تمكّن عالمنا من تجاوز كل التوقعات بشركات عملاقة حول العالم لا حدود لأهدافها، وبما أن جوهر الشركات هو الموظفين، تهتم المؤسسات الكبرى بتزويد موظفيها بآخر المستجدات العلمية في مجال عملهم..

ولتحقيق هذا الهدف، يعمل روّاد خلف الستارة لتطوير شركاتنا وعالم الإقتصاد والأعمال على صعيد أوسع..

شخصيتنا اليوم تتحدث عن شاب لبناني، تمكّن بحنكته وطموحه اللامتناهي من تجاوز جدار الشركات الكبرى، فعوضاً عن السعي للحصول على وظيفة ضمن هذه الشركات، قرر أن يكون مدرباً لها، فهو يعتبر أنه الشخص الوحيد المسؤول عن مسيرته المهنية..

أسس شركته الخاصة التي تعنى بتصميم المواقع الإلكترونية، ولكنه اليوم يلاحق شغفه من بلد إلى آخر، فوجد في مجال التعليم كيانه المهني.. لذا يقدم محاضرات وتدريبات في دول عربية مختلفة لشركات متنوعة ويترك بصمة في عقول وقلوب طلاب العلم.

ولنتعرف أكثر عن هذه الشخصية النموذجية الشابّة كان لـ"الإقتصاد" مقابلة حصرية مع المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة " Websaytat.com " ومؤسس "TrainerMohammad".. محمّد المدوّر الذي شاركنا أبرز محطات حياته المهنية ونصائحه للشباب.

-من أين كانت الإنطلاقة وصولاً إلى تأسيس مشروعك الخاص؟

تخصصت في مجال علوم الكمبيوتر وحصلت على شهادتي البكالوريوس والماجسيتير من الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت ""LAU .

وبينما كنت أعدّ رسالة الماجسيتير أقترحت عليّ إدارة الجامعة أن أدرّس فيها بالتوازي مع دراستي، وعندها إكتشفت شغفي الكبير تجاه مجال التعليم، ولاحظت أن الطلاب يتجاوبون مع أسلوبي في التدريس.

من بعدها، سنحت لي الفرصة أن أعطي تدريبات ومحاضرات خارج لبنان، ولاحظت حينها أن السوق بحاجة للنوع الأكاديمي الذي أقدمه، بالجودة التي إعتمدها، لذا قررت أن تكون مسيرتي المهنية مرتبطة بشغفي في مجال التعليم.

-ما هي أنواع التدريبات التي تقدمها للشركات والأفراد؟

كوني مدرّب معتمد رسمياً من قبل "مايكروسوفت" عادة ما تدور مواضيع التدريبات حول إختصاص تكنولوجيا المعلومات "IT" والمهارات التي نطلق عليها مسمى "Soft Skills".

-ما هي أبرز العراقيل التي واجهت مسيرتك المهنية وكيف تجاوزتها؟

أولاً كان من الصعب على المؤسسات التي تُنظم التدريبات أن تتعرف عليّ، وكان هذا التحديالأكبر بالنسبة لي ، لذا أسست موقعاً إلكترونياً خاصاً بي، وإستخدمت موقع "الإنستغرام" لتعريف الشركات والأفراد أكثر عن نوع التدريبات التي أقدمّها، كذلك إتجهت شخصياً إلى الشركات والوزارات ليتعرفوا عليّ شخصياً وبالتالي تمكنت من بناء مروحة واسعة من العلاقات العامة التي تعتبر جوهر عالم الأعمال في هذا العصر.

-ما هي الأسباب التي دفعتك لخوض هذا المجال الذي يحتاج لوقت طويل ليلمس المدرب نتائجه؟

بالطبع لم تكن مسيرتي المهنية سلسة، ففي العام 2012 طلب مني أن أعطي تدريباً في سلطنة عُمان لمدة 4 أسابيع، ولكن في العام 2013 لم أقوم بأي تدريب، وفي السنة التي بعدها قدمت حوالي 10 تدريبات على مدار السنة.

عندها قررت تغيير هذا الوضع، وعملت بشكل مكثف على توطيد علاقاتي العامة لأحظى ببرامج تدريبية بشكل دوري.

لا شك أن هذه الآلية تطلبت وقتاً طويلاً إلا أني تمكنت من تجاوز هذا التحدي وأثبت قدراتي وطاقتي في العام 2016.

-هل شعرت بالإحباط في الفترة التي لم تحظى فيها بتدريبات كافية؟ وهل خطرت لك فكرة العمل ضمن وظيفة ثابتة؟

بالطبع، خاصة أني شخص يشعر بالحماس والإحباط بسرعة، أني أكره الوظيفة الثابتة، إلا أنني كنت أعمل بوظائف بسيطة أيام الجامعة، وبعد الجامعة عملت في شركة لمدة لا تتجاوز الـ4 أشهر، ولكني لا أفضل العمل ضمن وظيفة تحدّ من طموحي ومهاراتي.

-برأيك ما هي الصفات التي تميّز رائد الأعمال عن أي شخص آخر؟

أولاً التحفيز الذاتي، على الإنسان أن يؤمن بمهاراته وقدراته وأن لا ينتظر من حوله ليشجعه، فهو الشخص الوحيد المسؤول عن نجاحه أو فشله.

وبالطبع على الشخص أن يتحلى بمستويات عالية من الإحترافية، من أدق التفاصيل إلى أضخمها.

بالإضافة إلى شخصية الفرد التي تلعب دوراً أساسياً في حياته المهنية، كمدى صبره للوصول لأحلامه ،التعامل بذكاء مع كل موقف يصادفه وإستغلال الفرص المهنية بشكل فعّال لتطوير عمله.

-ما هي الأمور التي طوّرتها بنفسك خلال مسيرتك المهنية؟

في بداية مشواري المهني لم أكن مدركاً لأهمية التفاصيل البسيطة، كتحضير مسودة المحاضرات وغيرها، ولم أكن أعلم أن الإنتباه إلى أدق التفاصيل سيميّزني عن غيري ويضعني في المقدمة.

كما اني مع الوقت لاحظت أن بعض المواد التي أقدمها لم تكون مطلوبة بشكل كبير في السوق، لذابدأت بتركيب دورات تعليمية تشمل أكثر من موضوع تهمّ كل من يخضع للتدريبات.

برأيي من الضروري أن يدرك الفرد الأمور التي يجب أن يُحسّنها بنفسه وألا يتشبث برأيه وإستراتيجياته بنمط متعصّب.

-من خلال خبرتك الخاصة، ما هي النصيحة التي تود إيصالها للشباب اللبناني؟

أقول للشباب في لبنان أن أحلامكم لن تأتيكم على طبق من فضّة، عليكم أن تعملوا جاهداً .. وهذا الجهد ستبذلونه في وظيفتكم أو عند تأسيس شركاتكم الخاصة.. لذا ثابروا وإبنوا أساسات لأحلامكم.. وإذا بدأتم بعملٍ ما، لا تستسلموا أبداً وخوضوا غماره حتى آخر رمق.