يستمتع الأطفال منذ ولادتهم باللعب، ويرافقهم هذا الأمر خلال مراحل الطفولة وحتى المراهقة.

ويعترف جميع الاختصاصيين وأطبّاء الأطفال والأطباء النفسانيين بأنّ للعب أهمية كبرى في حياة الطفل، وهو يُسهم في بناء شخصيته وتطوّر مفهومه الاجتماعي من خلال إبراز قدراته. ويدعم اللعب أيضا بعض الأطفال الذين يعانون من المشاكل النفسية، او إنعدام ثقتهم بنفسهم. ولكن كل هذه الأمور الإيجابية للعب، مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بنوعية الألعاب التي يمارسها الطفل، حيث يجب إختيار الألعاب الهادفة والألعاب الذهنية التي تحتاج إلى سرعة بديهة، ونسبة ذكاء عالية، والإبتعاد عن الألعاب غير الهادفة التي تعتبر مضيعة للوقت.

لذلك قرر كل من وائل سعادة، وريان برهوش، تطوير لعبة "Bildits" الموجهة للأطفال الصغار والتي تعلمهم كيفية بناء البيوت والمنازل والأبنية بطريقة تحاكي الحقيقة والواقع.

ولأن مشروع "Bildits" حصد العديد من الجوائز المحلية والعالمية وكان أخرها المركز الثاني في مسابقة "Grow My Business"، كان لـ"الإقتصاد" هذه المقابلة الخاصة مع الشريك المؤسس لـ "Bildits" وائل سعادة.

بداية، أخبرنا ما هي "Bildits" ؟

"Bildits" هي لعبة موجهة للأطفال الصغار، تعلمهم كيفية بناء البيوت والمنازل والأبنية بطريقة تحاكي الحقيقة والواقع .. حيث هي عبارة عن أدوات ومواد مصغّرة ونسخة طبق الأصل عن الأدوات التي يستخدمها العمال في عملية البناء.

ففي "Bildits" يوجد كافة الأدوات والمواد اللازمة للبناء من قوالب خشبية، وحديد، وإسمنت، ورمل وبحص وحجارة ... وغيرها، وكل هذه المواد مصنعة بطريقة آمنة ولا تشكل أي خطر على صحة الأطفال.

ويمكن للأطفال من خلال "Bildits" الإبتكار والإبداع، ومحاولة بناء منزل مصغّر يحاكي الحقيقة، ويمكنهم تطوير قدراتهم في هذا المجال مرّة بعد مرّة.

من كان صاحب الفكرة ؟ وما الذي دفعكم للبدء بمشروع "Bildits" ؟

انا وصديقي ريان برهوش نحب كثيراً ألعاب الـ "LEGO" ومن أهدافنا تأسيس شركة ألعاب.

كما أننا درسنا إختصاص الهندسة المعمارية في الجامعة، ولكن بعد تخرجنا ومحاولتنا الإنخراط في سوق العمل، وجدنا أن النظريات والقواعد الهندسية تختلف كثيرا في أرض الواقع، فهناك الكثير من الأمور التي لم نتعلمها في الجامعة، وكان نعاني من نقص بالجانب العملي ... ومن هنا جاءت فكرة "Bildits"، حيث قررنا إطلاق هذه اللعبة لإعطاء الجيل الجديد والأطفال الصغار الفرصة لممارسة أعمال البناء كما هي في الواقع.

ولعبة "Bildits" فيها مجال كبير للإبتكار، حيث يمكن للأطفال رسم المنزل أو البناء على الورق، ومن ثم تطبيقه بكافة تفاصيله على أرض الواقع.

كيف يمكن للراغبين بشراء "Bildits" الحصول عليها ؟

هناك طريقتان للحصول على لعبة "Bildits"، الطريقة الأولى هي الذهاب إلى أي فرع من فروع "JoueClub" في لبنان، حيث يتم بيع "Bildits" حصراً هناك.

أما الطريقة الثانية فهي الدخول إلى موقعنا الإلكترونيwww.bildits.comوطلب اللعبة "Online"، وسنقوم بتوصيلها مجاناً إلى أي منطقة في لبنان.

متى تم إطلاق اللعبة في الأسواق رسمياً؟ وماذا عن الإقبال عليها؟

"Bildits" موجودة في السوق منذ حوالي شهر تقريبا، والكميات تنفذ بشكل سريع جداً، حيث أن الإقبال عليها كبير.

وبما أن اللعبة يتم تصنيعها في لبنان وبطريقة يدوية، فهناك صعوبة حتى الأن بتلبية الطلب الكبير عليها، ولكننا نحاول بكل الطرق الممكنة تأمين الكميات المطلوبة للسوق.

ماذا عن سعر "Bildits"؟ وهل هو في متناول الجميع ؟

سعر اللعبة 200 ألف ليرة لبنانية، وهي مؤلفة من ثلاثة صناديق، الصندوق الأول يحتوي على كل أنواع الأحجار، والصندوق الثاني يحتوي على الإسمنت والرمل والحديد، أما الصندوق الثالث فيحتوي على القوالب الخشبية إضافة إلى الأدوات أو العدّة المطلوبة لإنجاز العمل.

وفي حال قام الطفل مثلا بإستخدام كل مواد الإسمنت والرمل والحديد، يمكنه شراء صندوق الإسمنت فقط، أو صندوق القوالب الخشبية، دون الحاجة لشراء اللعبة كاملة مرة أخرى.

كيف تصفون تجربتكم في مسابقة "Grow My Business" ؟

منذ البدء بمشروع "Bildits"، شاركنا في عدد كبير من المسابقات وكان آخرها مسابقة "Grow My Business".

ففي البداية شاركنا بمسابقة نظمتها "بيريتك" وشارك فيها أثر من 100 مشروع، وتمكنا من الحلول بين الشركات الـ4 الأولى، وبعد ذلك شاركنا بـ "Elevate Impact Accelerator" بالتعاون مع "Unicef"، ثم شاركنا بالمسابقة العالمية "Creative Business Cup" حيث حصلنا على المركز الثالث من بين 60 دولة مشاركة. والمسابقة الأخيرة كانت "Grow My Business" التي حصلنا فيها على المركز الثاني.

هذه التجارب ساعدتنا كثيرا على التقدم والتطور، خاصة من ناحية تحويل الفكرة إلى عمل حقيقي أو إلى شركة ناشئة، كما ساعدتنا في التعرف على خبراء ومستثمرين في هذا المجال.

هل تعتزمون التوسع خارج لبنان ؟

في المرحلة الحالية نركز على التصنيع والبيع في السوق اللبناني، ولكن هناك خططا مستقبلية للتوسع أكثر خاصة في الدول العربية المجاورة.