ربيع دمج

على غرار سيناريو الأفلام البوليسية وقعت فصول هذه الحادثة التي إنتهت بالقبض على اللبناني وفرار السوداني إلى بلده أما دوافع الجريمة فهي "سرقة سبائك الذهب".

مهمة الشاب السوداني فيصل كانت سرقة سبائك الذهب وغباره وبيعها إلى "داني" بسعر زهيد. لكن قدر الأخير كان الوقوع في شرّ أعماله وشرك القوى الأمنية فيما الأول خرج من لبنان ولم ولن يعود.

في حيثيات القضية التي حقق بها القاضي ربيع الحسامي في محكمة بعبدا بجبل لبنان فإن "داني.ج" كان يعمل داخل مصنع لصناعة الذهب في منطقة برج حموّد، وكان يعمل معه أيضاً المدعو "فيصل.ع" وهو سوداني الجنسية ووظيفته كانت "عامل تنظيفات".

منذ سنة قدّم "داني" إستقالته من المصنع ولجأ إلى مزاولة الأعمال الحرة وتجارة الذهب التي تعلّم أصولها في المعمل.

وبعد أشهر قليلة فقط من تركه عمله السابق وبدء مشروعه الجديد إختار طريق الشر لتطوير "البزنس" الخاص به فاتّفق مع "فيصل" على أن يشتري من الأخير غبار الذهب الباقي من أعمال الصباغة في المعمل، وعلى هذا الأساس إشترى منه على عدّة دفعات ما يقارب الكيلوغرام الذي سرقه "فيصل.ع" خفية عن صاحب المصنع.

في شهر تشرين الأول 2016 أي في آخر عملية قام "فيصل" بالتخطيط بدقة لعملية سرقة لسبيكتيّ ذهب تزنان حوالي 3150 غراماً، وباعها لـ"داني" لقاء مبلغ 3250 دولاراً أميركيّاً، فأقدم الأخير على تذويبها وحوّلها إلى ثلاث سبائك، باع الأولى لأحد التجار بمبلغ 3400 دولار والثانية لآخر بمبلغ 7700 دولار.

قبض "فيصل" نصيبه من عملية السرقة وكان في تلك الأثناء يعدّ العدة للخروج من لبنان والعودة إلى موطنه، وفعلاً بعد أن حصل على نصيبه سافر بعد يومين إلى السودان.

هروب فيصل من لبنان جاء بعد إشتباه صاحب المعمل ( كيفورك.ن) بعملية السرقة لكنه لم يستطع حسم الموضوع وحينما وصل إلى طرف الخيط كان العامل قد أصبح في بلده، وبعد إكتشاف أمر السرقة وبمراجعة حركة الإتصالات العائدة لهاتف "فيصل"، تبيّن أنّه كان يتواصل مع "داني"، فألقي القبض عليه وضبط في منزله مبلغ 4700 دولار وسبيكة ذهبية تزن 901 غراماً.

وتجدر الإشارة إلى أن عمليات السرقة حصلت بين الخمس والست مرات وكان فيصل يحصل على نصيبه الذي أدخره وذهب به إلى بلده محققاً ثروة قياساً للفقر المدقع وتدني الأجور في بلده.

إعترف "داني" لدى القاضي الحسامي بأنه اتفق مع فيصل على شراء الذهب المسروق، وانّه اشترى لهذا الغرض رقماً هاتفيّاً خصّصه للتواصل مع "فيصل" ولم يستعمله في أي إتصالات أخرى، ثمّ رماه في البحر قبالة محلّة الدورة إخفاءً للجريمة.

وفي قراره الظني الذي أحيل إلى محكمة الجنايات للإستماع إلى إفادات المتهم طلب القاضي الحسامي طلب في قراره الظنّي عقوبة الأشغال الشاقة الموقّتة للمدعى عليهما وأحالهما للمحاكمة أمام محكمة الجنايات.