تعمل ​الشركات الناشئة​ على عدد من المميزات الثورية الجديدة للهواتف الذكية ويؤسس لها حاليا في مختبرات الأبحاث وليست ضربا من الخيال العلمي ونعدد منها:

تقنية ​شاشات​ هولوغرام ثلاثية الأبعاد

بالرغم من تسابق الشركات على تقديم شاشات عالية الدقة والجودة، وتخطيط بعضهم لإنتاج شاشات مرنة قابلة للطي، إلا أن هذا كله يندرج تحت مسمى شاشة مسطحة ثنائية الأبعاد، على الرغم من أن هذا المجال بدأ يتغير في قطاعات أخرى غير الهواتف فنجد الان شاشات تلفاز بتقنية عرض 3D، وكذلك بداية انتشار تقنية ​الواقع الافتراضي​، و​الواقع المعزز​.

وبالنظر الى الهواتف التي تعمل باللمس فان الأمر مختلف، فقد قامت بعض الشركات مثل شركة "​أمازون​" بمحاولات لدمج تقنية عرض 3D في ​هاتف​ها "Fire" حيث قدمت في الهاتف 4 ​كاميرا​ت تقوم على متابعة حركة الرأس عند النظر الى ​الشاشة​ فيما يعرف بالمنظور الديناميكي حيث تقوم كل كاميرا بمراقبة حقل بزاوية 120 درجة، وتعمل هذه الميزة في عرض ​الفيديو​ و​الصور​ او الخرائط عند تحريك الهاتف وتغير زاوية النظر اليه وعلى هذا الاساس تتغير اتجاهات العرض على الشاشة.

ولكن ما لبث أن فشل هذا الهاتف وذلك بسبب تحقيق المبيعات المرجوة، وأدى ذلك الى خسارة الشركة أكثر من 170 مليون دولار، حيث جاء الهاتف بسعر مرتفع مقارنة بهواتف أخرى من هذه الفئة، مما ادى الى عزوف الناس عن شراءه.

وفي الوقت نفسه فشلت جهود أخرى عكف عليها كثير من المطورين للتوصل الى دمج تأثيرات 3D الى شاشة تعمل باللمس بطريقة سهلة.

ومع ذلك لم يحبط البعض من محاولات تقديم مفهوم الهاتف ثلاثي الأبعاد، حيث تبذل الشركات المصنعة للهواتف جهدا كبيرا لتقديم هواتف ذات شاشات تدعم تقنية هولوغرام ثلاثية الأبعاد وجعلها حقيقة واقعة.

في العام الماضي قام علماء في مختبر الاعلام الانساني في جامعة الملكة في المملكة المتحدة بعرض تقنية عرض شاشات هولوغرام 3D والتي تسمى "Holoflex"، وظهر النموذج بشاشة مرنة تسمح للمستخدم بالتلاعب بالأشياء عن طريق الانحناءات والالتواءات للجهاز.

وفي الآونة الأخيرة، أعلنت الشركة المصنعة للكاميرات الرقمية RED أنها تخطط لإنتاج هاتف بتقنية عرض هولوغرام 3D يبدأ بسعر 1200 دولار، وكذلك هناك ​شركات ناشئة​ مثل "Ostendo Technologies" جنبا الى جنب مع شركات لها تاريخ طويل مثل HP لديهم مشاريع لإنتاج شاشات ​الهولوغرام​ فى خطة مستقبلية قريبة جدا.

تقنية الشاشات المرنة

تحاول الشركات جاهدة في انتاج شاشات مرنة للهواتف منذ زمن بعيد ولكن متى تصل هذه الهواتف الى يد المستخدمين؟ تفيد التقارير بأن شركات كبرى مثل "​سامسونغ​" و"​اَبل​" و"​ميكروسوفت​" و"غوغل" و"لينوفو" تستعد لإطلاق هواتف ذات شاشات مرنة، ومن المتوقع ألا تظهر مثل هذه الهواتف قبل عامين من الآن، إذ أنه ما زالت هناك الكثير من العراقيل، اذ لا بد من دمج مكونات اخرى مثل مكونات الهاتف الصلبة الداخلية والخارجية وكذلك البطارية في هذه التكنولوجيا.

