تحاول ​الشركات الكبيرة​ العمل بشكل مستمر وتطوير أفكار مختلفة، حيث أن وضع كل الجهد الخاص بالشركة في منتج واحد قد يؤدي إلى ​الركود​ والاستمرار في العمل من خلال أفكار قديمة ومملة، وتعتبر عملية استكشاف الأفكار الجديدة بمثابة أحد الطرق للحفاظ على الشركة لفترة طويلة، حتى لو كانت غير قابلة للتنفيذ في الوقت الحالي أو تعتبر خيالية إلى حد ما.

ويتواجد بعض الأمثلة على ذلك ضمن ​شركات أميركية​ كبيرة في مجال الأعمال، ونحاول في ​الت​قرير التالي استعراض بعضًا من تلك المشاريع الجانبية المثيرة للاهتمام لشركات "​تيسلا​" و"والت ​ديزني​" و"​ألفابت​" و"​آي بي إم​ IBM" و"​أمازون​"، ورغم أن مثل هذه الأفكار قد تنمو مع مرور الوقت وتصبح حقيقة، لكنها تبدو نوعاً من الجنون في الوقت الحالي.

ديزني تتجه نحو ال​روبوتات

أغلبنا يعرف شركة "والت ديزني"، أو "ديزني"، وهي الشركة الإعلامية والترفيهية الرائدة في صناعة أفلام الكرتون والرسوم المتحركة قبل دخولها مجالات متعددة مثل إنتاج الأفلام و​التلفزيون​ وموضوع الحدائق العامة، بحيث أنها تعتبر ثاني أكبر مجموعة إعلامية في العالم من حيث الإيرادات، وقد عرضت شركة "ديزني" مجموعة من الروبوتات المستخدمة في أعمالها، والتي تعتمد من خلالها على تقنيات تصنيع وتشغيل الروبوتات النابضة بالحياة، وعادةً ما تستخدم في الأفلام أو غيرها من وسائل الترفيه.

وركزت بشكل كبير من خلال هذه الروبوتات على مفهوم الرسوم المتحركة التي تشير إلى استخدام الأجهزة الروبوتية لمحاكاة الإنسان أو الحيوان أو جلب الخصائص النابضة بالحياة إلى الكائنات الجامدة، وشكل هذا المفهوم جزء حيوي من ديزني لاند وتجربة ديزني العالمية، ولكن يبدو أنها لم تتوقف عند هذا الحد، إذ تعمل الشركة على إيجاد طرق أفضل للتفاعل مع أجهزة الحاسب والآلات.

وتقوم الشركة ببناء روبوتات ذات أرجل مزدوجة بإمكانها التوازن والمشي على الكرة، والتي تستعمل بشكل واسع في المؤثرات الخاصة بالسينما والمتنزهات، جنبًا إلى جنب مع مجموعة من الروبوتات التي تمتلك أضواء ملونة، والتي تعمل بمثابة مجموعة من البيكسلات ضمن الصورة الكبيرة، إلى جانب الآلات المشابهة للبشر التي يمكنها اللعب مع البشر الفعليين.

ويبدو أن بعض هذه التقنيات سوف يجري استعمالها في حدائق الشركة المسماة Theme Parks ومنتزهاتها و​منتجعات​ العطلات التابعة لها أو في استوديوهات الأفلام، ولكن هذا ليس كل شيء، إذ يمكن على سبيل المثال ربط ذلك بما هو موجود ضمن منتزه Epcot النموذجي المتواجد ضمن منتجع والت ديزني العالمي في خليج باي في ​فلوريدا​، مما يعطينا نظرة أفضل حول المستقبل، بحيث قد تجد تلك الروبوتات طريقها إلى شوارع المدينة في نهاية المطاف.

ألفابت تريد كسر الشيخوخة البشرية

لا تزال شركة ألفابت، والتي كانت تعرف سابقًا بإسم قوقل، تحصل على أكثر من 99% من الإيرادات السنوية من خلال عمليات البحث والإعلان على ​شبكة الإنترنت​، إلا أن هذا الأمر لم يوقف طموحاتها فيما يتعلق بعدد من المشاريع والشركات الجانبية المثيرة للاهتمام، ورهانها عليها بشكل مستمر لتحقيق نتائج جيدة في المستقبل البعيد.

ويعتبر ​مختبر​ الأبحاث الطبية المعروف بإسم "Calico" بمثابة أحد أكثر الرهانات الجانبية المثيرة للجدل بالنسبة للشركة، والذي قامت قوقل بإنشائه سابقاً كجزء من ما يعرف بالرهانات الجانبية، وواصلت شركة ألفابت هذا النهج، حيث يعمل هذا المختبر على عدد من الأفكار الطموحة مثل متلك المتعلقة بمكافحة الشيخوخة والأمراض المرتبطة بها مثل التنكس العصبي والسرطان، جنبًا إلى جنب مع تركيزه على الصحة العامة والرفاهية وطول العمر.

