نتج عن التطور التكنولوجي الذي يشهده عالمنا المعاصر أجهزة وألعاباً مختلفة، أصبحت في متناول أوساط اجتماعية عديدة في الوطن العربي، وبخاصة الأطفال والمراهقين، مثل الـ"ايباد" والـ"ايفون" وألعاب الليزر وغيرها .. وحرصت أسر عديدة على توفير هذه الألعاب الالكترونية لأبنائهم، دون أن تعلم أن الادمان على هذه الوسائل قد يسبب امراضاً كثيرة، وقد يؤثر على مسيرتهم التعليمية وعلى مستواهم في المدرسة.

وتتساءل أسر عديدة عن كيفية تخليص أطفالها من المشاكل التي قد تسببها الأجهزة الإلكترونية، خاصة ان منعهم من إستخدامها أصبح أمراً مستحيلاً ... لذلك قرر د. أحمد حموّد حل هذه المشكلة من خلال إيجاد حل وسط يرضي الأطفال من جهة، ويطمئن الأهل على أولادهم من جهة أخرى.

فطوّر د. حموّد تطبيق ذكي يحمل إسم "Play my way"، الذي يساهم في زيادة القدرات التعليمية لدى الأطفال وإبقائهم في أجواء الدرس والتعليم حتى في الوقت الذي يقضونه باللعب على الـ "iPad" أو على الهاتف الذكي، حيث يقوم التطبيق بإيقاف اللعبة أوتوماتيكياً وطرح سؤال على الطفل في مواد مختلفة، ولن يتمكن الطفل من إكمال اللعب قبل الإجابة على السؤال المطروح بشكل صحيح.

للحديث أكثر عن هذا التطبيق وفوائده، كان لـ"الإقتصاد" هذه المقابلة الخاصة مع صاحب الفكرة ورئيس مجلس إدارة شركة "Scope" المطورة لهذا التطبيق، د. أحمد حمّود.

بداية ما هي تطبيق "Play my way"؟ وكيف يفيد المستخدمين ؟

تطبيق "Play my way" هو تطبيق خاص يمكن تحميله على الهواتف الذكية أو اللوحيات من قبل الأهل، للسيطرة او التحكم بهذه الاجهزة عندما تكون في أيدي أطفالهم.

فـ "Play my way" هو تطبيق تعليمي يساهم في زيادة القدرات التعليمية لدى الأطفال وإبقائهم في أجواء الدرس والتعليم حتى في الوقت الذي يقضونه باللعب على الـ "iPad" أو على الهاتف الذكي، إذا يمكن من خلال التطبيق إختيار المواد التي يريدها الأهل (رياضيات، لغة عربية، فيزياء، لغة إنكليزية ... وغيرها)، وسيقوم التطبيق بطرح أسئلة تتعلق بهذه المواد على الطفل (كل بضعة دقائق)، حيث يقوم بإيقاف اللعبة أوتوماتيكياً وطرح السؤال على الطفل، الذي لن يتمكن من إكمال اللعب قبل الإجابة على السؤال المطروح بشكل صحيح.

وبهذه الطريقة لن يشعر الطفل بالملل، وسيتمكن بنفس الوقت من البقاء في أجواء الدراسة.

ما الذي دفعكم لتطوير هذا التطبيق؟

في الأونة الأخيرة يعاني الأهل مع أطفالهم بسبب إقبالهم الكبير على الأجهزة الذكية، حيث يقضون معظم أوقاتهم باللعب على هذه الأجهزة، مما ينعكس سلباً على دراستهم وعلى مستواهم التعليمي.

والحل الوحيد امام الاهل إما منع أولادهم بشكل كلي من إمتلاك جهاز أو هاتف ذكي، أو السماح لهم بذلك مما قد يؤثر سلباً على دراستهم .. وأنا من الأسخاص اللذين رفضوا في البداية شراء أجهزة ذكية لأولادي، ولكن مع الوقت لاحظت أنهم يسعون دائماً إلى إستعارة الأجهزة من أصدقائهم أو أقاربهم، وكأب لم أستطع الإستمرار أو الثبات على قراري، فقمت بشراء أجهزة ذكية لهم، ولكن بنفس الوقت بدأت بالبحث عن حل وسط يخفف من تأثير هذه الأجهزة على حياتهم الدراسية.

ومن هنا جاءت فكرة "Play my way" التي تخلق توازن بين أوقات الدراسة وأوقات اللعب، بشكل تجعل الطفل راضياً، والأهل مطمئنين.

كم يبلغ عدد المستخدمين اليوم ؟ وهل التطبيق مجاني؟

عدد المستخدمين وصل إلى اكثر من 110000 مستخدم منذ إطلاق التطبيق قبل سنة تقريباً. والتطبيق مجاني في الوقت الحالي، ومتاح لمستخدمي "أندرويد" و "iOS".

المستخدمون معظمهم من منطقة "MENA"، ولكن هناك بعض المستخدمين في أنحاء العالم، وتمكنا من الحصول على لقب التطبيق الثاني الأكثر تحميلاً في المملكة المتحدة (لفئة الأطفال).

وقد فزنا بجائزة أفضل تطبيق مخصص للأطفال (Best Application For Kids – Platinum Award) التي تعد أعلى جائزة تعطى لهذا النوع من التطبيقات، وذلك في العام 2016.

من هي الشركة التي قامت بتطوير التطبيق ؟

الشركة التي طوّرت التطبيق هي شركة لبنانية تدعى "Scope"، والتي أتولى أنا رئاسة مجلس إدارتها.

ماذا عن الأسئلة الموجودة في التطبيق والتي يتم طرحها على الأطفال ؟ وهل هي متاحة بلغات مختلفة؟

الأسئلة متاحة الأن باللغة الإنكليزية فقط، وعددها يتخطى الـ 70 ألف سؤال تم تقسيمها بطريقة علمية ومدروسة جداً، اما المواد فهي (رياضيات، علوم، ولغة إنكليزية). ونعمل الأن على تطوير التطبيق اكثر وإضافة عدد من اللغات الجديدة.

كما بدأنا بالتعاون مع المدارس، حيث قدمنا نسخة خاصة بالمدارس تحت إسم (B2B)، تساعد الأساتذة والمعلمين على تحديد مكامن الضعف لدى الطلاب، والمواد التي يجب العمل عليها بشكل أكبر لتحسين مستواهم.

هل تلقيتم مساعدة أو دعم من بعض مسرعي الأعمال في لبنان ؟

شاركنا في برنامج "UK Lebanon Tech Hub"، وكانت تجربة فريدة ومميزة وغنية، حيث تعلمنا الكثير عن عالم ريادة الأعمال، وتمكنا من تطوير فكرتنا بشكل أكبر.