تعتبر الخطة الناجحة في عالم الإستثمار والأعمال كخارطة طريق تحدد المسار الذي سيسلكه صاحب العمل، وغالباً ما يكون نجاح العمل هو نتيجة خطة ناجحة والعمل بها بكل التفاصيل. يقول المستثمر صاحب الأربعين عاماً من الخبرة كمدير تنفيذي آلان هول: "في كل عام، ألقي نظرة بصفتي مستثمرا على العديد من خطط العمل التي يُطبّقها رجال الأعمال الذي يتوقون للبحث عن تمويل لمشاريعهم الناشئة. إلا أن معظم الخطط ليست مكتوبة بطريقة جيدة، كما أنني نادراً ما أجد خططاً ممتازة. لذا قُمتُ بدعوة أولئك الذين أعدّوا خططاً ليست بجيدة بهدف تكثيف جهودهم والعودة مجدداً لإعداد خطط في المستقبل متى استعدوا لذلك".

ويضيف هول في مقاله: "في نهاية العرض، أمضيتُ بعض الوقت مع رجال الأعمال لِيُطلعوني على ما يحتاجون فعله لتطوير خطة العمل الأمثل. بالنسبة لأولئك الذين حققوا إنجازات جيدة والذين أعدّوا خططاً بارزة بعناية، بناءً على افتراضات جديرة بالثقة، فغالباً ما كانوا يحصلون على التمويل الذي يحتاجونه لنمو الشركة".

وتابع: "قد اتصلتُ مع صديق لي يُدعى توماس هاريسون، وهو رئيس (وكالة الخدمات المتنوعة، قسم أومنيكوم –Division Diversified Agency Services, Omnicom)، بهدف الإطلاع على وجهات نظره فيما يتعلق بالعناصر الأساسية المُكوّنة ل​خطة عمل​ رائعة. إذ على مرّ السنين، كان هاريسون قد شاهد عدداً لا بأس به من العروض التي قدّمتها شركاتٌ اشترتها "أومنيكوم"، والتي تُمثّل عدداً ضخماً من الشركات التي تقع ضمن نطاق (أومنيكوم) للمنظمات التسويقية. ومن ناحية أخرى، صادف هاريسون مجموعة من الخطط المريعة والسيئة. سألته قائلاً: "سيد هاريسون، ما هي الاستشارة التي تُقدّمها لإنسان طموح في في بداية وضعه لخطة عمل؟"، أجاب: أعتقد يا آلان أنّ بعض الناس يخلطون بين ما يُسمّى بخطة العمل التجاري والخطة التسويقية. فخطة العمل التجاري هي جزء لا يتجزأ من نجاح هذا العمل؛ إذ تُبيّن الحافز وراء مزاولتي له، كما أنها توضح الأهداف والخدمات التي أقدمها لهذا العالم ولزبائني تحديدا. وعلاوة على ذلك، فهي تُحلّل تفاصيل عملي التجاري وما يجعله فريداً من نوعه، بالإضافة إلى أنها تُوضح السبب الذي يدفع زبائني للتعامل معي".

وأوضح هاريسون: "إن "الخطة" هي برنامج العمل. إنها التصميم الهندسي الذي يظهر هيكل المشروع التجاري..الحمض النووي للعمل. الخطة تسمح لي بأن أرح وبشكل واضح كالشمس ذلك الهيكل، وكيف أنه يدعم رؤيتي فيما يتعلق بالقِيمة العالية التي أقدمها لزبائني. كما أنها تشرح بالضبط السبب الذي يدفع الزبائن إلى شراء ما أصنعه/أبيعه، وما هو الشيء الذي يُميّز المنتج الخاص بي ليسعد زبائني".

هنا يصل هول الى الخطوات العشرة الأساسية التي يجب أن تشتمل عليها خطة العمل الناجحة، وفقاً لهاريسون طبعاً، وهي الآتي

1. استعرض الأسباب التي تبرز أهمية شركتك. ما الحاجات التي ستلبيها؟

2. اشرح الحالة الكلية للسوق والتوجهات المهمة.

3. اشرح السبب الذي سيدفع الزبائن إلى شراء منتجاتك أو خدماتك.

4. قُم بوصف مُفصل للفئة التي ينتمي إليها زبائنك.

5. اشرح من هم منافسوك الحاليون وما هي مميزاتهم.

6. اشرح من هم المنافسون الذين ستحلّ محلّهم.

7. قُم بوصف عروض منتجاتك، وكيف تتنافس مع العلامات التجارية الأخرى، ولماذا تُعتبر ضرورية.

8. قُم بتقديم لمحة عامة عن الموارد المختلفة؛ بما فيها الناس الذين تحتاجهم لتنفيذ ما يتوقعه

الزبون.

9. قُم بوصف أولويات الشركة والطرق التي ستتبعها لتحقيق هذه الأولويات.

10. قُم بإدراج ثلاثة خطط مالية شاملة؛ تكون أولاها مقاومة للتغيير، والثانية معتدلة، أما الثالثة فتفاؤلية؛ بحيث تشتمل كل واحدة منها على إيرادات مبيعات واقعية وقابلة للتحقيق، واحتياطات ونفقات وأرباح على أساس شهري وربع سنوي وسنوي. 

ويوضح هاريسون قوله: "إنّ الهدف من الخطة هو إتاحة المجال أمامك وأمام أي شخص مُنخرط في مشروع تجاري لمعرفة اللبنات الأساسية المُكوّنة للمشروع ومعرفة الهدف من وجوده.

ويضيف: "تكمُن أهمية الخطة في التفكير في هيكل المشروع التجاري ووضع تصور مناسب له والمحافظة عليه حتى تتمكن الأجيال المقبلة من متابعة العمل وفقا لما بُني عليه المشروع من رؤية وطابع وأهداف".

وبدوره هول يقول: "إنّ هاريسون على دراية واسعة بالتخطيط الأمثل؛ فقد صادف في حياته ما يُقارب الـ 170 شركة عالمية والتي تجني مليارات الدولارات من مبيعاتها السنوية".

وفي الختام يقول: "باختصار، إن الخطة الجيدة هي الخطة التي يعمل على تطويرها أشخاص يتمتعون بالمعرفة والخبرة العريقتين؛ فهم يمتلكون عقلية إستراتيجية ويتمتعون برؤية واضحة للمكانة التي يريدون الوصول إليها، وكيفية الوصول إلى مُبتغاهم. والأهم من ذلك، أنهم يُحققون النتائج المرجوّة بناء على خارطة طريق واضحة. وقد تكون هذه التبصّرات ذات قيمة عندما تشرع في وضع خطة العمل الخاصة بك؛ فإذا كنت تعمل على تطوير خطة العمل لمشروعك الأول، فعليك إذن أن تستعين بالأشخاص الذين يستوفون المعايير التي وصفتها سابقاً. وسيستحق هذا الأمر ما ستبذله من جهد إضافي".