ويتم ذلك من خلال المزج بين البحوث الطبية التقليدية وعمليات تحليل البيانات ​المتقدمة​، ويقود مختبر كاليكو فريق من ​علماء​ الطب بالتعاون مع خبراء طبيين آخرين وجامعات بحثية، ويأمل المفكر المستقبلي وخبير الذكاء الصناعي والمستشار في مختبر كاليكو راي كورزويل Ray Kurzweil في تحقيق الخلود لنفسه وللآخرين من خلال أبحاث هذا المختبر.

تيسلا وأحلام ​الطاقة

أغلبنا يعرف شركة تيسلا كشركة لتصنيع ​السيارات الكهربائية​ السريعة والراقية، وهو ما عملت عليه الشركة سابقاً، إلا أن الخطة النهائية لتيسلا تتمثل في أن تصبح ​شركة طاقة​، إذ إن تصنيعها للسيارات الكهربائية لا يتعدى كونه جزء صغير من تلك الاستراتيجية طويلة الأجل، وذلك بالاعتماد على ما قوم به مصنعها Gigafactory الذي يبني ​بطاريات​ من أجل تغيير نطاق اللعبة.

كما أضافت شركة "SolarCity" عمليات شراء الألواح الشمسية وحزم بطاريات Powerwall إلى العمليات التجارية لشركة تيسلا، مما وسع طموحها بشكل كبير في هذا المجال، ومع تباطؤ معدل النمو في الوقت الحالي فإن منتجات الطاقة شكلت ما نسبته 12.5% من إجمالي مبيعات تيسلا في الربع الثاني من عام 2017.

ويدفع هذا الأمر شركة تصنيع السيارات الكهربائية إلى تركيز جهدها على الربحية بدلًا من حجم المبيعات، جنبًا إلى جنب مع مواصلتها العمل على تعزيز جانب أعمال الطاقة بشكل سريع، بحيث أننا قد لا ننظر إلى تيسلا على أنها مجرد شركة تصنيع سيارات كهربائية في المدى المنظور.

أمازون و​تجارة التجزئة​ التقليدية

من المنصف القول أن توسع أعمال عملاقة ​التجارة الإلكترونية​ أمازون قد أدى إلى تدمير العديد من تجار التجزئة على مر السنين، ومع هيمنتها على هذا السوق فقد بدأت مؤخرًا بالتحول إلى واحدة من تلك الشركات التقليدية، ولكن يبدو أن طموحها لم يتوقف عند هذا الحد ولن ترضى لنفسها بالتراجع، وتبعًا لذلك فقد قامت بشراء شركة Whole Foods Market، وهي عبارة عن سلسلة واسعة الانتشار من محلات السوبر ​ماركت​ التي تركز على مواد البقالة.

ويبدو أن عملية الاستحواذ قد تساعد أمازون على التواجد ضمن كل المناطق من خلالها بيعها مواد البقالة في جميع الأحياء، بحيث أنها تستعمل شبكة المخازن والمتاجر التابعة لشركة Whole Foods Market من أجل تسهيل عملية تسليم طلبياتها وعمليات إعادة المنتجات الأخرى، وتعد Whole Foods Market شركة صغيرة في آلة أعمال أمازون الأكبر، ومن المتوقع أن تنتج ما يقرب من 9% من إجمالي مبيعات الشركة.

IBM ومختبر البحوث النهائية

تعتبر شركة IBM "آي بي إم" شركة الابتكارات بلا منازع، حيث حصلت الشركة خلال السنوات الـ 24 الماضية على براءات اختراع أميركية أكثر من أي شركة أخرى، وترتبط معظم هذه الإبتكارات بمجالات العمل الأساسية لديها مثل الذكاء الصناعي و​الحوسبة السحابية​، إلا أنه يعتبر من المستحيل الحصول على ما يقرب من 8000 ​براءة اختراع​ سنوية دون التطرق إلى بعض الأفكار غير العادية.

وتعد بعض هذه البراءات مثيرة للاهتمام، بحيث قد تجد في نهاية الأمر طريقها إلى المنتجات والخدمات التجارية الحقيقية، في حين أن البعض الآخر منها يخطو بصعوبة، وبإلقاء نظرة أوسع على ​براءات الاختراع​ تلك فإننا نلاحظ وجود ارتباط بين تلك البراءات المذكورة أعلاه وبين عمليات تحليل البيانات.