أكّد ​وزير الاتصالات اللبناني​ ​نقولا صحناوي​ أنّ مذكّرة التفاهم التي وقعتها الوزارة مع شركة "إنتل"، لتزويد الطلاب ب​حواسب لوحية​-عاملة بتقنية ​الجيل الثالث​-ستمكّن الشباب الذين لا يمتلكون القدرة الشرائية، من الدخول الى عالم اللوحة الالكترونية وذلك في حديث خاص لـ"النشرة الاقتصادية"-خلال مؤتمر عقده بمنطقة بيروت الرقمية في حضور ​وزير التربية والتعليم العالي​ ​حسان دياب​.

وأوضح انّ "باكدج" هذا البرنامج الرقمي المجهّز بمحتوى دراسي لن تتجاوز قيمته 20 دولاراً اميركياً، "لقد كسرنا السعر. ولن نكسر فيه ظهر الطالب، لان تجهيزات هذه الحواسب صُمّمت خصّيصا لتراعي هيكلية الطلاب الجسدية، مما سيخفّف العبىْ عن الفاتورة الصحيّة، فضلاً عن ثورة تربوية لن يتجاوز تأهيلها مدّة العام. فيصبح التلميذ أكثر تفاعلاً ومحاكاةً. كل شئىْ سيتغير ابتداءاً من فتح صفحة الكتاب، حتى هذه الثورة."، موضحاً أنّ سبب اختيار الوزارة لـ"إنتل" هو تقديمها ارخص سعر لهذا البرنامج وبالتقسيط  لمدة عامين، بعد اجتيازها لشروط صارمة.

وراى انه في حال قدّمت شركة "TOUCH" عرضاً منافساً مع الشركات الاخرى بقيمة تتدنى عن 20 دولار أميركي، "إذاً فهذا هو المطلوب."

وقال صحناوي خلال المؤتمر أنه "نرمي من هذا المشروع-بالتعاون مع شركة"Triple C"-أحد موفري تقنيات إنتل والشريك البلاتيني لها في لبنان- الى تأسيس نظام جديد يتألف من مكونات متعددة تشارك في ابتكار حلول تربوية جديدة. واطلاق فرص عمل جديدة. ووضع مشاريع ذي قيمة مضافة على المدى الطويل تشكل رافعة اقتصادية للبنان وتسهم في النمو العام." مضيفاً  "نسعى الى جعل الاقتصاد الرقمي ركيزة اساسية لخلق فرص العمل ولتصدير الخدمات وجعل لبنان، ملتقى الحضارات والاديان، فضلاً عن منصة لجذب الشركات العالمية. هذا ما نلمسه من كل المؤسسات الدولية. كل ذلك في سياق الرؤية التي نعمل على تعميمها لتحصين موقع بلادنا، مع ادراكنا ان هذا لا يتحقق من دون اسهام الجيل الشاب ومشاركته".

في السياق نفسه اعتبر دياب في حديث لـ"النشرة الاقتصاديّة" أنّ معايشة لبنان لهذه الثورة ستكون نقلة هامة في عالم التربية بوجه خاصّ. إذ ستغير في الشكل والمضمون لا سيما على صعيد الرياضيات والعلوم، مما يسمح في تطوير التفاعل والمحاكاة بين الطالب والاستاذ، "الموضوع لن ينفّذ بلمسة ساحر بل سيستغرق سنوات، خاصّة وان بلادنا غير مهيّأة لهذه النقلة المعلوماتيّة، الا انها لن تطول أكثر  من ستة اشهر الى سنة خلال تدريب كل حلقة."

مشيرا الى أنّ ما أعلنته الوزارة منذ أشهر قليلة في الجامعة الأميركية في بيروت حول هذا الموضوع "أصبح حقيقةً اليوم". وأنّ حصتها من عملية تأمين أجهزة الكمبيوتر اللوحي ستكون هبة من 1500 جهاز موضّحا انّه "شكلنا أربع لجان، لتتولى كل لجنة، في مجال عملها ،وضع الخطة موضع التطبيق ،وهي لجان المناهج وطرائق التدريس، القيادة، البنى التحتية، وتدريب المعلمين، وذلك ضمن برنامج زمني يمتد من العام الحالي حتى العام 2017 "

من جهته كشف مدير شركة "TOUCH" ​كلود باسيل​ لـ"النشرة الاقتصاديّة" انّ الشركة ستقدم عرضاً منافسا الى الوزارة في الانترنت السريع للجيل الثالث بقيمة لن تتجاوز الـ10 دولار اميركي شهريا، لكي يتمكن الطلاب من الاشتراك فيه بأقل سعر ممكن، ولتكون قيمة الدفع مقّسطة بواسطة البنوك والجامعات فتصل الى آلاف المشتركين الذين سيحدّد عددهم كل من وزارة الاتصالات والتربية.

في نفس الاطار أكّد نائب رئيس شركة "إنتل" جون دايفيز أنّ الهدف من تعاون الشركة مع وزارة الاتصالات من خلال برنامج "العالم إلى الأمام" هو  تسليح الطلاب بمهارات القرن الحادي والعشرين لتمكينهم من تحقيق النجاحات في الاقتصاد العالمي ذي التنافسية الشديدة.

واشار الى ان "مذكرة التفاهم تأتي لتكمّل برنامج الشركة "مخيم إنتل الفكري" الذي سيدعم المطورين لإيجاد حلول إبداعية تعالج مشاكل اقتصادية واجتماعية محددة. وسيتبع هذا المخيم  تدريب من "إنتل" على مهارات ريادة الأعمال وإقامة المشاريع الخاصة من أجل التسويق التجاري للتطبيقات المصمّمة ونشرها على نطاق واسع، ويتم ذلك كله تحت توجيه وإرشاد مكثفين.