أكد ​وزير الزراعة اللبناني​ ​حسين الحاج حسن​ " أن الوزارة ساهمت في تطوير عمل المرأة بالارياف، ومولت 30 تعاونية نسائية من أصل نحو 60، بقيمة 15 مليون ليرة لبنانية.وذلك خلال حديث مقتضبلـ"النشرة الاقتصادية"على هامش "اللقاء الديمقراطي للمرأة الريفية والامن الغذائي في الوطن العربي"انعقد اليوم  في فندق "السفير" ببيروت.

وسرد وزير الزراعة حادثة تدل على اهمية المواشي كمصدر عيش لدى ​المرأة الريفية​ بشكل خاص قالان امرأة:" طَلَبَتت من الوزراة موعداً، دَخَلَت الى مكتبي وعين الفاجعة على ملامِحِها. صرخت  ماتت البقرة يا معالي الوزير! فأحضرنا لها بقرة جديدة ودامت الاعراس في ديارها!"و لفت الحاج حسن لـ"النشرة الاقتصاديّة" الى أن المواشي لا تزال مصدر عيش مهم لدى المرأة الريفيّة في القرن الواحد والعشرين. ولكن مما لا شك فيه ان المرء حين يسمع هذه القصّة على لسان وزير بلاده، فإن أول ما سيخطر بباله هو "إذا ما لم تدخل المرأة الى مكتب الوزير شخصيا هل كانت الدولة ستعوّض خسارتها، وهل يستدعي حل شؤون الابقار في بلادنا الى إقامة المآتم كما فعلت هذه المرأة؟!"

وأوضح لنا أن الوزراة أمنت للنساء الريفيات من الحكومة الايطالية 600 الف يورو دعما لمنتجاتهم وأمنهم الغذائي، فضلا عن اعانة بقيمة 150 الف يورو لتعاونيتين في كل من بعلبك وقضائها "ساعدنا هذه التعاونيات، أمددنا هؤلاء النساء اللواتي تقدر اعدادهن بالالاف بمعدات الصنيع، ثم دربناهم على مهارة التسويق تحفيزاً لانتاجهن. كما أمنا لهن فرص عمل حرفية، علماً أن الوزارة حاليا لا تركز في برامجها على دعم المرأة دون الرجل، بل تخصه لكل مستضعف وفقير في القرية. وأذكر هنا انني وزير الزراعة، لذا ما يعنيني من الفقراء لا يتعلّق إلا بهذا القطاع، في حين أننا لم نتفق على تصنيف محدد لإعانة المرأة لان فصل الأرملة عن المتزوجة امر صعب لذلك فلنساعد الجميع، مع الاولوية للأكثر فقراً."

وأشار الى  أنّ الوزارة ساعدت المرأة- التي تعيش في الريف، وتعمل في الحرفيات أو الزراعة-من خلال برنامج "​نوارة​" مشددا على ضرورة التعاون والتكامل العربي إذ انه من بين كل عشرة نساء سبعة أميين.

وأطلق  "نوارة" جوائز لأفضل مبادرة اقتصادية رائدة نفذتها المرأة في المناطق الريفية بالجنوب، بالتعاون بين الوزارة والسفارة الايطالية وجمعية صور للتنمية المحلية، إذ أن "قيمة كل جائزة  3000 دولار اميركي فضلاً عن مساهمة عينية غير نقدية الى السيدات الفائزات وهي اربع جوائز للمرتبة الاولى في اربعة ميادين:

- خدمة المأكولات الريفية الجاهزة.

- التصنيع الزراعي والغذائي.

- السياحة الزراعية و أو البيئية.

- المشاريع ضمن سلسلة الانتاج لزيتون وزيت الزيتون".

من جهته أعلن  ​المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية​ ​طارق بن موسى الزدجالي​ في اللقاء الذي نظمته المنظمة بالتعاون مع منظمة المراة العربية وبحضور 27 كادراً من مختلف الدول العربية، الى التعاون الذي تسعى اليه الدول لمساعدة المرأة الريفية على مواكبة التطورات، حيث اهتمت المنظمة بمحو الامية التكنولوجيّة، لتقدّم "غرفة كاملة في كل منزل للتجهيزات الحاسوبية وهي ما تسمى بغرفة الكومبيوتر، فضلا عن ستالايت لكلّ بيت في الريف مما يساعدها على تنمية ذكائها، كما استعنا بمهندسين لتصميم المنازل في قرى الصعيد والسودان."

 وأضاف : أنّ المرأة في الريف العربي (20% من النساء يتوفين عند الولادة) تشكّل نصف القوى العاملة إذ انشات جامعة الدول العربية في مطلع السبعينات لجنة المراة ضمن منظومة امانتها العامة. وفي عام 1988 اعتمدت من خلال مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب استراتيجية عربية للنهوض بالمراة واتبعتها بانشاء منظمة المراة العربية التي باشرت عملها عام 2003، مشددا على ضرورة توعية المرأة بالامن الغذائي في ظل وجود مليار شخص يعاني من نقص في التغذية فضلاً عن موت ثلاثة ملايين طفل سنويا على مستوى العالم.

وبدورها المدير العام لمنظمة المرأة العربيةودودة بدران​-تعمل تحت مظلة جامعة الدول العربية في مصر-أثنت على الدور البارز للنساء الريفيّات في القوى العاملة الزراعيّة والحرفيّة، لافتة الى ضرورة الوصول للموارد والقروض والتقنيات الانتاجية لزيادة مساهمتها في الأمن الغذائي "المرأة تصرف انتاجها على اولادها."