلاً عن أن العيد يأتي بنهاية الشهر حيث يكون" المعاش قد تبخر" على حد تعبير البعض.

يرى أصحاب تلك المحلاّت أن هذا العام يشهد تراجعًا كبيراً في نسبة البيع وفي الحركة التجارية بالمقارنة مع العام الماضي والاعوام التي سبقت عموما ، مؤكدين أن الأحداث الراهنة أثّرت بشكل كبير على ذلك ، فيصف أحدهم الوضع بالحرب الباردة التي تستنزف اقتصاد البلد وآخر يقول أن لبنان يجب هدمه واعادة اعماره من جديد لكثرة العراقيل فيه، لكن هذا كلّه في "ميل" و رأي الموظفين بـ "ميل آخر" اذ يتعرّض بعضهم باستمرار لـ"تنقيص وتنقيط في المعاشات" وهم يقصدون ان ارباب العمل يعمدون الى تخفيض رواتبهم على هواهم أو انهم يدفعونه لهم مقسطا  بالرغم من الاحوال الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الموظف وغلاء المعيشة .

وأكد أحد أصحاب المحال في مار الياس أنه "مصدوم" لدرجة قصوى لما يحدث في البلد، اذ انه خاطر واقترض منذ نحو شهر مبلغا  من المال من أحد البنوك بهدف شراء بضاعة ذو علامة تجارية مهمّة تميّزه عن باقي المحال المنافسة التي تتهيأ لأستقبال العيد، الا أن "قدر لبنان وتاريخه أعاد نفسه" ، ولفت الى أن انفجار الأشرفية و الاحداث التي تلته أوقفت البلد وأخافت الناس من الخروج من منزلها للتبضّع خوفاً من القنص أو قطع الطرق.

وفي نفس السياق يشير رأي آخر أن الأنفجار الذي وقع في الأشرفية أثّر على الحركة التجارية "الهامدة" وانما ليس للدرجة المعهودة ، فالبلد "واقف من زمان ومش واقفة عـ انفجار " انما وقد زاد "الطين بلّة"، وأن البيع " مش واقف" على مجيء السياح فأصحاب البلد أصلا لا يكترثون الى مسائل التبضع والتسوق كما في السابق وذلك بسبب كلّه بسبب الوضع الأمني.

ومن ناحية أخرى رأى أحد أصحاب المحال الكبيرة في تلك المنطقة أن لبنان قد أضاع على نفسه فرصة هامّة لا يمكن أن تعوّض، موضحاً بأن حركة التغيير والثورات التي تشهدها البلاد العربية المجاورة وما رافقها من انشغال وفراغ سياسي وغيره من المناوشات واشتباكات أدّت الى زعزعة الوضع السياسي والسياحي والامني آنذاك في تلك البلدان على كلّ الأصعدة، فلبنان وحده الذي خلا من تلك السيناريوهات في هذه الفترة الأمر الذي أيقظ السيّاح الأجانب وخصوصاً العرب منهم بأنه مكان هام لقضاء فترة سياحية مناسبة تبعدهم نوعاً ما عن الأجواء السائدة في بلادهم خصوصاً وأن لبنان يطلق عليه "باريس الشرق"، فهذا الحدث بالتحديد هو بالنسبة له كان الفرصة الأكبر والأهم بتاريخ لبنان.

تعددت الأسباب والآراء انما الموقف واحد "تعبنا من هلوضع" كلمة رددها هؤلاء التجار بقلوب "مليانة"، فأن سوق "مار الياس" لا يفرق عن غيره من الأسواق في لبنان، فالأوضاع ذاتها "شمالا وجنوباً، شرقاً وغرباّ" والحال لا يمكن الاستمرار على ما هو عليه، فلبنان ضيّع الكثير من الفرص ولم يعد له الا فرضة أخيرة هي انقاذ نفسه.