تقنية نظام تحديد المواقع الجديد GPS 2.0

أصبح نظام تحديد المواقع ميزة أساسية في ​الهواتف الذكية​ حيث يعتمد عليه كثير من الناس في تحديد وجهاتهم والتنقل بسهولة في كل أنحاء العالم. إذ بدون نظام تحديد المواقع في الهاتف سيقع الكثيرون في صعوبات. وأيضا لن تكون هناك حافلات نقل الركاب لدى شركة "أوبر". وستوفر هذه الشركة من خلال تطبيق "أوبر" وسيلة مواصلات في خلال دقائق معدودة، بنقرة زر واحدة من خلال التطبيق الخاص بالشركة على الهواتف لتصلك سيارة لدى سائقها كل المعلومات عن المكان التي تريد أن تتوجه إليه من خلال نظام تحديد المواقع GPS.

ومن المعروف أن أي تقنية قدمت لا بد وأن تحصل على تحديثات كبيرة، فقد أعلن مصنعو الرقائق الالكترونية الخاصة بنظام تحديد المواقع GPS أنه تم تطويرها كثيرا والتي تسمح للأقمار الصناعية بتحديد موقع الجهاز في نطاق قدم واحدة "نصف متر تقريبا" !

وتستفيد تقنية GPS 2.0 الجديدة والمطورة من إشارات ​الأقمار الصناعية​ التي توفر المزيد من البيانات من خلال ترددات منفصلة للهاتف لتحديد موقع المستخدم بشكل أفضل، ويوجد الآن 30 قمرا صناعيا يعملون بهذه ​التقنية​ الجديدة.

وأفاد المصنعون أن شريحة GPS 2.0 الجديدة تساعد على تحسين عمر البطارية حيث ان الشريحة تستخدم اقل من نصف كمية ​الطاقة​ المستخدمة من قبل الشريحة السابقة.

وتخطط شركة "Broadcom" لإنتاج شريحة GPS 2.0 للهواتف النقالة في وقت مبكر من عام 2018، وتخطط بعض الشركات الحالية مثل "اَبل" و"سامسونغ" لدمج هذه التقنية في هواتفهم ولكن من غير المرجح أن تقدم هذه التقنية في وقت قريب، حيث أن غالبية مصنعي الهواتف الذكية يستخدمون رقائق GPS المقدمة من شركة "​كوالكوم​".

تقنية الشحن اللاسلكي 

من الناحية التقنية فان الشاحن اللاسلكي للهواتف النقالة متاح الان على نطاق واسع، وتتألف أجهزة الشاحن اللاسلكي عموما من مستقبل مدمج بقاعدة شحن منفصلة تنقل الطاقة إلى الهاتف، اذ لابد أن يوضع الهاتف على هذه القاعدة لتتم عملة الشحن.

ومع ذلك فإن ما نراه اليوم يعتبر مجرد مقدمة لما ستكون عليه هذه التكنولوجيا في المستقبل القريب. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية قدمت عدد من الشركات الناشئة أنظمة شحن لاسلكي تستطيع أن تشحن الهاتف من على بعد عدة أقدام.

واحدة من أوائل الجهود التي تعمل على هذه التكنولوجيا جاء من شركة "WiTricity" والتي تستخدم عملية تسمى الاقتران الاستقرائي الرنان والتي تمكن مصدر الطاقة من توليد حقل مغناطيسي بعيد المدى، وعندما يقترب هذا المجال المغناطيسي من جهاز استقبال الهاتف ينتج تيار يشحن الهاتف، ويستطيع شحن الاجهزة على بعد 2 متر تقريبا.

وقدم منافسا يدعى "Energous" شاحن لاسلكي "Wattup" في عام 2015 في معرض ​الالكترونيات​ الاستهلاكية يستطيع الشحن على بعد  4.5 متر تقريبا. بينما نظام تشغيل آخر يدعى "Ossia" يشحن أبعد من ذلك.

وتعمل الشركات على تطوير مجموعة من الهوائيات لنقل اشارات طاقة متعددة في شكل موجات راديو إلى جهاز استقبال على بعد 10.5 متر تقريبا.