بدأ بعض المؤسسات المالية الدولية بتوجيه اشارات سلبية او اقلّه متحفّظة حيال ​الاقتصاد اللبناني​ في العام 2018. 

ويستدل من التقارير الصادرة عن بعض المؤسسات المالية الدولية وفي مقدّمها ​البنك الدولي​ و​صندوق النقد الدولي​ ان الاقتصاد اللبناني سيبقى يعاني خلال هذا العام من تداعيات التوترات الجيوسياسية التي لاتزال تشكل عبئاً على ​النشاط الاقتصادي​، لاسيما تلك التوترات الناتجة عن ارتفاع أعداد ​اللاجئين السوريين​، وهذه المسألة تشكّل مصدر تحدّ ماكرو اقتصادي للبلاد. 

وبحسب البنك الدولي، فان ​النمو الاقتصادي​ الحقيقي المتوقّع للبنان في العام الحالي لم يتجاوز 2.2% في حين يقدّر صندوق النقد الدولي نسبة النمو بـ2.5% في 2018 و3% في 2022.

وبالاستناد الى نسب النمو المتوقعة في 2018، فانها تبقى متدنية بالقياس الى حجم نمو ​الدين العام​ المرتقب ان يلامس الـ90-92 مليار دولار خلال هذا العام، ما يعني ان لبنان سيبقى يعاني من ارتفاع الدين بالنسبة الى ​الناتج المحلي​، إذ أن هناك 4.5 مليار دولار اميركي تأتي من خدمة الدين مقارنةً بمليار دولار تأتي من النمو. ولمواجهة هذه المعضلة، يتوجّب تحقيق نمو في الناتج الاجمالي بنسبة 9% سنوياً وهذا الامر غير وارد أقلّه خلال العام الحالي. وبحسب وكالة التصنيف الائتماني "فيتش" العالمية، فان الاقتصاد اللبناني بحاجة الى نمو 9% كي تستعيد الدولة الانتظام المالي.

الجدير بالذكر ان لبنان احتلّ المرتبة 13 من اصل 16 دولة في ​منطقة الشرق الاوسط​ وشمالي افريقيا من حيث نسب النمو المتوقعة في العام 2018، كما ان لبنان هو ثالث اكبر الدول في نسبة الدين من الناتج المحلي (135%).